دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الخميس اللبنانيين إلى «مقاطعة» المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005 و«عدم التعاون معها»، معتبراً أن أي تعاون مع المحققين الدوليين هو «اعتداء على المقاومة».
وكان نصر الله يتحدث بعد الإشكال الذي وقع الأربعاء في عيادة نسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت الذي هاجمت خلاله مجموعة من النسوة بالشتم والدفع والسباب فريق تحقيق دولي قصد صاحبة العيادة للاطلاع على ملفات وأرقام هواتف عدد من مريضاتها.
وقال نصر الله في كلمة مقتضبة وجهها عبر تلفزيون «المنار» التابع لحزبه: «أمام هذا التطور الفضائحي في سلوك المحققين... أطالب كل مسؤول وكل مواطن لبناني بمقاطعة هؤلاء المحققين وعدم التعاون معهم». وأضاف أن «كل ما يقدم لهؤلاء يصل إلى الإسرائيليين، فكفى استباحة».
ورأى أن «استمرار التعاون مع هؤلاء يساعد في مزيد من استباحة البلد وفي الاعتداء على المقاومة»، مؤكداً أن «كل تعاون مع المحققين الدوليين مساعدة لهم في الاعتداء على المقاومة».
وقال نصر الله: «لقد وصلنا إلى نقطة حساسة وخطيرة جداً تتصل بأعراضنا وكرامتنا وشرفنا وتتطلب منا جميعاً موقفاً مختلفاً».
وأعلن محامي الطبيبة إيمان شرارة، صاحبة العيادة النسائية حيث وقع الإشكال، أن فريق التحقيق الدولي تعرض لـ«هجوم» من جانب نساء لا أحد يعرفهن في العيادة، بينما ذكرت مصادر أمنية أن النساء تمكن من انتزاع حقيبة من أحد المحققين قبل أن يهرب أعضاء الفريق الثلاثة من العيادة.
وأدانت المحكمة الدولية الحادث، مؤكدة أن«العنف لن يردعها من إنجاز مهمتها».
وأبدى الأمين العام لحزب الله، ارتيابه لمسارعة المدعي العام اللبناني بالتحقيق في الحادثة، التي وقعت الأربعاء، بين فريق التحقيق الدولي وبعض النسوة اللائي «حاول الفريق الحصول على ملفاتهن الطبية الخاصة»، وأشار إلى أن فريق التحقيق الدولي يركز في عمله على جمع معلومات عن حزب الله لتزويد إسرائيل بها .
واستهجن تسارع الولايات المتحدة إلى إدانة الحادثة التي جرت مع المحققين الدوليين بينما تجاهلت بالكامل ما حدث في «أم الفحم» في فلسطين رغم أن الحادثتين وقعتا في يوم واحد، في إشارة إلى إعتداءات القوات الإسرائيلية على متظاهرين فلسطينيين في «أم الفحم».
وخلص «نصر الله»، في كلمته الموجزة التي شابها الغضب الواضح، إلى القول: «الآن وصلنا إلى مكان لا يمكن أن يطاق أو السكوت عنه تحت أي اعتبار سياسي أو داخلي أو خارجي أو كرامة لأحد».