غربت شمس «صعيدى الكلمة» الأصيل عبدالرحمن الأبنودى إلا أنه بمجرد ذكر اسمه تتداعى الأسرار ويسطع نجمه مجددا، لنكتشف بعد مرور أول عام على رحيل الخال المزيد من «الحكاوى والتفاصيل» عن مشواره المثير والغزير الإنتاج فى عالم الشعر وأساطير التاريخ وبحور التراث الشعبى العميقة المعنى والدلالة.. وكان اللقاء هذه المرة مع رجل فى منتصف العقد الرابع من العمر يقف جوار المقبرة ويقرأ القرآن ويردد :«الله يرحمك يا أستاذ»، اقتربنا منه وسألناه: «هل أنت قريب للخال؟»، فجاء الرد فى حزن: «أنا مش قريبه، ولكن هو بالنسبة لى أبى وسندى فى الدنيا ويوم ما الخال مات أنا أصبحت يتيم».
وتخرج الإعلامية الكبيرة نهال كمال زوجة شاعرنا الراحل من المقبرة وتشير إلى الرجل قائلة: «محمود ده بقى اللى مربيه عبدالرحمن وكان آخر اسم نطق به قبل دخوله فى غيبوبة».. واكتشفنا أن محمود يعمل مع الخال منذ 29 عامًا، حيث كان خادمه ويجلس معه أكثر من شريكة حياته وبناته، ومن ثم صار الحوار معه ضرورة لمعرفة ما هو جديد عن الأبنودى الفنان والإنسان.
حتى وهو على فراش المرض لم يفارق القلم يده
على بوابات النصر
على بوابات النصرْ
باودّعِك... يا مصرْ
باودّعِكْ المزيد
الاسم بالكامل محمود محمد مصطفى، وكان يعمل مع الخال منذ عام 1986، وقال إنه قبل عمله مع الأبنودى، كان عاملا باليومية، وبعد ذلك تعرّف على الخال عن طريق ابن أخته الحاج مصطفى حماد، فكان الخال يطلب دائما شخصا يثق فيه، وأضاف: «قدمت وفى بداية العمل عملت كغفير، وكل مهمتى هى حراسة المكان لا أكثر، وأنا فلاح أعشق الأرض نظرا لتعلقى بها، فوالدى وجدى كانا فلاحين، ولم أكن أعلم أن الخال تربية الأرض فى الصعيد، وذات يوم كنت أحفر فى الأرض، فرآنى الخال وأخذنى بكل سياسة، وقال قُم بتنظيف هذا المكان، فقلت له نعم لأنى بطبعى مطيع، وكان حنونًا جدًّا فى تعامله معى، فكان الأب والأخ والصديق، وقد وجدنى أحب الأرض والزارعة، المزيد
«لم، ولن يموت».. جملة بسيطة ومكثفة لخّصت بها الإعلامية نهال كمال زوجة الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى وضع «الخال» الآن فى ذاكرة المصريين والتاريخ، وخرجت على لسانها فى الحال أمام مقبرته بمنطقة التعاون، التى تبعد أمتارا قليلة عن منزله بمحافظة الإسماعيلية، وهى تحمل باقات الورود، كما تعودت على زيارة رفيقها وحبيب عمرها أسبوعيًّا.المزيد