عقب فوز برشلونة الصعب بثنائية سواريز مقابل هدف توريس لصالح فريق أتلتيكو مدريد، ضمن منافسات دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، خرجت الألسنة تؤكد أن الطرد هو السبب الرئيسي في هذه النتيجة، ولكن الواقع وأرضية الملعب شهدت بغير ذلك.
فريق أتلتيكو مدريد يعتمد دائمًا في مواجهة برشلونة على اللعب بالكامل تحت خط الكرة، فثنائي الهجوم توريس وجريزمان، عليهما مسؤولية الضغط على ثنائي الارتكاز بوسكيتس وإنييستا أو راكيتيتش، ولهذا شاهدنا توريس يتدخل بعنف على نيمار على حدود منطقة جزاء فريقه، ثم يكرر الأمر مع بوسكيتس عند منتصف الملعب.
فيما اعتمد برشلونة على طريقة الهجوم الثنائي المستحيل إيقافه، فريق برشلونة يعتمد على نيمار أقصى يسار منطقة الجزاء وسواريز في أقصى اليمين، ولكي تراقبهما ستظهر عندك المساحات في العمق، أما إن أغلقت المساحات وتقارب لاعبوك فيما بينهم، تركت أحد الثنائي بلا رقابة، في النهاية هناك ضريبة ولن تغلق الطريق على برشلونة.
شاهد هنا قبل طرد توريس نيمار أقصى اليسار وميسي خارج المنطقة وألفيش يمينًا فانطلق الثنائي إنييستا وراكيتيتش في المساحة الموجودة في عمق الدفاع.
وهناك أيضًا قبل حالة الطرد مع انطلاق راكيتيتش في العمق، انضم إليه الظهير الأيسر فيليبي لويس، فترك ميسي حرًا في أقصى اليمين، ليسددها خارج المرمى.
إذن حينما أغلق أتلتيكو على أطراف منطقة جزائه، اخترقه برشلونة من العمق، وحينما أغلق العمق تلقى الضربة من أقصى أطراف المنطقة.
ولكي تتضح الصورة أكثر شاهد هنا نيمار يمتلك الكرة، وميسي يخترق عمق الدفاع، ولكنهم أغلقوا المساحة فبات سواريز حرًا على اليمين.
وهنا اخترق ميسي وإنييستا في المساحة في عمق الدفاع، مع تواجد الظهير الأيسر أقرب إلى سواريز في الزاوية البعيدة، وعدم قيامه بالتغطية ليقوم ميسي بتسلمها وتسديدها بطريقة مقصيّة ولكن بجوار القائم.
وظل هجوم برشلونة ودفاع أتلتيكو بنفس الأسلوب يغلق المساحة هُنا ويفتحها هُناك، حتى جاء العقاب بالهدف الأول بنفس الطريقة فالدفاع منضم لغلق مساحات العمق على الثلاثي الخطير وتركوا الظهير خوردي ألبا على الزاوية الأخرى حرًا.
وكاد بعدها مباشرة وبنفس الطريقة لويس سواريز أن يحرز هدف التقدم، ولكنه سدد الكرة مقصيّة بعيدًا عن المرمى.
وأخيرًا جاء العقاب الآخر، فحينما لم يقم الظهير الأيمن بالتغطية وإغلاق العمق الدفاعي والتزم برقابة نيمار، عاقبهم سواريز من المساحة في العمق، وأحرز الهدف الثاني.
أما عن هدف أتلتيكو، فكان الخطأ الأكبر من سيرجيو بوسكيتس، الذي قام بالترحيل الزائد إلى الجبهة الأخرى، في ظل تواجد كوكي في عمق الملعب حرًا، وكان من الممكن تدارك خطأ بوسكيتس لو قام راكيتيتش الذي يرى كوكي حرًا، بالتغطية خلف بوسكيتس وترك الظهير لميسي للتغطية معه.
في النهاية حسم برشلونة اللقاء فيما عانى أتلتيكو من الطرد في حالة الهجوم فقط، حيث إنه لم يستطِع تنفيذ أي مرتدات بعد الطرد، أما عن الدفاع فالأخطاء كانت متكررة ما قبل وبعد الطرد.