ربما كان الأهلي أقرب لتحقيق الفوز على فريق يانج أفريكانز التنزاني، لولا معاندة الحظ لنجم الفريق والمنتخب الأول مؤمن زكريا في بعض الكرات، ولكن التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق نتيجة جيدة خاصة في ظل الأداء الذي يقدمه اللاعبون حتى الآن تحت قيادة الهولندي مارتن يول.
فرض الفريق الأحمر تحت قيادة "يول" الضغط العالي منذ الدقائق الأولى وطوال الشوط الأول على الفريق التنزاني في ملعبه ووسط جماهيره، وتبِع هذا الضغط رقابة رجل لرجل من قِبل لاعبي خط الدفاع الأهلاوي، فالظهير الأيمن مثلًا مُكلف برقابة الجناح الأيسر للخصم أينما ذهب يكُن معه، ولا يقف في مكانه مُنتظرًا لاعب الخصم أن يواجهه فيصبح مثل «القُمع» في ملعب المباراة، وهكذا كان لاعبو الأهلي يراقبون المراكز وليس أماكنهم على أرضية الميدان.
فهنا كان الضغط العالي من لاعبي الأهلي على لاعبي وسط ودفاع يانج، فارتد الجناح الأيسر لاستلام الكرة ومعه محمد هاني الظهير في منتصف ملعب الخصم.
وهنا تكرر الأمر ذاته من جهة صبري رحيل.
كذلك كان الأمر مع أحمد حجازي أيضًا، ليتقدم مع المهاجم في منتصف ملعب الخصم.
وهنا محمد هاني في مناسبة أخرى بجوار عمرو جمال والسعيد مُراقبًا للجناح الأيسر ليانج في وسط ملعبه.
كما اعتمد يول على «الضغط المرتد» كما تحدثنا عنه مسبقًَا، وأنه أحد أفضل الحلول الدفاعية للأهلي لمنع الهجمات المرتدة للخصوم من قبل أن تبدأ، وذلك بالضغط فورًا عقب فقدان الكرة بعدد كبير في مساحة معينة على لاعبي الخصم، وهنا بالفعل استخلص الأهلي الكرة وانتهت بتسديدة لمؤمن زكريا بجوار القائم.
شاهد تمركز الأهلي الدفاعي في حالة امتلاك الخصم للكرة، السعيد وعمرو جمال يضغطان على لاعبي الوسط والدفاع، وانتشار رباعي الوسط غالي وفتحي ومؤمن ورمضان بشكل عرضي جيد ومن خلفهم رباعي الدفاع بتقارب جيد مع الوسط والهجوم.
كذلك في مرحل البناء من الخلف كان يعطي يول تعليماته بانطلاق الظهيرين هاني ورحيل وسقوط مؤمن ورمضان على جانبي دائرة المنتصف، لتوفير خيارات أكثر للتمرير لقلبي الدفاع ربيعة وحجازي، وثنائي الارتكاز فتحي وغالي، ولكنها في النهاية مجازفة كبيرة في حال فقدان الكرة في ظل تقدم الظهيرين حتى لو نجح رمضان ومؤمن في الارتداد لن يقوما بالدور الدفاعي بشكل جيد مثل الظهير.
أما عن أحمد فتحي فمازال عطاءه مستمرًا، ولا يُشعر أحدًا بغياب حسام عاشور عن وسط الفريق، ففتحي يتحرك على دائرة المنتصف بشكل جيد ليوفر الحلول لزملائه.
وكذلك يقوم بالضغط فور فقدان الكرة من منتصف ملعب الخصم، ليمنع الهجمات قبل بنائها.
كذلك يقوم بالتغطية خلف الظهير المتقدم، فهنا قام بالتغطية خلف محمد هاني.
ولكن هنا لم يقم بالتغطية، وكانت فرصة هدف محقق، رغم عدم ارتداد رمضان مع الظهير، إلا أن تواجد فتحي يمكنه التغطية، خاصة في ظل خروج حجازي للطرف، فهنا لابد من ارتداد لاعب الارتكاز الدفاعي للعمق ليصبح قلب دفاع.
الإرهاق الذي ضرب الفريق خاصة في الشوط الثاني أثر بشكل كبير على الأداء، ولكن في الإياب سيكون الأمر مختلفًا تمامًا.