قالت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين إن «الإعلام يركز على غرابة وجهة النظر العالمية للمرشح دونالد ترامب، فيما يغض الطرف عن توجهات منافسه تيد كروز».
أخبار متعلقة
ورأت روبين، في مقال نشرته صحيفة «ذا فيلادلفيا إنكوايرر»، الأحد، أن «هذا التجاهل الإعلامي لـكروز يتعين أن ينتهي الآن؛ بعد أن فاز سيناتور تكساس يوم الثلاثاء الماضي في الانتخابات التمهيدية بـولاية ويسكونسن، قاطعا الطريق على ترامب في حسْم سباق تسمية الحزب الجمهوري»، مؤكدة أن «مجرد البدء في الالتفات إلى توجهات كروز، كفيل بأن يجعل دونالد ترامب يبدو جيدا».
وأضافت أن «مقترحات ترامب تبدو مستغرقة في الغرابة على نحو يستحيل معه أخذها على محمل الجد، في المقابل، تحمل مقترحات كروز طابعا يبدو غاية في الخطورة».
وقالت الكاتبة إن «منهاج سيناتور تكساس على صعيد السياسة الخارجية يمكن تلخيصه في الوصفة التي صاغها لإنزال الهزيمة بتنظيم داعش: (سوف ننسفهم ونقذف بهم إلى وادي النسيان) وفي حال لم تكن النواسف كافية، أضاف كروز بغموض (لا أدري ما إذا كان الرمل يُضوّي في الظلام، لكن دعونا نكتشف)».
ورأت أن «كروز يبدو ميّالا لنفس السَخط الأمريكي الذي يميل إليه ترامب؛ مغازلا ناخبين ينشدون نسيان الشرق الأوسط للأبد».
ورصدت الكاتبة قول «كروز»: «أنه في أول أيامه بالبيت الأبيض، سيلغي اتفاق الرئيس أوباما النووي مع إيران، الذي هو على علاّته كفيل بمنع طهران من إنتاج مواد انشطارية كافية لحيازة أسلحة نووية لنحو عِقد زمني على الأقل.. وهي خطوة من شأنها حمْل نظام خامنئي على الردّ المضاد على نحو سيُجبر كروز وقتذاك على تقرير ما إذا كان يجب عليه الذهاب للحرب للحيلولة دون حصول الإيرانيين على قنبلة نووية أم لا؟».
وعلقت روبين قائلة «تشير كلمات كروز عن نظام خامنئي إلى إمكانية إقدامه على نسْف طهران والقذف بها إلى وادي النسيان؟ وإذا لم يفعل ذلك، فما هي خطته البديلة يا تُرى؟».
وأضافت أن «كروز يبدو محدود النظرة للغاية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.. كما يبدو على صعيد آخر غير مبالٍ بالتعاطي مع تعقيدات العالم الذي يعيش فيه».
ورصدت روبين اقتراح «كروز» أن «تكثف الشرطة دورياتها حول الأحياء المسلمة في أمريكا» واصفة إياها بأنها «فكرة غريبة تهين الأمريكيين المسلمين، ممن يعيش بعضهم في أحياء منعزلة على أية حال.. يبدو كروز مصمما على عزل المسلمين المعتدلين في الداخل والخارج».
وقالت الكاتبة إن «السيناتور كروز يبدو مقتنعا أن الحملة الدولية على الإرهاب الجهادي يجب أن تُشن تحت لواء ديني في حرب مقدسة، وهو ما يصبو إليه الجهاديون».
واختتمت روبين مقالها مخاطبة الناخب الأمريكي: «إذا كنت تعتقد أن ترامب مخيف، ففكِّر فيما قد تواجهه البلاد لو دخل الرئيس كروز البيت الأبيض.. فكِّر في رئيس يؤمن بالحروب المقدسة ويحيط نفسه ببطانة من المستشارين لا يختلفون عنه كثيرا.. هذا وحده كاف بأن يجعل ترامب يبدو رجلا معقولا».
