x

نيوتن من صندوق البريد نيوتن الثلاثاء 12-04-2016 21:21


عزيزى نيوتن

بين مصطلح «رأى عام» ومصطلح «غوغائية» خيط رفيع اسمه «العقلانية»‎‏.. ارحموا أنفسكم يا سادة، فالسيادة الفعلية على ‏جزيرتى صنافير وتيران وخليج العقبة هى لإسرائيل، والسيادة الشكلية للقوات الدولية. ليس مهماً إذن لمن تكون السيادة ‏القانونية، لمصر أم للسعودية أم حتى لبوركينا فاسو‎!!‎‏.. ما حدث أن مصر وضعت يدها على الجزيرتين عام 1950 ‏باسم حمايتهما من إسرائيل. لكن ما حدث أننا لم ننجح يوماً فى حمايتهما أو حماية أنفسنا. ودخلنا بهما معركتين على ‏سبيل البلطجة وقطع طريق الملاحة، وخرجنا من كلتيهما بالخسران المبين. الآن نحن لا نحمى شيئاً، ولا نملك من أمر ‏الجزيرتين شيئاً، وإن كان قد تم بالفعل بيعهما، فالصفقة هكذا أشبه بصفقة «بيع الترماى»، علماً بأننى لا أصدق كل ما ‏يقال عن مليارات سعودية لمصر.. السعودية الآن فى أسوأ حالاتها المالية، وكل ما يقال عن مليارات يتفضلون بها ‏علينا هو بيع للوهم لا أكثر‎.‎

يا عزيزى الإعلامى الذكى المجتهد إبراهيم عيسى: نعم ما نشرته وزارة الخارجية من وثائق حول الجزيرتين لا يرتقى ‏لمستوى اتفاقات أو معاهدات أو وثائق دامغة لملكية السعودية لهما. لكن فى غياب أى وثائق لأى من الطرفين حول ‏الموضوع، تعد الوثائق المنشورة «قرائن» و«شهادات»، تشير كلها إلى الحقيقة التى لا ينكرها إلا «مكابر واخد الموضوع ‏عافية وتجرمة»!!‎

السيادة المصرية لم تهدر بتسليم الجزيرتين، لكن أهدرها هذا الاستقبال الأسطورى لطويل العمر ملك الوهابية‎!!‎‏.. ‏تغضبون على السيادة الوطنية من أجل جزيرتين وأنتم غير منتجين إلا فى التناسل.. تغضبون وأنتم تعيشون على ‏التسول. تغضبون من أجل جزيرتين غير مأهولتين، ومدنكم تسد طرقاتها تلال القمامة. تغضبون وأنتم كذابون وفهلوية ‏وأونطجية. تغضبون وأنتم أسرى أفكار وثقافات بائدة تجاوزها العصر. تغضبون وأنتم تنتقلون من العبودية لسيد إلى ‏العبودية لآخر.. اغضبوا إن كان لديكم بقية من كرامة على جمودكم وتخلفكم، وعلى إهداركم لإنسانيتكم بأنفسكم، ‏وباستمرائكم الخنوع لمن يدوس أعناقكم معتمراً الكاب العسكرى أو عمة الشيخ أو القسيس.. ربما لأننى لا أستشعر ‏سيادتى فى وطنى، لم تُجرح مشاعرى السيادية لتخلى «أسيادى» عن جزيرتين غير مأهولتين محل نزاع‎!!‎

كل ما يزعجنى فى قضية الجزيرتين هذه، أن من يحكموننا يتصرفون وكأننا أقنان فى إقطاعية يمتلكونها بمن عليها، ‏وليس لنا إلا تلقى ما ينعمون به علينا، وألا نكف عن التسبيح بحمدهم ليل نهار‎!!‎

كمال غبريال

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية