في مواقف محددة يختار الرئيس عبدالفتاح السيسي الحديث باقتضاب عن والدته، التي فارقت الحياة، في أغسطس من العام الماضي.
أخبار متعلقة
وكانت بداية حديث السيسي عن والدته السيدة سعاد إبراهيم محمد، وقت توليه وزارة الدفاع، عندما أتت سيرتها في حواره مع «المصري اليوم»، المنشور في شهر أكتوبر عام 2013، حين لمعت عيناه بالدموع حين تذكر دعاءها له: «ربنا يحميك من كل شر».
ويعترف السيسي بارتباطه الشديد بوالدته، فبعد أن قرأ بيان 3 يوليو، الذي أعلن فيه إنهاء عصر حكم جماعة الإخوان المسلمين، توجّه إليها، وبسؤاله عما قالت له، أجاب: «والدتي في حالة سِنّية لا تسمح لها بأن تقرأ الأحداث، وأنا مرتبط بها ارتباطاً شديدًا، وهي سيدة مصرية أصيلة جدًا بكل معنى الأصالة، وربتني على الاعتماد على الله والرضا بالقدر».
الموقف الثاني، الذي لا ينساه السيسي لوالدته كان قبيل ذهاب المصريين على صناديق الاقتراع للمشاركة في سباق الانتخابات الرئاسية، عام 2014، حيث سُئل عن دورها في حياته خلال لقاء أذاعته قناة «القاهرة والناس»، فاعتبر نفسه «محظوظًا» لوجودها في حياته.
«والله بدون مجاملة ولا مبالغة.. يعني أنا كنت محظوظ بأمي قوي، إنها كانت شديدة الحكمة، شديدة الإيمان بالله، هي علمتني التجرد.. فأول ما اتعلمت التجرد قوي في أحكامي.. رحت حاكم عليها بالتجرد».. يتحدث السيسي عن والدته ثم يوضح معنى «التجرد»، بقوله: «التجرد ده معناه مفيش غير قيم معينة، التجرد بأنك تقدر تحكم بدون هوى، وابتديت أحكم عليها وعلى ممارساتها بالتجرد فزاد حبي ليها.. وزاد احترامي ليها.. وتقديري العظيم ليها».
ويضيف السيسي: «علمتني كتير قوي.. وحتى الآن رغم ظروفها بتعلمني»، وذلك وقت إذاعة اللقاء التليفزيوني قبل ساعات من السباق الرئاسي أمام منافسه، آنذاك، حمدين صباحي.
ويواصل السيسي الحديث عن والدته، فيقول: «لم أجد مرة منها إساءة لحد وإحنا جيران في أحياء شعبية، دايما تدي العذر للناس، عمرها ما قالت لي إنت ماجيتش ليه ماعدتش عليا ليه وإحنا في بيت واحد بالمناسبة.. ومش أنا بس أنا وإخواتي كلهم».
حين توفيت والدة السيسي، رفض السيسي نشر نعي لها في الصحف، داعيًا المصريين إلى المشاطرة عن طريق التبرع بمبلغ إعلانات النعي لصندوق «تحيا مصر».
وفي لقاءاته التليفزيونية قبل توليه منصب الرئاسة، خرج السيسي على متابعيه مرتديًا خاتمًا فضيًا قال عنه مصدر مقرب منه لـ«المصري اليوم» إن احتفاظه بذلك الخاتم «أمر طبيعى، لأنه إهداء من الحاجة والدته، ووعدها بألا يخلعه من يده مهما حدث»، وهو ما يدلل على مدى ارتباطه بها.
وظهر السيسي بنفس الخاتم وقت الحديث عن والدته للمرة الثالثة، خلال لقاءه مع «الأسرة المصرية» للحديث عن أزمة جزيرتي تيران وصنافير، وقال عنها إنها علمته عدم الطمع، في معرض حديثه عن كيفية إدارته لشؤون البلاد.
ويوضح السيسي: «قالت لي ما تطمعش في اللي في إيد الناس، حتى لو كان ده اللي في إيد الناس والدك، ما تطمعش ما تبصش له، ودايما أطمع في اللي بيدي للناس، اللي علمتني ده والدتي الله يرحمها، قالت لي إوعى تبص للي في إيد الناس ولا تاخده، اللي عطا الناس يعطيك، واللي بيرزق الناس يرزقك»، مؤكدًا في ختام حديثه: «أنا بقول لكم كلام حقيقي هي عند ربنا هو اللي هيجازي».
