أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهنك عندما تعلم أنك من الفائزين بالحج هذا العام، تلك الرحلة الروحانية التي شبهها الرسول بالجهاد الأصغر، فهي فريضة تحتاج إلى إعداد وتجهيز من نوع خاص. ربما يبدأ الحاج بالتجهيز الروحاني والإيماني بالسؤال عن أركان الحج وفروضه وواجباته. لكن حتى تتمتع بتلك الرحلة وبكل ركن فيها، ولتمر بأمان وسلام لا بد من الرد على الأسئلة التالية:
ماذا يجب أن تحتوي حقيبة الحاج الصحية؟
بالرغم من الاشتراطات الصحية الخاصة التي تفرضها الدول على الحجاج من تطعيمات وإجراءات صحية وقائية، إلا أن المشاكل الصحية التي يتعرض لها الحاج لا تقف عند تلك الاشتراطات، لذا يجب على كل حاج قبل السفر أن يتأكد من اصطحاب التالي في حقيبته الصحية:
- إذا كنت تعاني من أحد الأمراض المزمنة أو تتناول عقارا خاصا لأي سبب، فلابد أن تتأكد من اصطحاب الكمية التي تغطي احتياجك خلال فترة الحج ولحين العودة.
- نزلات البرد هي الأكثر شيوعا في موسم الحج، لذا تأكد من وجود أدوية البرد التي تناسبك في حقيبتك الخاصة، وعادة ما تكون هذه الأدوية مضادات الهيستامين، وخوافض الحرارة، كذلك المضاد الحيوي الذي اعتدت تناوله لعلاج البرد.
- يصاب البعض بإرهاق عضلي شديد نتيجة مشاق السفر وآداء الفرائض، خاصة من لم يعتد ممارسة رياضة بشكل دوري، لذا ينصح باقتناء مسكنات، وأدوية باسطة للعضلات، ومراهم موضعية لتسكين آلام العضلات والمفاصل.
- تقلبات الجو وتغير نظام الأكل قد يتسبب في نزلات معوية، لذا فإن المطهرات المعوية وأدوية الإسهال هامة جدا في حقيبتك الصحية.
- الحركة المستمرة التي تستلزمها آداء مناسك الحج قد تؤدي إلى حدوث تسلخات والتهابات في الجلد، خاصة في أماكن الاحتكاك، لذا ينصح باصطحاب مراهم للتسلخات، أو «بودرة تلك»، كذلك مراهم مضادة للفطريات، مع مراعاة ارتداء الملابس القطنية.
- إذا تطلب السفر الجلوس لفترات طويلة، فينصح بأخذ أدوية مميعة للدم لتجنب الجلطات.
- هناك أغراض خاصة ينصح بتوجدها في حقيبتك الصحية للوقاية من الشمس، وهي: نظارة شمسية، غطاء للرأس فاتح اللون، أو مظلة فاتحة اللون.
- ولاتنسى: المناشف – المناديل الورقية – المناديل المطهرة – أغطية أسرة ووسائد – أدوات طعام خاصة - مقص - أمواس الحلاقة أو الماكينة الشخصية – أكياس بلاستيكية فارغة للمهملات – مطهر موضعي (بيتادين أو كحول) – لاصق طبي وشاش.
- قواعد محمولة للمراحيض إما من الورق أو البلاستيك لاستخدامها في المراحيض العامة وتجنب انتقال أي عدوى
ماهي الأدوية التي يمكن تناولها لتأجيل الدورة الشهرية لآداء فريضة الحج؟
يختلف الدواء حسب توقيت الدورة وعلاقته بموعد الحج، ويفضل أن يطرح هذا السؤال قبل السفر بشهر على الأقل، لتدارك الأمر مع نزول الدورة السابقة لموعد الحج، وفي هذه الحالة ينصح بالتالي:
- تناول حبوب منع الحمل «ثنائية الهرمون»، وتحتوي على هرمون البروجيستيرون والإستروجين، ويبدأ تناول الأقراص من اليوم الثالث للدورة التي تسبق موعد الحج وحتى انتهاء مناسك الحج، بمعدل قرص واحد «في نفس الموعد من كل يوم».
