فى هذه الحلقة، يواصل العالم المصرى الكبير الدكتور فاروق الباز الحديث عن ذكرياته العملية، كيف ذهب للولايات المتحدة للمرة الأولى من أجل الدراسة، وكيف أثبت تفوقه رغم الظروف المعاكسة، وكيف رفضت مصر الاستفادة من علمه وخبراته عندما عاد بعد الحصول على الدكتوراة ليغادر مرة أخرى ويحقق اسمه اللامع عالميا، والأكثر من ذلك،
كيف يرى الدكتور فاروق رغم النجاحات التى حققها شخصيا وعدد من أبناء جيله أن هذا الجيل يمكن أن يحمل تسمية «جيل الفشل».
■ هل فتحت لك دراسة العلوم أبواب المعرفة، أم أنها أثارت داخلك المزيد من التساؤلات؟
- طبعا دراسة العلوم مهمة، فهى تفتح العقل وتجعل الإنسان يبحث فى أمور المعرفة، المهم فى العلم كله ألا يأخذ الإنسان الأمور كما هى أو كما أنزلت، لا يوجد شىء فى العلم بهذه الطريقة إطلاقا، لكن هناك رأياً مبنياً على أشياء، ويجب معرفة كيف بنى هذا الشخص رأيه ووصل إليه بناء على ماذا، وهل هذا الرأى يمكن تغييره ثم نكمل عليه إذا كان مفهوما وتمت معرفته بشكل جيد، وهذه النقطة كانت من أهم الأشياء التى استمتعت بها فى دراسة العلوم.
■ هل كنت تحلم مبكرا بأن تصبح فاروق الباز العالم الشهير؟
- لم يكن فى ذهنى هذا الأمر إطلاقا، كنا نعرف أن البنى آدم المشهور هو من يقوم بعمل طيب ومتميز فتحبه الناس وتحترمه، ومعنى هذا أن الإنسان لن يكون مشهورا إلا بعد أن يقوم بعمل يجعل الناس تحترمه، الاحترام أهم من الشهرة، لأنه يجلب الشهرة والتبجيل للبنى آدم، وعمرى ما بدأت أى شىء فى حياتى بهدف الشهرة لكنى كنت دوما أفعل الأشياء بإجادة تامة، وكان والدى يقول دوما من يفعل شيئا يجب أن يجيده، ومن يعمل فعليه أن يعلّم الناس، وإلا لا نفع فى علمه، وحتى إذا كنت تطبخ ملوخية فلابد أن تطبخها جيدا جدا، أو تكتب خطابا تكتبه جيدا بدون شخبطة وبخط جيد، تقرأ مقالا يجب أن تفهم معناه وملخصه واللغة المكتوب بها ومغزاه هذا هو العمل المجدى والمفيد والطيب، والشهرة لا علاقة لها بهذا الأمر.
■ عشت مراحل تعليمك الأولى فى ظل الملكية والاحتلال الإنجليزى ثم المراحل الدراسية اللاحقة فى ظل الثورة، كيف أثرت هذه المرحلة الانتقالية فى حياة فاروق الباز كما عاصرها؟
- عندما كنا طلبة فى الثانوى كانت البلاد مشحونة بمشاعر طرد الإنجليز وإنهاء الاحتلال، وأن البلد بلدنا يجب أن نحكمه، وكنا نعتقد أن الملك فاروق ماشى مع الإنجليز وبيسمع كلامهم ودا لازم نمشيه، وكنا نقوم بتنظيم إضرابات لهذا الغرض وكانت هذه الاضرابات تقريبا مقبولة من العامة والمسؤولين، وكنا نبدأ الإضرابات وإذا وقع حدث يشحننا مثل تغيير وزارة أو حدث سياسى مثار حديث الناس، كنا نخرج إلى حوش المدرسة جميعا ونهتف مطالبين بإعطائنا علم المدرسة لأننا إذا قمنا بإضراب فسيضم طلاب المدرسة كلها، وإذا حملنا علم المدرسة فلن نتعرض للأذى فى الشارع ولا البوليس يقبض علينا ما دمنا نمسك العلم، وعندما كنا نطلب العَلَم كان الناظر يرفض أن يعطينا إياه إذا وجد أن الوضع فى الخارج متأزم ونعود للحصص، أما إذا كان الناظر والأساتذة متفقين على أن الأمر يستحق غضب وحزن الجميع يعطينا العلم وكنا نأخذه ونمشى فى الشارع نهتف يحمينا البوليس ولا يمسكنا أحد.
