x

سمير فريد الأرض لمن يفلحها بعرقه ومن حماها بدمه سمير فريد الجمعة 15-04-2016 20:51


وصلتنى الرسالة التالية من الدكتور عمرو أبوثريا استشارى الجراحة:

تحدثت في أحد مقالاتك عن تفشى عدم إتقان العديد منا لأعمالهم وخاصة من يقومون بالأعمال اليدوية من نجارة وسباكة وكهرباء.. إلخ وقد أطلقت عليها اسماً طريفا هو «نظرية المسامير»، وإذا كان ذلك جائزاً لمن لم يحصل على قسط وافر من التعليم والثقافة ولكن كيف يمكن تغيير ذلك الانتشار الكبير لنظرية سيادتك حتى إنها غزت وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة.

ففى يوم الجمعة الماضى شاهدت في كشك الجرايد القريب بعض إصدارات مكتبة الأسرة. ومنها عنوان كتاب كنت سمعت عنه ولم أستطع الحصول عليه لعدم توافر طبعة حديثة منه وهو كتاب «حكايات من دفتر الوطن» للكاتب صلاح عيسى، واشتريت الكتاب وعدت لمنزلى سعيداً وبدأت في مطالعته، ولكن... وآه من ولكن هذه، لاحظت شيئا غريبا وتشككت في نفسى، حيث لاحظت اختلاف العنوان الموجود على كعب الكتاب عن ذلك الموجود على الغلاف، فذلك الموجود على الكعب «حكايات من دفتر الواقع»..!

يحدث ذلك بالرغم من أن مكتبة الأسرة لها لجنة عليا تضم (كما يقول الغلاف الداخلى خمسة عشر اسما من كبار كتاب ومثقفى مصر). إضافة إلى اسم مصمم الغلاف، واسمين آخرين للإشراف الفنى عدا المشرف العام السيد وزير الثقافة حلمى النمنم قبل توليه منصب الوزارة وهذا بالطبع عدا العاملين في الهيئة العامة للكتاب، ومطابعها وهم كثر.

ماحدث ليس جديدا، فهذه المرة الثانية في خلال أقل من شهر تثبت «نظرية المسامير» صحتها وانتشارها في مؤسسات وزارة الثقافة، فقد أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة الشهر الماضى كتابا عن رب السيف والقلم وأحد زعماء الثورة العربية والشاعر الكبير محمود سامى البارودى وحسنا فعلت، ولكنها ارتكبت خطأ كبيراً، لا مبرر له، حيث وضعت صورة خديو مصر عباس حلمى الثانى على كامل الغلاف بدلا من صاحب موضوع الكتاب، وكانت فضيحة، ووعدت الهيئة بعد أن نشرت «المصرى اليوم» صورة للكتاب بإجراء تحقيق.. إلخ.

أدعو الله أن نتمكن في القريب العاجل من محاصرة ومنع انتشار هذه النظرية إلى مجالات أخرى.

رسائل ومكالمات عديدة تطالبنى بإبداء رأيى في قضية «تيران وصنافير» ورأيى أن المسامير طارت في معالجة هذه القضية أيضا، كما طارت في معالجات قضايا كثيرة من قضية اعتصام رابعة الذي كان يجب أن يفض بعد يوم من بدايته، وقضية سد المنهضة وقضية الطائرة الروسية، وقضية ريجينى، بل وقضية طائرة قبرص التي أعلن المتحدث الرسمى أن خاطفها طبيب مصرى، ثم اعتذر ولم يقدم استقالته!

الأرض لمن يفلحها بعرقه، ومن حماها بدمه، وليست لمن يملك خرائط ووثائق، ولذلك فإن تيران وصنافير لمصر بحكم الدم، واستمرار وجودهما في مصر لمصلحة كل دول البحر الأحمر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية