كرامتى نــُكست فى الشرق تنكيسا.. قد دنستها نعال الغدر تدنيسا / قد هرولت نحو ربع القدس عاشقة.. وطهر بردتها يطوى المناجيسا / كرامتى ثورة عضت نواجـزها.. على المذلة بل فاضت أحاسيسا / كرامتى ألقت الألواح إذ مسكـت.. هارون لحيته تلقى الوساويسا / كرامتى لم تتوج فى الوغى صنماً.. قد عاث فى أرضنا الغراء مدسوسا / فأمتى لم تعد تخشى مخالبها.. وأضحكت فى الوغى شيخاً وقسيسا / بالأمس ذلت بلا رفق أكاسـرة.. وأحضرت عنوة فى البحر بلقيسا / وطاردت فى شعاب الشرق من ظلموا.. وأغرقت فى لجاج البحر رمسيسا / هزى بجزعك يا عذراء مربعنا.. يشكو القفار وفيض النور من عيسى/ هزى بجزعك فى مصر التى انتفضت.. وريعها كان فى القعصاء محروسا / قد أخمدث ثورة أودى الخريف بها.. فصوتها بات فى الوديان مهموسا / جيل يسلم جيلاً فى الطغاة فهـم...يـدرسون لنا الطغيان تدريسا / يتركون سيوف الغرب تعصفهم.. والرأى فـــى ربعهم ينهار محبوسا / متى يعود صلاح الدين مربعنا؟.. كيما يطيح بـسيف الحق آبيسا / كى ينفض الجبن والإذلال من بلد.. ألقت بدجلة والنيل الأحاسيسا / فالشرق من طعنة فى القلب نافذة.. تدق صرخته فـى الأفق ناقوسا / قم يا صلاح أعد للشرق عزته.. واقصم – فديتك- فى شرقى الجواسيسا / فكلما لاح نور العدل فى أفقى دق الفراعن أوتـاداً متاريسا / شقت وداعة أزهار بغلظتها...وحطمت فى ربى المجـد الكراديسا / وحرقت فى شعاب الشرق وحدتنا.. فتيلها لم يعد فى الليل مقبوسا / لفت قناديل شرق الأرض فى كفن.. فى القلب سكينها ما زال مغموسا / من الكبائر بات العدل مضطهداً.. والظلم صار برغم البغض ناموسا / قد جمعوا أمرهم والشرق يدعمهم.. وكرسوا لسجون القـهر تكريسا / قد ملنا الشجب والإنكار عنفنا.. ومزق الذل والقهر الكراريـسا / قد أحكم الظلم فى الأعناق قبضته.. فلم يدع لضعيف الأرض تنفيـسا / فحطموا سطوة الفرعون فى ثقة.. ولا نقدس غير الله تقديـسا.
عبدالناصر الكومى