لدينا كثير من الأمراض الاجتماعية.. فالتخلص من هذه الأمراض ليس سهلا، ولكنه ليس مستحيلا. مشكلتنا أننا نرفض الاعتراف بالمشكلة من كل أبعادها، فنحن نعانى من حاله إنكار، ومن فساد متعمق فى الجذور.
لقد كان الرئيس يتحدث مؤخرا، وعرض أرقاما مفزعة لقضايا فساد، واعترف بأن لدينا جهازا إداريا بيروقراطيا عاجزا وفاشلا، لكن المواجهة تبدأ بتشريح أسباب ذلك مع تحديد طرق الحل وإعلانها.
نحن فى حاجة للاعتراف بأن هناك حاله تواطؤ ورضا بهذا الواقع المرير مع شعور باستحالة تغييره، واعتباره قضاء وقدرا، بينما هناك دول كانت تعانى مثلنا، وربما أضعاف ما نعانيه ومع هذا تخلصت منه.
سيقول البعض إن ضعف الرواتب والدخل يفتح باب الفساد، وهو أمر صحيح لكن المفاجأة أن النسبة الكبرى من الفساد فى مصر يقوم بها موظفون يسمون المستورين أو أصحاب الدخول الكبيرة.
هذا الوضع بدأ يتفاقم فى العقود الأخيرة، ومجتمعنا لم يكن هكذا، فقد رأينا مصر أكثر نظافة ونظاما وهدوءا فى الزمن الماضى. قد يبرر البعض الأمر بأنه بسبب أخلاق الزحام، لكن يبقى التفسير ناقصا. إنه نتيجة تراكم عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ولكن إمكانية الحل موجودة بشرط وجود إرادة مجتمعية.
إن الجميع مسؤولون، لذلك لا بد من الإسراع فى تفعيل دور الهيئات الرقابية وتعظيم دور المؤسسات الدينية، ويجب أن يقوم الإعلام بدور قيادى فى هذا الأمر، فيخصص برامج إرشادية لتوعية المواطنين.. يجب عدم التهاون فى محاربة الفساد واستئصاله والضرب على جميع صوره وأشكاله.
وائل عمر- الإسكندرية