«هى أكبر مدن البحر المتوسط قاطبة، أما من حيث الثراء والجمال والنعيم فهى الأولى على مستوى العالم بلا منازع».. هكذا تحدث المؤرخ اليونانى ديودور أثناء زيارته للإسكندرية عام 60 قبل الميلاد، حتى إنه أطلق عليها لقب «أعظم عواصم العالم القديم»، ووصف زيارتها بأنها حلم كبير داعب خيال كل أوروبى، حتى باتت المدينة الساحلية نموذجا يونانيا مصغرا حوى بداخله أكبر الجاليات الأجنبية، وهى الجالية اليونانية، التى أسست أول رابطة لها، عرفت فيما بعد باسم الجمعية اليونانية، وأنشئت عام 1843، للإشراف على مدرسة ومستشفى «اليونان».
مثل اليونانيون حالة ثقافية فريدة فى «الثغر» دفعت المركز اليونانى فى المدينة لإحياء هذا التراث من خلال معرض تصوير، يحمل عنوان «على مسار اليونانيات فى الإسكندرية»، تنظمه المؤسسة الثقافية اليونانية فى المحافظة منذ أمس الأول، لتضم بداخله 60 عملاً يجسد العناصر الأثرية والتماثيل والقطع الفنية اليونانية، بالإضافة إلى تجسيد ثقافة المكان والترابط بين أبناء «الثغر» واليونان والسمات المشتركة بينهما، والعادات التى توارثوها فيما بينهم وقت حياة الجالية فى المحافظة.
تقول ماريا جوانيدز، مدير الإعلام فى المؤسسة الثقافية اليونانية، إن المعرض يجسد مجموعة من الأماكن اليونانية والآثار التى تربط اليونانيين بالمدينة، منها عمود بومباى، وعمود السوارى، ومقابر الأنفوشى، ومقابر كوم الشقافة، والمسرح الرومانى، ومتحف إسكندرية القومى، ومتحف آثار مكتبة الإسكندرية، والمقابر اليونانية، والكاتدرائية، وتمثال إسكندر.
وأضافت: «المعرض يذهب إلى قمة مجد المدينة الثقافى وقت أن كانت مكانا يلتقى فيه الشعوب وتمتزج بينهم الثقافات، خاصة اليونانية، وهو ما تجسده صور تدل على أماكن مازالت على اسمها اليونانى إلى الآن، حيث يرصد المعرض أثر الجالية اليونانية فى المدينة»، مشيرة إلى أن المعرض سيتم افتتاحه مطلع نوفمبر المقبل.
