هو القائل: «على هذه الأرض مايستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبز فى الفجر ، تعويذة امرأة للرجال ، كتابات إسخيليوس، أول الحب، عشب على حجر، أمهات يقفن على خيط ناى، وخوف الغزاة من الذكريات/ على هذه الأرض مايستحق الحياة: نهاية أيلول، سيدة تترك الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس فى السجن، غيم يقلد سربا من الكائنات، هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوف الطغاة من الأغنيات».
وهو القائل فى قصيدة (فكر بغيرك): «وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ/ لا تَنْسَ قوتَ الحمام/ وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تنس مَنْ يطلبون السلام/ وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ/ مَنْ يرضَعُون الغمامٍ/ وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تنس شعب الخيامْ/ وأنت تنام وتُحصى الكواكبَ، فكِّر بغيركَ/ ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام/ وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ/ مَنْ فقدوا حقَّهم فى الكلام/ وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك/ قُلْ: ليتنى شمعةُ فى الظلام».
هذا هو محمود درويش المولود فى 1941 فى قرية البروة الفلسطينية فى الجليل وكانت أسرته تملك أرضا هناك، خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين فى 1947 إلى لبنان وعادت متسللة عام 1949 بعد اتفاقيات هدنة لتجد القرية قد هدمت وأقيم مكانها قرية زراعية إسرائيلية فعاش مع عائلته فى قرية الجديدة،
وأتم تعليمه الثانوى فى مدرسة ينى الثانوية فى كفر ياسيف وانتسب للحزب الشيوعى الإسرائيلى وعمل فى صحافة الحزب واعتقلته السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة بدءا من 1961 حتى 1972 بسبب تصريحاته ونشاطاته،
ثم توجه للاتحاد السوفييتى للدراسة وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة والتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ثم غادر إلى لبنان ليعمل فى مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأسس مجلة الكرمل وشغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ثم أقام فى باريس إلى أن حصل على تصريح لزيارة أمه.
وفى فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلى العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء فسمح له بذلك إلى أن توفى فى أمريكا فى مثل هذا اليوم 9 أغسطس 2008 بعد إجراء جراحة قلب مفتوح فى مركز تكساس الطبى فى هيوستن ودفن جثمانه فى 13 أغسطس فى مدينة رام الله