لن تكون أحرص على هذه الأرض من هؤلاء الذين قضوا وهم لا يرون فى أنفسهم سوى ذلك الشعور الذى يملأ الذات «الانتماء»، ذلك الإحساس العبقرى الذى يشعر الإنسان بقيمته فى الحياة، فالأمر ليس عناداً لسلطة أو خلافاً مع طريقة حكم أو نكاية فى شخوص المسار، بل هى أشياء لا تُشترى «أتنسى ردائى الملطخ بالدماء.. تلبس فوق دمائى ثياباً مطرزة بالقصب؟!».
«1» أبحث عن هؤلاء الذين قضوا فى وجوه «محمد أبوسويلم ووصيفة وخضرة وعلوانى والشيخ يوسف والشيخ الشناوى ومحمد أفندى والشيخ حسونة».
«2» الأرض عِرْض لا تقبل المساومة.
«3» فرأيتُ: ابن عمى الزنيم
واقفاً يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن فى يدى حربةٌ
أو سلاح قديم
لم يكن غير غيظى الذى يتشكَّى الظمأ
«4» تكسرت الأحادية هناك على سلالم نقابة الصحفيين «عيش.. حرية.. الجزر دى مصرية».
«5» ستظل دورة الفرز قائمة مثلما تفعل ماكينات نزع الحشائش، فـ«الجَزُّ» نهاية لكل لئيم ظن أن بإمكانه المناورة والنجاة من مصير يطارده ليل نهار، لأنه عدو للإخلاص وعبد للمصلحة.
«6» إبريل 2016 سيؤرِّخ لمرحلة جديدة إن لم تدركها السلطة، فخطوبها ستدرك السلطة نفسها والمجتمع بأسره، وعندها لن نكون فى مأمن من الزمان وحكمه ومآلاته فى دنيا تخاصم الكفاءة ويملؤها الكذب وتحكمها الدعاية.
«7» قوة الإعلام البديل عرَّت أسطورة الإعلام التقليدى، فالأخير دخل كهف الطاعة قسراً ليكتب نهايته، لقد خان الجماهير.
«8» مظاهرات الجمعة كرست لمطلب جديد، هو تنظيم قواعد الاختلاف بين الناس، فإذا كنت مختلفاً معى فلزامٌ علىَّ أن تُعبِّر عن رأيك، فلن أعتمد الإقصاء أو الإنكار لوجودك، بل سنتحاور لنعرف أين نحن، وما وصلنا إليه وإلى ماذا نطمح؟ حتى لو كان بيننا انتهازى أو طالب استعباد..!
«9» فى الماضى كان الوحى يتنزَّل فى الجبال، أما الوحى فى أيامنا هذه فلا يذهب إلى الجبال، بل تراه فى شوارعنا وأزقتنا ينادى: «العدل العدل.. المساواة المساواة.. الكرامة الكرامة.. الأرض الأرض» و«لن تصدع بما تؤمر ما دامت الجلالة واخداك».
«10» يتصرف القادة الديمقراطيون بحساسية شديدة تجاه مطالب شعوبهم، خاصة فى لحظات الأزمة أو الكوارث الوطنية.
الشعب هو السيد، سواء أراد من فى القصور أم أبوا، ولذلك فإن الالتزام بطاعته ليس منة أو منحة، بل هو قرار ترجمته الصناديق التى عبَّرت عن شعبية لم يحصل عليها سوى قلة من الحكام الذين حكموا هذه الأرض التى عرفناها وألفناها عِرْضاً لا يجوز التفريط فيه، هل فهمت السلطة رسالة الآلاف فى الشارع؟ وهل ستقف أمام المرآة لترى حقيقتها؟ بعيداً عن الخرسانة التى لم يتجاوزها مبارك ليبنى الإنسان فكانت النهاية «إزاحة».. ولذا نأمل فى إفاقة يتبعها الصواب «فما ذنب تلك اليمامة لترى العش محترقاً.. فجأة.. وهى تجلس فوق الرماد؟».