x

سمير فريد إنهم حقاً أحفاد فولتير سمير فريد الثلاثاء 12-04-2016 21:23


تنعقد فى وسط القاهرة، وحتى 22 إبريل الحالى، الدورة الخامسة لمهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة، والذى يعرف بالحروف الأولى من اسمه بالإنجليزية D-CAF «دى - كاف»، وتنظمه المؤسسة المدنية التى يرأسها فنان المسرح الطليعى أحمد العطار، مدير المهرجان.

المهرجان الذى افتتح 31 مارس، ومنذ دورته الأولى، يتميز ويمتاز بإقامته فى أماكن عديدة مغلقة ومفتوحة فى وسط القاهرة، وتقديم تجارب فنية جديدة تعبر عن طموحات الفنانين الشباب داخل وخارج مصر، فهو مهرجان دولى بامتياز، ومن بين برامج المهرجان برنامج سينمائى يتضمن ستة أفلام، منها 4 من فرنسا وفيلم من إيطاليا وسادس من تايلاند، وكلها من الأفلام الفنية الجديدة التى تعرض لأول مرة فى مصر فى سينما زاوية.

الفيلم التايلاندى «مقبرة الروعة» أحدث أفلام فنان السينما الكبير أبينشا تبونج وايرا ستاكول، الذى وضع السينما فى بلاده على خريطة العالم، وفاز بالسعفة الذهبية فى مهرجان «كان» عام 2010 عن فيلمه «العم بونى الذى يستدعى حيواته السابقة»، ويعرض فيلمه الجديد الذى عرض فى مهرجان «كان»، العام الماضى، خارج المسابقة الساعة 9.30 مساء 17 إبريل، و6.30 مساء 19 إبريل، وهو أول فيلم تايلاندى يُعرض فى مصر.

وقد شاهدت فى افتتاح المهرجان هذا العام الفيلم الفرنسى «فاطمة» إخراج فيليب فوكو، وهو الفيلم الروائى الطويل العاشر لمخرجه الذى ولد فى المغرب عام 1958 وأخرج أول أفلامه عام 1990، وينتمى «فاطمة»، الذى عرض فى برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان «كان»، العام الماضى، إلى الواقعية الاجتماعية الكلاسيكية، وأعظم ما فى السينما وكل الفنون أن تتجاور كل التيارات من الكلاسيكية إلى ما بعد الحداثة، فالأهم مدى الصدق الفنى ومدى عمق الرؤية أياً كان الأسلوب.

ويعبر «فاطمة» الذى كتبه مخرجه عن رواية «فاطمة اليعقوبى» بنفس العنوان عن حياة خادمة جزائرية فى باريس فى الزمن الحاضر، وهى التى يحمل عنوان الفيلم اسمها، وتمثل دورها ثريا زروال، إنها خادمة تعمل فى البيوت من أجل تربية ابنتيها، ولكنها «سيدة كاملة» فى رجاحة عقلها وسلوكها الإنسانى الراقى وصبرها العظيم وقدرتها على تفهم ابنتها المتمردة والأخرى التى تدرس فى كلية الطب.

رُشّح الفيلم لعدد كبير من جوائز سيزار للأفلام الناطقة بالفرنسية التى تعادل الأوسكار للأفلام الناطقة بالإنجليزية، وكانت المفاجأة فوزه بجائزة أحسن فيلم فرنسى عام 2015 وأحسن سيناريو عن أصل أدبى وأحسن ممثلة فى دور مساعد، متفوقاً على كل أفلام كبار نجوم السينما الفرنسية، ومنها التى عرضت من فرنسا فى مسابقة مهرجان فرنسا الأكبر فى «كان» وفازت بأكبر الجوائز، وجوائز سيزار مثل الأوسكار تتم بالتصويت بين نخبة العاملين فى فنون السينما، أى أنها تعبر عن الرأى العام السائد بين السينمائيين، وفوز «فاطمة» بجائزة أحسن فيلم بعد أحداث 13 نوفمبر الدامية فى باريس، أو 11 سبتمبر فرنسا، والذى قام بها مجرمون متطرفون ينتمون إلى نفس البلاد التى جاءت منها فاطمة، وإلى نفس الدين الإسلامى الذى تؤمن به، يعنى بوضوح أن الجماعة السينمائية الفرنسية على وعى كامل بحماقة العقاب الجماعى لكل المسلمين لأن المجرمين منهم، وقد أثبتوا بالتصويت لهذا الفيلم الجميل أنهم حقاً أحفاد فولتير وروسو وراسين وبلزاك وزولا وديكارت وهوجو ورينوار وديبوس وبروست وسارتر وجودار ورودان وكل صناع الحضارة الفرنسية العظيمة التى لن تنطفئ أنوارها أبداً.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية