تلوح فى الأفق بوادر أزمة بين العراق والسعودية بدأت خيوطها خلال الساعات الماضية فى أعقاب إعلان الاتحاد العراقى لكرة القدم عن اختياره طهران ملعباً للفريق فى التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 فى روسيا.
كانت القرعة النهائية للتصفيات قد وضعت أسود الرافدين فى المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات السعودية وأستراليا واليابان والإمارات وتايلاند.
ولا يخوض المنتخب العراقى مبارياته على أرضه منذ فترة طويلة لحظر اللعب هناك بقرار من «فيفا»، نظراً للأوضاع غير المستقرة بالبلاد، وظروف الحرب التى تشهدها والصراعات الداخلية، وعليه قرر الاتحاد العراقى لعب مبارياته فى طهران، وهو ما رفضه الجانب السعودى بشكل غير رسمى، وخرج عدد من الإعلاميين السعوديين أمس الأول لمهاجمة الاتحاد العراقى ورئيسه عبدالخالق مسعود.
ومن المعروف أن السعودية على خلاف كبير مع النظام الإيرانى على الصعيدين السياسى والرسمى.
وطالب الاتحاد العراقى نظيره السعودى أمس، فى بيان رسمى، بتقديم اعتذار عن الإساءات التى تعرض لها العراق ورئيس الاتحاد، جاء فيه: «نظراً للإساءة البالغة والعلنية لبعض الإعلاميين السعوديين، ومن على شاشات التلفاز التى يتابعها الملايين، بالسب والشتيمة والكلام المبتذل بحق رئيس الاتحاد وأعضائه، وبما يشكل إساءة علنية غير مبررة للشعب العراقى، فإننا نطالب الاتحاد السعودى بتقديم اعتذار رسمى، ونطالب الاتحاد السعودى بالتنصل من هؤلاء الذين يسعون للفتنة والاختلاف بين الأشقاء، فيما سيحتفظ اتحادنا بحقه الشرعى بتقديم شكوى قضائية ضد هؤلاء وفق قوانين الإعلام، التى تعاقب على القذف والتشهير العلنى بحق الأشخاص والمؤسسات».
وهدد الاتحاد العراقى بمقاطعة نظيره السعودى حال عدم الاعتذار.
ويلتقى المنتخبان ذهاباً فى 6 سبتمبر فى طهران (وفقاً لاختيار العراق) ثم إياباً فى 28 من مارس 2017 فى السعودية.
من جهته، كشف عبدالخالق مسعود، رئيس الاتحاد العراقى، فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (نينا)، أنه كانت هناك فكرة لاختيار الملاعب الإماراتية، إلا أن وقوعها مع العراق فى المجموعة حال دون ذلك.. وفى حال رفضت السعودية اللعب فى إيران سنطالب «فيفا» بخوض المباراتين فى ملعب محايد، ولن نلعب فى السعودية بدورنا».
كما كشف مسعود عن تلقيه اتصالاً من السعودى تركى بن خالد، رئيس الاتحاد العربى، أبلغه خلاله باعتذاره الشخصى عن الإساءات، «ولكننى اشترطت اعتذاراً رسمياً من الاتحاد السعودى».
وينتظر أن يتم حسم ملعبى المباراتين فى اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية المقرر فى الدوحة 27 من الشهر الجارى.
وقال المتحدث باسم الاتحاد العراقى كامل زغير إن «اختيار إيران يصبُّ فى مصلحة العراق لتواجد أعداد كبيرة من المشجعين العراقيين هناك، وسهولة انتقال أعداد كبيرة أيضاً من أنصار المنتخب لطهران».
وأضاف: «على المنتخب السعودى أن يختار ملعباً محايداً، وسنختار نحن أيضاً ملعباً محايداً لخوض مباراتى الذهاب والإياب».
فيما انتقد الكاتب الصحفى العراقى فلاح الناصر الموقف السعودى فى مقاله بصحيفة «الصباح الجديد»، وقال فيه: «السعودية وحدها أعلنت أنها لن تلعب فى إيران، وهذا من منظار سياسى، لا رياضى، فالرياضة منفصلة بطبيعة الحال عن السياسة، لكل منهما تعليماته. إن هذه المحاولات الفاشلة لا يمكن أن تحد من تطلعاتنا أو تسهم فى تغيير الملعب الذى يجد فيه اتحادنا الأرض الملائمة لنقطة الانطلاقة نحو شواطئ روسيا، وكما يبحث المنافسون عن مقومات نجاحهم، نسعى لوضع لاعبينا فى أجواء إيجابية تتوافر فيها مقومات الفوز».
وأضاف: «بيان اتحاد الكرة صيغ بأنامل عراقية، لم يتدخل فيه الجانب الإيرانى، وتجاوز بعض الإعلاميين من المملكة بكلام بذىء لن يدق إسفين الفرقة فى العلاقات القوية التى يرتبط فيها خليجنا العربى».