قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن الحكومة المصرية تتصدى للمتطرفين، ولكن لا يحالفها النجاح في كل الأحيان في مكافحتهم، وأضاف إن مصر لاتزال مقصدا خطرا على السائحين، مستبعدا عودة سياح بلاده لمصر أو تركيا في الوقت الحالى، مشددا على ضرورة إيجاد مخرج مشترك مع السلطات المصرية لتأمين السياح الروس، حسب ما نقلت عنه أفادت قناة «روسيا اليوم».
وأضاف بوتين، في تصريحات خلال برنامجه التليفزيونى السنوى الذي يرد فيه مباشرة على اتصالات من مواطنيه: «يجـب أن نعمـل مـع السلطات المصريـة لفحـص خدمات الطائرات هناك لضمان أمن سفر مواطنينا إلى مصر»، ونوه بأن السلطات الروسية والمصرية تسعى إلى تأمين الرحلات الجوية من وإلى مصر. وأشار بوتين إلى أنه لم يتم إيجاد الطريقة الكفيلة بتأمين الرحلات بعد، مؤكدا أن رجال الأمن الروس والأصدقاء المصريين يعملون على حل هذه المسألة.
وأضاف: «لا يحق لنا، والحالة هذه، إلا أن نقول للناس إن السفر إلى هذا البلد (مصر) أمر خطير».
وشن بوتين هجوما على تركيا، وقال إن قادتها يتعاونون مع الإرهابيين، وأضاف أن هناك حربا أهلية فعلية دائرة في جنوب تركيا التي تتعاون قيادتها الحالية مع الجماعات المتطرفة بدلا من أن تحاربها. ووجه بوتين تحذيرا للسياح الروس من السفر إلى تركيا. وقال إنه لا توجد ضمانات بشأن سلامة السياح الروس وإنه من السابق لأوانه الحديث عن استئناف الرحلات إلى تركيا ومصر. وقال «نعتبر تركيا صديقة لنا، لدينا بعض المشكلات مع بضعة سياسيين نعتبر تصرفاتهم غير ملائمة».
وحول سوريا، قال بوتين إنه يجب أن يشارك الشعب السورى في محادثات سياسية ويتبنى دستورا جديدا لبلاده، وأوضح أن روسيا تفعل ما في وسعها لضمان عدم تدهور الوضع في سوريا، وأشار إلى أن القوات المعارضة المناوئة للرئيس السورى بشار الأسد تحاول تعويض خسائرها في محيط حلب. وذكر بوتين أن الجيش السورى بات قادرا على تحرير أراضى البلاد، وأكد أن موسكو تراهن على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية. وذكر أن قرار موسكو سحب الجزء الأساسى من قواتها التي كانت منتشرة في سوريا لم يؤد إلى تراجع قدرات الجيش السورى. وذكر بوتين أن الجيش السورى تمكن من استعادة بلدات أخرى ذات أهمية استراتيجية، وأشار إلى زيادة عدد البلدات التي انضمت إلى المصالحة. وأكد الرئيس أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميدانى في سوريا ولاسيما في ريف حلف، قائلا إن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا.
واستخدم بوتين نبرة تصالحية في حديث السياسة الخارجية، وقال إن روسيا ترغب في علاقات ودية مع بقية العالم، وأكد الرئيس الروسى أن التقارير الإعلامية عن وجود حسابات مصرفية في بنما «استفزاز» وإن الصحيفة الألمانية التي تقف وراء هذه التسريبات مملوكة لبنك جولدمان ساكس الأمريكى، وأضاف «إن مؤسسات ومسؤولين أمريكيين وراء التسريبات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإن التقارير الإعلامية هدفها زرع الشكوك في بعض الأفراد. وطالب الرئيس الروسى الولايات المتحدة بألا تتحرك من منطلق القوة والطموحات الإمبراطورية».