قال الكاتب والإعلامى اللبنانى جهاد الخازن: «بصراحة لا أصدق أرقام بيع الصحف العربية، فهذه الأرقام لا تصدر عن مصدر مستقل، ولا رقابة عليها، وأراها تنطوى على مبالغات كبيرة، فأنا أسمع أن هذه الجريدة أو تلك تبيع فى مصر مليون نسخة، وتجربتى تقول إن الرقم مبالغ فيه جداً، أو أسمع أن هذه الجريدة العربية أو تلك تبيع ٢٠ ألف عدد فى أوروبا، وقد سمعت الرقم ٣٠ ألفا، وهذا مستحيل، وقد قرأت أرقاما لمؤسسة هاشيت الفرنسية التى توزع أكثر من الصحف العربية، ووجدتها بمئات وآلاف النسخ وليس حتى بعشرات الآلاف».
وأضاف الخازن فى المحاضرة التى نظمها المركز الثقافى الإعلامى فى أبوظبى، مساء الاثنين، تحت عنوان «الوجه المتغير للصحافة - إخفاقات الإعلام التقليدى»، أن مبيعات الصحف الغربية، وتحديدا الأمريكية والبريطانية، التى يتابعها يوميا دقيقة، وقد تشمل الأعداد التى تباع بالسعر المعلن، والأعداد الأخرى التى تباع بسعر تشجيعى، أو توزع مجانا فى المطارات مثلا لجذب المعلنين.
ورأى الخازن أن الصحافة العربية والغربية تعانى هجمة الصحافة الجديدة، أو التكنولوجيا التى جعلت المدونات تنافس الصحف التقليدية، ومن انخفاض المبيعات ومعها الإعلانات، وأضاف: «إن هجمة التكنولوجيا ستصيب صحافتنا لاحقا، فنحن متخلفون عن العالم المتقدم بـ10 سنوات على الأقل، وما تعانى منه الصحافة الغربية اليوم سنعانى منه بعد سنوات، لذلك أنصح بمتابعة مشاكل ومشاغل الصحافة الغربية لنعرف كيف ستتبعها صحافتنا»، معتبراً أن صحافتنا تعانى علة أخرى تتمثل فى نقص الحريات فى بعض البلدان، وغيابها فى البعض الآخر، إلى جانب خطر الموت الذى يهدد العاملين فى المهنة، موضحاً أن العراق ثم الجزائر تتصدران قائمة القتلى من الصحفيين فى السنوات العشر الأخيرة.
وأشار إلى أن دخل جريدة غربية كبرى مثل «نيويورك تايمز» قد يزيد على دخول «الميديا» العربية كلها من صحافة وراديو وتليفزيون