- هذه الأقراص تمنع التبويض وبالتالي فهي تمنع نزول دم الدورة الشهرية، وبمجر إيقاف الأقراص تبدأ الدورة في النزول بعد 4 – 5 أيام من إيقاف الدواء، وبحد أقصى أسبوع، وتمتاز هذه الدورة بكثافة الدم.
- أما إذا تجاوز هذا السؤال النصف الثاني من الدورة السابقة لموعد الحج، فينصح بتناول الأقراص التي تحتوي على مشتقات البروجيستيرون الصناعي، بمعدل قرصين في اليوم (صباحا ومساء) وحتى نهاية مناسك الحج.
- هذه الأقراص تمد الجسم بهرمون البروجيستيرون بشكل مستمر، وهو هرمون الحمل، لذا فهي تعمل على إيقاف الدورة بوضع الجسم في حالة الحمل ويطلق على هذه الحالة "الحمل الكاذب".
- ويتم إيقاف هذه الأقراص بشكل تدريجي، فينصح بأخذ قرص واحد يوميا لمدة أسبوع بعد إنهاء المناسك ثم توقف. ومتوقع نزول الدم بعد إيقافها بأربعة أيام، وبحد أقصى أسبوع.
أما إذا كان هذا السؤال قبل السفر بخمس أيام أو أقل فإن العلاج في الحالتين (تعجيل أو تأخير الدورة) غالبا ما يفشل، كما أنه لايفضل، لأن أي علاج لتعجيل نزول الدورة يتطلب أسبوع على الأقل، واحتمالات تأجيل نزولها بتناول مشتقات البروجيستيرون الصناعي يحتاج جرعة عالية قد تصل إلى 4 أقراص في اليوم، وهذه الجرعة تؤدي إلى أعراض جانبية مثل: القيء، والإحساس بالامتلاء، والدوخة، والاكتئاب في بعض الحالات، وكل هذه الأعراض لا تتناسب مع آداء فريضة الحج بما تتطلبه من تركيز روحاني ومجهود بدني.
هناك بعض الحالات التي لا ينصح لها بتناول هذه الهرمونات، وهي:
- من تعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية.
- من تتناول علاج هرموني.
- من تعاني من أي مشاكل في الكبد.
- من لديها تاريخ عائلي بسرطان المبيض أو الثدي.
- من تعاني من أورام ليفية في الرحم أو الثدي.
لذلك ينصح بمراجعة طبيب النساء والتوليد قبل الشروع في تناول هذه الهرمونات فكل حالة تستوجب نصائح خاصة وعلاج خاص.
ماهو الغذاء الأمثل خلال فترة الحج؟
الغذاء غالبا ما يكون السبب في انتقال الأمراض المعدية، إما لعدم طهيه بالطريقة الصحيحة أو لتركه مكشوفا لمدة طويلة، لذا ينصح باتباع التالي:
- تجنب شراء الأطعمة المكشوفة لأنها تكون عرضة للهواء الملوث بالجراثيم والذباب، وتناول الأطعمة المغلفة.
- التأكد من صلاحية المواد الغذائية المعلبة والمجمدة وقراءة البيانات المسجلة عليها.
- تناول الفواكه والخضروات الطازجة، بعد غسلها جيدا، لاحتوائها على أملاح معدنية وفيتامينات تلعب دورا مهما في إعطاء الجسم المناعة والطاقة، كما أنها تمنع حدوث الإمساك.
- تجنب الأغذية الغنية بالدهون كالقشدة والكريمة، والأطعمة المسببة للغازات كالثوم والبصل والفجل والكرنب، لأنها تعيق نشاط الحاج.
- تجنب الإكثار من اللحوم لأنها من الأطعمة السريعة الفساد، فيجب أن يتعامل معها الحاج بمنتهى الحذر لكونها بيئة صالحة لنمو الجراثيم.
- يجب أن يحتوي الغذاء على العناصر الغنية بالسعرات الحرارية كالنشويات والسكريات، لإعطاء الطاقة اللازمة لآداء المناسك.
- شرب كمية كافية من السوائل، خاصة الماء، لتجنب الإصابة بالجفاف ومن ثم الصداع والدوخة.
- تجنب التخمة والإكثار من الطعام الذي يعوق نشاط الجسم ولا يساعد على العبادة.