هتفنا ضد الملك والاحتلال وقلنا زى ما قلنا وكنا نسير حتى نصل إلى إحدى الجامعات، وكنا فى مدرسة القبة الثانوية نفضل الذهاب إلى جامعة القاهرة فى مشوار تقريبا ثلاث ساعات، حتى نسمع خطابات طلبة كلية الحقوق، وكان أخى أسامة لا يزال وقتها فى الجامعة، وكنا نعرف أن هؤلاء الطلاب محامون يتكلمون بلغة عربية عظيمة ولديهم آراء سياسية هائلة وكنا نستمتع بكلامهم.
وبعد ذلك جاءت الثورة وأنا فى السنة الثانية بالجامعة وعرفنا أنها المخلص والمنقذ، وأن جمال عبدالناصر وشلة الضباط الأحرار مصريون يحكمون مصر لأننا كنا نعتبر أنه منذ أيام محمد على حتى الملك فاروق أن العثمانيين أو الأتراك هم حكامنا مع أنه غير صحيح، لكن زى بعضه، وجاءت الثورة فى وقت كان لدينا فيه حمية شديدة لدعم الثورة وأبنائها، فى ذلك الوقت كانت الحمية الوطنية تشمل الجميع وهذه من المراحل المهمة التى لا أنساها إطلاقا.
■ متى ذهبت إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى؟
- بعد التخرج فى كلية العلوم سنة 1958 كنت من أوائل الخريجين، وتم اختيارى بـ«الغصب» من قبل وزارة التعليم العالى للتعيين معيداً فى كلية العلوم بجامعة أسيوط، التى كانت فى بداية إنشائها لم تكمل العام الأول بعد، وكانوا يريدون أن يذهب هناك مجموعة من الأساتذة والمعيدين الممتازين خاصة أن الناس لم تكن ترغب فى الذهاب إلى أسيوط حيث كانت أكبر جامعات فى القاهرة والإسكندرية، ولم يكن هناك دافع للذهاب إلى الصعيد، فكان الأمر يتم بالغصب ونُقِل الأساتذة والمعيدون لأسيوط، وفى الحقيقة تمتعنا لأننا كنا نبنى جامعة جديدة،
وهو ليس بالأمر البسيط، وكان الأساتذة يدعموننا والناس فى أسيوط أنفسهم كانوا سعداء بما نفعله لتعليم أبنائهم، وكانوا يخفضون لنا فى أسعار الشقق ويحضرون لنا طعاماً، وقتها كنت أعد الماجستير مع الدكتور «سعد الدين النقادى»، وكان يتم السماح للطلاب المتميزين بالتقدم للبعثات الخارجية، وكنت دوما أقول «سوف أنتهى من الماجستير وأسافر فى بعثة للحصول على الدكتوراة»، لكن فى منتصف الطريق عام 1959 جاءتنى بعثة إلى روسيا فسافرت إلى القاهرة لاستشارة أبى وإخوتى الكبار أسامة ومحمد وشرحت لهم الموقف، وكان أسامة قد انتهى من الدراسة وبدأ العمل فى الخارجية ويسافر كثيرا إلى روسيا وأوروبا فقال لى «أنت جيولوجى وتحب الذهاب للجبال كثيرا لو ذهبت إلى روسيا ستذهب للجلوس فى المعامل بموسكو ولن تذهب لأى مكان فالطلاب هناك لا يذهبون لأى مكان،
إلا داخل موسكو وممنوع عليهم السفر»، وشعرت بالخوف فأنا جيولوجى أريد أن ألف الدنيا أمشى على كيفى فى الجبال والأودية دون أن يحدد أحد إقامتى فقررت ألا أذهب، وأخذت قرارا بانتظار بعثة أخرى، بعدها بشهور تم الإعلان عن بعثات أخرى قدمت وجاءت بعثتى إلى أمريكا فسافرت إلى هناك فى ديسمبر 1959.
