إن الأخلاق هى الأساس فى حياة البشرية منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض، فقد قال الله تعالى فى محكم كتابه مخاطبا نبيه الكريم: (وإنك لعلى خُلق عظيم) وقال رسولنا الكريم: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) - وجاء فى أنجيل متى قول المسيح عليه الصلاة والسلام (هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم)... لقد وصلت كارثة انهيار الأخلاق فى مجتمعنا إلى حالة لم يعد السكوت عليها سوى نذير بانهيار كامل للدولة!! ويعود السبب الرئيسى فى هذه المهزلة إلى أمور كثيرة منها: البعد عن العلوم الشرعية ومفاهيم الدين الصحيحة، والاستماع إلى الفتاوى التى يطلقها الجهلاء، وعدم الالتفات إلى مفاهيم حب الوطن والمواطنة الحقيقية، وانهيار المؤسسات الخاصة بالتنشئة الاجتماعية وعلى رأسها الأسرة والطفولة المشردة ورعاية اليتامى وكبار السن ومكافحة التسول... الخ، والتمادى فى إعطاء الوعود غير القابلة للتطبيق... إن ما يفعله غالبية شبابنا اليوم ما هو إلا ردة فعل انتقامية وتمرد على واقعه نتيجة لإهمال وعدم مبالاة وعدم احترام لاقاه هؤلاء الشباب على مدى عدة عقود، وشجعتهم الفضائيات والإنترنت وانعدام الرقابة الأسرية، فأصبحوا جيلا هشا ضعيفا أسيرا للغرب ولوسائل إعلامه، ولا يملك قراره بنفسه وإنما ابتلى بالتقليد الأعمى!! حتى إن القدوة العلمية أو الأدبية التى كان يكافح شبابنا فى الماضى للبحث عنها زالت الآن، وأصبحت قدوة اليوم لديهم متمثلة فى بعض الرياضيين والفنانين!! إن الحل الوحيد يتلخص فى نظرة فعلية عملية من المسؤولين وبتشكيل لجان من العلماء والخبراء لعلاج كل مشكلة بذاتها لأن دولتنا الآن وبعد ثورتنا المباركة تسعى دوما إلى تحقيق الحرية والعدالة والمساواة بين مواطنيها وشبابها وتربيتهم على مبدأ احترام الرأى والرأى الآخر، وتفعيل دور العقل والمنطق فى جميع مناحى حياتهم من خلال الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة والجامعات وغيرها.. فالأخلاق هى الركيزة الأولى لبناء مستقبل مصرنا الغالية دائما وأبدا!!
نبيل شبكة - مستشار ثقافى سابق- المنصورة