فى 27 أكتوبر عام 2007 نشر الكاتب الكبير صلاح منتصر مقالاً عن الملكة نازلى وبناتها، بدءاً من طلاق الملكة فريدة وحتى مقدمات إنهيار العلاقة بين الملك فاروق والملكة نازلى. ونحن إذ ننشر هنا نقلاً عن مجلة «الشباب»..
فى الوقت الذى أعلن فيه الديوان الملكى نبأ طلاق الملكة فريدة من فاروق، أعلن كذلك نبأ طلاق شقيقته، الإمبراطورة فوزية من شاه إيران وعودتها إلى مصر، بعد أن تركت فى طهران طفلتها الوحيدة التى رزقت بها من الشاه.
ولم تكن نهاية إمبراطور إيران الذى اقترنت به شقيقة فاروق أسعد من نهاية فاروق، فقد رحل هو الآخر مطرودا من إيران بعد أن قامت ثورة الخمينى، وانتهى به المطاف إلى مصر فى عصر السادات ومات ودفن فيها.
كانت هناك لطمة أخرى تلقاها فاروق من أمه الملكة نازلى، حيث حاول كبح جماح نزواتها واضطر لمطالبة أحمد حسنين بزواجها عرفيا، فلما مات أحمد حسنين عام 1946 فى حادث سيارة كان أول ما فعله فاروق أن ذهب إلى بيت حسنين واستولى على كل أوراقه.. ولم تطق نازلى البقاء فى مصر فسافرت ومعها ابنتاها «فائقة وفتحية» إلى الخارج بالباخرة، وعند وصول الباخرة إلى مارسيليا، وجدت نازلى فى انتظارها شابا من موظفى القنصلية المصرية هناك أوفدته القنصلية ليساعد الملكة والأميرتين فى تسهيل سفرهن إلى سويسرا. وأعجبت نازلى بلياقة الشاب ونشاطه فطلبت السماح له بمرافقتهن إلى سويسرا وهناك عادت وأصرت على إلحاقه فى حاشيتها كسكرتير خاص لها.
ومن سويسرا انتقلت نازلى إلى أمريكا حيث جرت لها عمليات جراحية فى الوقت الذى كان فيه الملك فاروق يرسل إليها بين حين وآخر طالبا إليها أن تعود إلى مصر فكانت تعتذر. ثم راحت تصرح برفض العودة نهائيا مما جعل الملك يكلف سفير مصر فى واشنطن بمحاولة إقناعها بالعودة فأصرت على الرفض. وأصبح واضحا أن هذا الشاب الدبلوماسى واسمه رياض غالى قد شبت عاطفة بينه وبين الأميرة فتحية وقد أشهر رياض إسلامه فوافقت الملكة على خطبته للأميرة فتحية، كما وافقت على خطبة الأميرة فائقة لشاب آخر اسمه فؤاد صادق، كان قد سافر من مصر ليكون فى حاشية الملكة.
طار عقل «فاروق» وأرسل إلى أمه يحذرها من إتمام مشروعها الخاص بزواج شقيقتيه وطلب سرعة عودتها لكنها أصرت على طريقها.
وإزاء تشبتها بالرفض، أصدر الملك أمرا بحرمان أمه من لقب «الملكة» وشقيقتيه من لقب الإمارة، وطلب عقد «مجلس البلاط» وهو مجلس يضم عددا من القانونيين ومن بعض الأمراء للنظر فى القضايا والخلافات التى تقوم بين أفراد الأسرة المالكة. وقد طلب فاروق من المجلس الحجز على أموال أمه وشقيقتيه وتعيين ناظر الخاصة الملكية حارسا عليها. ولكن الأميرة فائقة استطاعت بعد ذلك أن تحصل على عفو أخيها فعادت معززة إلى مصر فى حين بقيت نازلى مع فتحية أصغر بناتها فى أمريكا. ولم تنته القصة عند هذا الحد، فقد ارتدت نازلى عن الإسلام واعتنقت المسيحية وكذلك فعلت فتحية وأيضا فايزة التى انضمت إلى الاثنتين بعد خروجها من مصر عام 1955 بعد الثورة.
وكانت فايزة قد نجحت فى تهريب مجوهراتها عن طريق الحقيبة الدبلوماسية للملحق العسكرى التركى فى مصر الكولونيل محمد نورالدين، لكنه لم يسلمها المجوهرات فى باريس كما كان متفقا عليه، فوجدت الأميرة فايزة نفسها مفلسة فى باريس فأكملت رحلتها إلى كاليفورنيا تشارك والدتها حياتها ودخلت معها فى عقيدتها المسيحية وظلت تعانى كثيرا فى حياتها قبل وفاتها.
بدورها فتحية انتهت حياتها نهاية مأساوية فقد أطلق عليها زوجها رياض غالى خمس رصاصات فى لحظة انفعال من اللحظات العديدة التى كان يضرب فيها فتحية ونازلى وفايزة، ولعله اكتشف أن الغنيمة التى أراد الحصول عليها كانت مفلسة.