■ عند سفرك إلى الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراة كيف استقبلك الأساتذة والطلبة هناك؟
- عندما سافرت أرسلنى المسؤولون عن بعثتى إلى جامعة «ميتزورى» للمناجم فى قرية صغيرة جدا اسمها «رولا» بجانب مدينة سانت لويس فى ولاية ميتزورى فى منتصف أمريكا آخر الدنيا، وصلت هناك يوم واحد يناير، يعنى الناس فى إجازات من أواخر ديسمبر بمناسبة الكريسماس وحتى يوم 10 يناير، وعندما وصلت لهذه القرية المقطوعة لم يكن بالجامعة بنى آدم. كلها مغلقة والقرية صغيرة جدا فقط 3000 نسمة رغم أن الطلبة عددهم 2000 يعنى الطلاب تقريبا نفس عدد السكان، المهم بدأت الدراسة بعد ذلك، لكن لم أكن مستعداً للحديث بطلاقة الإنجليزية التى يتحدثون بها، ولا أعرف كيف آكل معهم أو أتحرك بطريقتهم فكانت هناك صعوبات التأقلم مع الوضع فى ذلك الوقت.
■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك فى بداية سفرك، وهل كان نظام التعليم مختلفاً عن أسلوب الدراسة فى الجامعات المصرية؟
- أبدا، الصعوبة الأساسية كانت فى اللغة الإنجليزية، واستمرت هذه المشكلة عدة أشهر، كانت لغتى مكسرة ومهببة، وطبعا أول شىء اشتريت قاموس إنجليزى- إنجليزى، وكنت أحمل معى نوتة أدوّن فيها كل كلمة أسمعها أو أقرؤها ولا أعرفها ومعناها حتى أعرفها وأكتبها بنفسى لأتعلم، ووصل عدد النوتات إلى 6، كنت أعرف ماذا كتبت فى كل منها، فواحدة للكلمات الجيولوجية، وأخرى للكلمات العامة والحاجات اللى تعلمتها من التليفزيون، وهكذا تعلمت اللغة الإنجليزية، بعدها بكام شهر أصبحت أتحدث جيدا لأننى بدلا من الإقامة مع زملائى العرب ذهبت للإقامة مع إحدى السيدات الأمريكيات المسنات. كانت تؤجر إحدى غرف شقتها، وكنت أغصب على نفسى حتى أتكلم الإنجليزية معها، وفى آخر سنة أجّرت شقة مع زميل جيولوجى من إيران حتى نغصب على أنفسنا ونتكلم بالإنجليزية طوال المدة.
■ هل كنت الطالب المصرى الوحيد الذى يدرس هذا الفرع من العلوم؟ هل كان هناك عرب آخرون يدرسون الجيولوجيا وقتها؟
- نعم كنت الطالب المصرى والعربى الوحيد فى ذلك الوقت، ولم يكن هناك أحد أسأله كيف أتصرف، لكن بعد فترة قصيرة بدأ عدد آخر من الطلاب العرب ثم المصريين فى الوصول، وكنا أعضاء فى منظمة الطلاب العرب، وكان من الطريف التعاون العربى فى ذلك الوقت بين الطلاب العرب الدارسين فى أمريكا والمصريين النابغين العاملين فى الجيولوجيا الذين تعلموا هناك، خاصة الذين كانوا يبحثون عن عناصر المواد النووية، للأسف الشديد كلهم عادوا وعددهم كبير ولم نستفد منهم بشىء.
