اعتدنا دائمًا تقديم تحليل فني واحد عقب المباراة، ولكن نظرًا لما شهدته مباراة الأهلي وإنبي، والتي انتهت بفوز المارد الأحمر بهدفين نظيفين، سنقدم لكم عبر «المصري اليوم» تحليلاً إضافياً آخر لإيضاح كل ما قدّمه المدير الفني الهولندي للقلعة الحمراء.
بالطبع، ظهرت بعض البصمات للمدير الفني الهولندي ومساعده على الفريق، أبرزها الجانب النفسي، فأصبحنا نشاهد اللاعبين بلا أي توتر، ولا توجد عصبية خارج الخطوط مما يساعدهم على الإبداع على أرضية الملعب.
وكنا قد تحدثنا عن تحركات اللاعب عبدالله السعيد خلال التحليلات السابقة في العديد من المباريات، وهو الأمر الذي أصبح سمة أساسية لأهلي مارتن يول، فالجناح سواء كان رمضان صبحي أو مؤمن زكريا يتحرك للخلف، ويسحب معه ظهير الخصم، وهنا ينطلق عبدالله السعيد في المساحة خلف هذا الظهير بلا رقابة.. هل تتذكر تسلمم «السعيد» الرائع للكرة الطولية من حسام غالي في الشوط الأول؟ جاء بعد هذا التحرك المُركّب.
من المؤكد أنك تساءلت عن سوء الأداء في شوط المباراة الأول، وبالطبع هناك عدة أسباب، ولكن السبب الرئيسي الذي أحدث الخلل في منظومة الهجوم الحمراء هو العشوائية أو تستطيع أن تطلق عليها الفوضى الهجومية، رمضان لا يلتزم بمركزه كجناح ويدخل لعمق الملعب، وهو الأمر نفسه مع مؤمن.. وفي ظل تواجد السعيد وعمرو في العمق والكثافة العددية الدفاعية لإنبي بات الأمر شبه مستحيلًا للاختراق، وهنا تم استغلال الأطراف ولكن لم تكن هناك الكثافة العددية لاستقبال العرضيات رغم تواجد الرباعي في عمق الملعب.
ولكي تتضح الصورة أكثر.. شاهد في الهدف الأول حينما كان رمضان في مكانه الطبيعي على الجناح الأيسر، ومؤمن في العمق، تحرك عمرو جمال للجناح الآخر، وفتح الأهلي الملعب على مصراعيه عرضيًا، ونجح في الاختراق وحصل رمضان على ركلة جزاء.
من المؤكد أن الفوارق الفردية كثيرًا ما تحسم المباريات ليس فقط على الجانب الهجومي، بل أيضًا على الجانب الدفاعي، فلاعب بخبرات حسام عاشور استطاع بالتوقع أن يستخلص كرة في منتصف ملعب فريقه، كانت بداية 4 تمريرات جاءت منها ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول لفريقه.. شاهد عاشور ينطلق جهة اليسار قبل تمرير رامي صبري للكرة.
أيضًا يستمر مؤمن زكريا في أداء أدواره التكتيكية الرائعة على أرضية الملعب في مواجهات الأهلي الأخيرة.. مؤمن يرتد في مركز الظهير الأيمن في ظل تقدم أحمد فتحي لأداء الدور الهجومي.
أخيرًا، سنقوم بتسليط الضوء على حالتين، الأولى هي جملة شبه مُكررة في جميع مباريات الأهلي ومنتخب مصر بين الثنائي رامي ربيعة ورمضان صبحي، حيث يتواجد ربيعة دائمًا كقلب دفاع جهة اليمين، فيما يلعب رمضان على الجناح الأيسر، فيقوم ربيعة بالتقدم نسبيًا كي يميل الملعب جهته «لليمين» ثم يرسل تمريرة طولية لرمضان أقصى الجبهة الأخرى.
والثانية هي خطأ دفاعي فادح من الثنائي حسام غالي وحسام عاشور، في تلك الحالة التي كادت تصبح هدفًا لفريق إنبي لولا براعة أحمد حجازي وقيامه بالتغطية الرائعة، شاهد تقدم ربيعة وترك مكانه بين حجازي وفتحي ليتم تمرير الكرة في النهاية من هذه المساحة، ولكن ارتد حجازي وأنقذ الموقف، وهنا اللوم الأكبر على حسام غالي الذي يقف بدون أي أدوار بينما يتولى عاشور رقابة صلاح عاشور.
إذا أردت أن تعرف كيف استطاع مارتن يول تخطي عقبة الشوط الثاني في ظل النقص العددي.. شاهد هذا التقرير.