- وينصح لأصحاب الأمراض المزمنة مراجعة الطبيب الخاص بهم ليصف لهم النظام الغذائي الأمثل خلال فترة الحج.
هل توجد اشتراطات صحية خاصة للقادمين لموسم الحج لعام 1431 هـ ؟*
أعلنت وزارة الصحة السعودية عن الاشتراطات الصحية الواجب توافرها بالنسبة للقادمين لموسم الحج هذا العام، علما بأن تلك الاشتراطات يجب توفرها قبل الحصول على تأشيرة الدخول للحج والعمرة، وهي كالتالي بالنسبة للحجاج المصريين:
1) الحمى المخية الشوكية Meningococcal Meningitis
يطلب من كل قادم للحج أو العمرة أو للعمل الموسمي بمناطق الحج، تقديم شهـادة تطعيم سارية المفعول ضد الحمى المخية الشوكية تفيد تطعيمه ضد هذا المرض (قبل قدومه للمملكة بمدة لا تقـل عن 10 أيام ولا تزيد عن 3 سنوات) على أن تتولى الجهة الصحية في البلد القادم منه التأكد من إتمام عملية تطعيم البالغين والأطفال من عمر سنتين فأكثر بجرعة واحدة من اللقاح الرباعي (ACYW135).
2) الإنفلونزا الموسمية:
توصي وزارة الصحة السعودية كل قادم للحج أو العمرة بالتالي:
أولاً: التطعيم بلقاح الإنفلونزا الموسمي، خصوصا المصابين بأمراض مزمنة مثل: (أمراض القلب، أمراض الكلى، أمراض الجهاز التنفسي ، أمراض الأعصاب ، مرض السكري) ومرضى نقص المناعة الخلقي والمكتسب، والأمراض الاستقلابيية، والحوامل، وذوي السمنة المفرطة.
ثانيا: التوعية الصحية:
على السلطات الصحية بالدول التي يقدم منها حجاج؛ توعية حجاجها عن الأمراض المعدية؛ أنواعها، أعراضها، طرق انتقالها ومضاعفاتها والوقاية منها خصوصا وباء الإنفلونزا، ويمكنك التواصل مع أقرب مركز صحي في حال وقوع أي مشكلة، وإليك:
مراكز الرعاية الصحية الأولية بمكة المكرمة
مراكز الرعاية الصحية الأولية بالمدينة المنورة
ثالثا: المواد الغذائية FoodMaterials:
يمنع دخول المواد الغذائية التي يحضرها القادمون إلى المملكة، بما فـي ذلك الحجاج أو المعتمرين ضمن أمتعتهم، ما لم تكن معلبة ومحكمة الغلق أو في أوعية سهلة الفتح للمعاينة، وبالكميات التي تكفي القادمين براً لمسافة الطريق فقط.
رابعا: أي إجراءات أخرى مستقبلية:
في حالة وجود طارئة صحية تثير قلقا دوليا، أو حدوث فاشيات لأمراض تخضع للوائح الصحية الدولية في أي دولة يفد منها حجاج؛ فإن السلطات الصحية بالمملكة قد تتخذ أي إجراءات احترازية إضافية تجاه القادمين من هذه الدول، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في حينه، بغرض تجنب انتشار العدوى بين الحجاج والمعتمرين أو نقلها إلى بلدانهم.
ماهي تعليمات الأمن والسلامة التي يجب على الحاج اتباعها عند تأدية مناسك الحج؟
تابع بدقة هذه التعليمات في الرابط التالي:
تعليمات الأمن والسلامة في الحج
هل هناك أي إجراءات صحية خاصة بعد العودة من الحج؟
هناك إجراء صحي معتاد للحجاج بعد العودة، يتمثل في تناول 4 كبسولات من مادة التيتراسيكلين دفعة واحدة، وهو عقار خاص بمرض الكوليرا، وعادة يتم توزيع هذه الأقراص في الحجر الصحي بالمطار.
مواقع تهم الحاج:
الإدارة العامة لشؤون حجاج الداخل
وزراة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة
المديرية العامة للجوازات
المصادر:
د. أميمة السلاموني أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع – كلية طب القصر العيني
د. حسن جعفر مدرس أمراض النساء والتوليد - كلية طب القصر العيني
* وزارة الصحة السعودية