■ هل مثَّل السفر إلى الولايات المتحدة للدراسة نقلة حقيقية فى حياتك؟
- نعم، نقلة حقيقية، ليس بالنسبة للوسائل التعليمية لأننى تعلمت جيدا فى مصر، وتعليم أمريكا كان امتداداً للتعليم المصرى، لكن الدراسة فى الولايات المتحدة فتحت أمامى آفاقاً أخرى، أولها أننى استطعت التعرف على جيولوجية قارة بأكملها، كنت كل صيف أذهب مع مجموعة من زملائى حول أمريكا، نذهب للشمال أو الجنوب أو الغرب، نتعرف على كل المظاهر الجيولوجية من الجبال والأودية وندخل المناجم، وفى الحقيقة كان الأمريكيون من أجمل ما يمكن فى ذلك الوقت، فنحن كنا طلاباً أجانب، شكلنا غريب ونتكلم لغة غريبة ونذهب لمنجم لا دخل لنا به، لكننا نقول لهم نحن طلاب فى «ميتزورى» ونريد مشاهدة المنجم لنرى عينات،
تساعدنا فى الدراسة، فيدخلوننا ويلبسوننا خوذات ويتركوننا نعمل طوال اليوم ونأخذ ما نريد من عينات وفى نهاية اليوم قبل أن نتركهم يسألوننا إلى أين أنتم ذاهبون هل لديكم مكان إقامة وإذا أخبرناهم بأننا سنبحث عن مكان للمبيت يقولون لا، تعالوا بيتوا معنا، وفعلا كنا نقضى الليل معهم ونتعشى ونفطر قبل توديعهم فى الصباح للاتجاه للمنجم الذى يليه وهكذا، فالناس كانوا طيبين للغاية وساعدونا بطريقة هائلة.
■ متى بدأ الأساتذة الأمريكيون يدركون أن هذا الطالب متميز؟ وكيف تعاملوا مع تميزك؟
- والله فى الحقيقة فى النصف الأول من أول سنة كنت أريد تغيير الجامعة والذهاب إلى جامعة MIT القريبة من جامعة هارفارد لأن أخى أسامة كان قادما للحصول على الدكتوراة من هارفارد، وقلت أكون فى جامعة بجانبه ونعيش مع بعض، وحاولت لكن الأساتذة فى «ميتزورى» نصحوا المكتب التعليمى المسؤول عنى بعدم نقلى لأنى طالب ممتاز، ويبدو أن هذا التميز هو ما منعنى من النقل والعيش مع أسامة، لكن الظروف سمحت وانتقلت بعدها بسنة إلى MIT وهناك اتضح لى أن الجامعة التى كنت أدرس بها فى «ميتزورى» كانت فى نفس المستوى، وربما أفضل بالنسبة لدراسة الجيولوجيا.
■ تخصصت فى دراسة «الجيولوجيا الاقتصادية» ما معنى هذا المصطلح ولماذا اخترته تحديدا؟
- الجيولوجيا الاقتصادية تعنى بالأشياء المدفونة فى الأرض، التى تستخدم فى الاقتصاد الوطنى، مثل البترول والفحم والحديد والنحاس والفيروز وغيرها، ولم أخترها لكن تخصصت فيها لأنها كانت موضوع بعثتى وزمان عندما كنا طلبة لم يكن مسموحا لنا بالتغيير لموضوع آخر، نقبل ما يقدم لنا وندرسه ونستمر فيه. يعنى كنت عايز أكون طبيب، ما نفعش رحت العلوم ودرست الجيولوجيا، والماجستير فى جامعة أسيوط فى جيولوجيا الحفريات لكن ذهبت فى البعثة لدراسة الجيولوجيا الاقتصادية يعنى المعادن، فالواحد كان اللى بيتقدم له بيبلعه ويدرسه كويس ويخلص لا نقول لا مش عاجبنى، هاعمل حاجة تانية، المهم إن الواحد الحاجة اللى يعملها يعملها كويس.
