x

غادة شريف مبروم على مبروم مايلفش! غادة شريف الإثنين 11-04-2016 21:09


شوف يا حمادة، لا يبدأ وقوعك فى الخطأ إلا عندما تظن أنك أصبحت شجيع السيما!.. والأكيد أنك ستقع فى ستمائة خطأ عندما تستذكى نفسك وتستغبى الآخرين!.. كان أمرا متوقعا أن تبادر إيطاليا بسحب السفير الإيطالى من مصر حتى قبل أن تخطر الخارجية المصرية بذلك!.. كان رد فعل طبيعيا أمام ما أبداه الفريق المصرى من محاولات استنصاح واستذكاء غير صالحة للاستعمال خارج الحدود المصرية!.. ياما قلتلك يا حمادة إن إيطاليا بالذات ماتحاولش تعمل فهلوى عليها لأن لديهم حوارى مثل حوارينا وصيع مثل صيعنا، وإذا كنا نظن أننا دهنا الهوا دوكو فهم الذين دهنوا وجهه الآخر من الناحية التانية!.. جميع عتاولة الإجرام مثل آل كابونى والمافيا على سن ورمح كانوا من إيطاليا، بل وتحديدا من جنوبها الذى يقابلنا.. هذا بالإضافة إلى أن جميع الرحالة وعلماء الاجتماع أجمعوا على تشابه مواطنى الدول التى تطل على البحر الأبيض المتوسط فى صفات عديدة أبرزها العصبية وحب الشجار والصوت العالى، لذلك لست أدرى بأيتها أمارة توقع فريق التحقيق المصرى أنهم سيستطيعون «بلف» نظيرهم الإيطالى بحبة فتاكة على حبة فهلوة؟!.. لقد ظن الفريق المصرى أنهم بإحضار ملف من 2000 ورقة غير مترجم للإيطالية فإنهم هكذا سيرهقون الفريق الإيطالى ويطلعوا عين اللى خلفوهم، فذكرونى بالطالب الخايب الذى يتعمد إساءة خطه ليطلع عين المصحح، فلا يكون من المصحح سوى إنه يسَقطه لأنه ببساطة شديدة جدا غير مستعد لإضاعة وقته فى فك طلاسم الخط السيئ!.. هذا هو ما فعله الفريق المصرى فى إيطاليا.. مراوغات بدأت بالإحجام عن إحضار ملف مترجم، ثم الزعم بمسح شرائط كاميرات المراقبة، ثم نأتى للنكتة الكبيرة وهى رفض تسليم تسجيلات مكالمات المواطنين التليفونية التى طلبها الجانب الإيطالى متعللين بمخالفة هذا للدستور والقانون!.. لا يا شيخ؟!.. بقى إنت حريص على عدم مخالفة الدستور وكمان القانون؟.. الإتنين مع بعض؟!.. يا واد يا شقى!.. طب كنت خلِى الدستور مستور.. أليس الدستور هذا هو نفسه الذى حمِيناه وليفناه وباللحاف غطيناه وقلناله نام نام ونذبحلك جوزين حمام؟.. أو نذبحلك بابا وماما، حاجة زى كده؟... هذا طبعا كأن إيطاليا مغيبة لا تعلم شيئا عن دخائلنا ودستورنا الذى ننتهكه ست مرات فى اليوم قبل الأكل وبعده!.. لذلك لست أدرى على أى أساس توقع الفريق المصرى أنهم سيحرجون الفريق الإيطالى الذى يعلم تماما أن مصر لا تحترم لا دستور ولا قانون؟.. هذا هو ما يحدث يا حمادة عندما تستذكى روحك وتستغبى الآخرين، فالجانب الإيطالى على علم تام بأن النظام فى مصر يصر على عدم تفعيل الدستور، بل ويلتزم الصمت أمام جميع الأحكام القضائية التى صدرت مؤخرا بالمخالفة للدستور، فعلى أى أساس إذن تصور الجانب المصرى أن تلك الحجة الساذجة ستنطلى على الجانب الإيطالى؟.. مجمل تلك الواقعة يثبت يقينا أننا أصبحنا الآن نواجه مشكلات عديدة أمام الرأى العام العالمى، أولاها أنه أصبح هناك يقين دولى بأننا دولة لا هيبة لها لأن هيبة الدولة فى احترامها لدستورها، أما ثانية المشكلات فهى يقين العالم الخارجى بأننا دولة تحترف الكذب والفبركة، لذلك كان طلب إيطاليا باستلام جميع التسجيلات الهاتفية فى محيط أماكن تواجد ريجينى حتى تقوم جهات التحقيق الإيطالية بالتحقيق فى القضية من نقطة الصفر!.. هذا الطلب الذى بدا أنه تعجيزى هو فى الحقيقة يدل على مدى عدم الثقة فى نزاهة التحقيقات المصرية، ويدل على مدى اليقين بأننا أصبحنا نستسهل الفبركة والتفصيل!.. المشكلة الثالثة التى تواجهنا هى أن إيطاليا- ومعها بقية الدول طبعا- لا تشترى ببصلة فكرة أن مصر دولة تحرص على مواطنيها، بدليل عدم إثارة مشكلة اختفاء عادل معوض إلا فقط ككارت ضغط وليس فور اختفائه منذ 6 أشهر، وبهذه المناسبة سمعنى يا حمادة سلام تعاليلى يا بطة لوزيرة الهجرة اللى عمالة تتنطط بلا أى إنجاز حتى الآن.. المفجع أمامنا جميعا فى هذه الحكاية أن التمسك بحجة أن تسليم التسجيلات الهاتفية مخالف للدستور أكد أننا نخفى حقائق قد تدين أجهزة هامة بالدولة وهو ما جعل الجانب الإيطالى يوقف الاجتماعات مع الجانب المصرى ويطلب يشوف عرض أكتافهم مع اللجوء للتصعيد!.. لكن تعالالى بقى يا حمادة وقولى، هل من الدستور تسجيل المكالمات الشخصية أصلا؟.. دستوركم قشطة!.

www.facebook.com/ghada sherif

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية