أثار بوستر دعائى لمسلسل «الفاروق عمر» طرحته الشركة المنتجة للعمل الذى يتناول السيرة الذاتية للصحابى الجليل وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- حفيظة عدد من المتشددين الذين هاجموا تجسيد الفاروق فى عمل تليفزيونى، وأعلنوا على عدد من المواقع بدء حملة واسعة فى عدد من الدول الإسلامية للوقوف أمام تصوير المسلسل الذى لم يبدأ بعد مخرجه السورى حاتم على فى تصويره أو اختيار أبطاله حتى الآن.
ورغم عدم تضمن البوستر الذى طرحته الجهة المنتجة صورة الممثل الذى سيجسد الشخصية، فإنه أثار جدلا كبيرا حيث صمم باللون الأسود ويظهر خلاله بشكل مقرب يد بشرية تحمل عصا غليظة، وأعلى البوستر كلمات «حكمت.. فعدلت.. فأمنت»، واسم المسلسل باللغتين العربية والانجليزية تتوسط البوستر. وهاجم مجموعة من المتشددين عبر عدد من المنتديات والمواقع الإلكترونية نشر البوستر، حيث وصفوه بأنه «استفزازى» ويثير مشاعر المسلمين الرافضين لتقديم شخصيات الصحابة فى أعمال فنية، ودعوا للتصدى لمثل هذا العمل وتطبيق الحديث الشريف «من رأى منكم منكرا ..»، مشيرين إلى أن أضعف الإيمان وهو تغيير المنكر بالقلب، يكون بمقاطعة هذا العمل وعدم متابعته إذا كتب له النور واكتمل تنفيذه رغم إرادة المعارضين له وفى حال عرضه، وأكدوا أن تقديم الصحابة فى أعمال فنية يفتح الباب لتجسيد شخصيات الأنبياء أيضا على الشاشة، على غرار الأعمال الإيرانية التى قدمت مسلسلين عن سيدنا يوسف والعذراء مريم تم عرضهما على قنوات عربية مؤخرا.
وبينما تتكتم الجهة المنتجة أى تفاصيل عن بطل المسلسل الذى سيجسد الشخصية، وأيضاً الممثلين المشاركين، فقد أكد مخرجه أنه لم يحدد بعد ما إذا كان سيظهر الممثل الذى سيجسد الشخصية بصورته أم بصوته فقط، مؤكدا أنه سيختار ممثلا جيدا لتقديم الشخصية سواء بالصوت والصورة أو بالصوت فقط، وأنه لن يفرض شروطا على الممثل الذى سيجسد الشخصية أو زملائه المشاركين فى العمل بتقديم أدوار معينة مستقبلا لا تتعارض مع ما سيقدمونه فى المسلسل، مكتفيا بتأكيد أنهم سيكونون من جنسيات عربية مختلفة.
المسلسل كتبه الكاتب والمؤرخ الأردنى وليد سيف، وهو إنتاج مشترك بين شبكة تليفزيون «mbc» والمؤسسة القطرية للإعلام، ومن المقرر تصويره فى سوريا بشكل أساسى إلى جانب كل من تونس والهند والمغرب، على أن يعرض فى رمضان المقبل، وكان مخرجه حاتم على والجهة المنتجة قد أقاما مؤتمرا صحفيا قبل أيام قليلة، أكد خلاله حاتم على عدم مخالفة المسلسل للشرع واللجان الدينية، مشيرا إلى أن العمل حصل على جميع التصاريح والموافقات الدينية اللازمة، وقال: نظرا لحساسية الموضوع الذى نتناوله، فإننا ملتزمون بالمرجعيات الدينية سواء كانت لجنة متابعة وتدقيق للسيناريو، أو حتى المرجعيات خارج حدود العمل.
وعن سبب تقديمه لسيرة ثانى الخلفاء الراشدين أرجع على ذلك إلى الحاجة المتزايدة الآن إلى إعادة مناقشة هذا العصر الذى يشهد نقاشات حادة وصراعات فكرية، معتبرا أن عصر صدر الإسلام وشخصية الفاروق بمثابة مفاتيح للإمساك ببوصلة الحوارات باتجاهات صحيحة على حد وصفه، مشيرا إلى تفكيره فى تقديم فيلم سينمائى عن عمر بن الخطاب أيضا.
ومن المقرر دبلجة الجهة المنتجة العمل إلى العديد من اللغات منها الفرنسية والإنجليزية والتركية والفارسية والأردية والمالاوية والإسبانية والبرتغالية