■ بعد انتهائك من الدراسة فى أمريكا عدت إلى مصر، لكنك سافرت سرا إلى الولايات المتحدة لماذا؟
- فعلا بعد الدراسة فى أمريكا والحصول على الدكتوراة كان أول عمل حصلت عليه فى جامعة «هايدلبرج» فى ألمانيا قبل الرجوع لمصر، وقبلت هذا العمل لرغبتى فى الفرجة على جيولوجية أوروبا، لو قبلت شغل فى ألمانيا يمكن أذهب لجبال الألب وأتفرج على مناجم الفحم والحديد فى ألمانيا، ومناجم الفوسفات فى فرنسا وإسبانيا ومناجم كثيرة فى أوروبا لم أكن شاهدتها، وكنت أريد التعرف عليها وأخذ عينات منها، لأن غرضى أثناء الدكتوراة كان عندما أعود لمصر أن أؤسس مدرسة فى الجيولوجيا الاقتصادية ليس لها مثيل فى العالم،
وكان عندى إصرار أنه فى يوم من الأيام يأتى إلينا طلبة من أمريكا يدرسون ويحصلون على الدكتوراة من عندى، لم أكن أقول هذا الكلام «تهجيص» كنت أقوله بناء على أنى تعلمت أحسن تعليم فى الدنيا، وقابلت جيولوجيين فى أمريكا وأوروبا من أولهم لآخرهم وجمعت عينات من كل الأماكن المهمة جيولوجياً فى أمريكا وأوروبا، معنى ذلك أننى كنت مستعداً وكنت أجمع لهذا الغرض كل الكتب التى أحتاجها والمطبوعات،
وأشترك فى كل الجمعيات العلمية، لم أكن أمتلك أشياء مثل الغسالة والطفاية والتليفزيون، ولم أكن ألبس كويس، لكن كان عندى كل الأشياء المهمة للدراسة وشحنت على حسابى لمصر 4 أطنان من الصخور، ومنذ أيام كانت زوجتى تذكرنى بتلك الأيام، كانت هى حاملاً فى ابنتنا، وكانت كل يوم تقضى فترة بعد الظهر فى لف العينات فى ورق جرائد لوضعها فى صناديق لمنع احتكاكها حتى تصل العينات سليمة.
لكن عندما رجعت لمصر وجدت وزارة التعليم العالى تخبرنى أنى سأدرس الكيمياء فى المعهد العالى بالسويس، وكان الموضوع غريبا فجامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وأسيوط بها أقسام جيولوجيا لكن لا يوجد بإحداها تخصص الجيولوجيا الاقتصادية، والغريب أن رؤساء الأقسام فى الجامعات الأربع كانوا أساتذتى يعرفوننى ويحبوننى ويريدوننى لكن الوزارة رفضت، طيب أنا عندى دكتوراة فى الجيولوجيا، أدرّس كيمياء بناء على إيه؟
والراجل يقوللى يعنى يا سيدى مش هتعرف تفتح كتاب الكيمياء فصل فصل وتقول للعيال؟ أقوله ما تجيب حد تانى يعمل كده، أنا مالى إشمعنى أنا، المهم كافحت سنة بأكملها فى مصر عام 1966 لتغيير هذا الوضع وأقول لهم طيب لو الوزير شرح لى بناء على إيه أدرّس كيمياء سأقبل الوظيفة تانى يوم، لكن أفهم بناء على إيه، ولمدة ثلاثة أشهر يوميا من 9 صباحا كنت أذهب لمكتب الوزير لمقابلته والوزير يرفض مقابلتى،
والمهم استطعت أن أوصل أوراقى إلى الرئيس جمال عبدالناصر الذى أشّر على الأوراق بالقلم الأحمر وكتب «السيد وزير التعليم رجاء النظر»، والراجل ماعندوش نظر، ماعملش حاجة، لأن الرئيس لم يكتب رجاء النظر والإفادة، فالجملة الأولى تعنى إنتو بتدوشونى ليه لكن الثانية تعنى انظروا فى الأمر وحلوه وقولوا لى إنكم حليتوه ولم يحدث شىء.