كشف تحقيق استقصائى ضخم شاركت فيه أكثر من 100صحيفة حول العالم، استناداً إلى 11.5 مليون وثيقة مسربة، حصلت عليها، أن 140 زعيما سياسيا من دول العالم، بينهم 12 رئيس حكومة حاليا وسابقا، هرّبوا أموالا من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية، في واحدة من أكبر الفضائح المالية حول العالم على مر التاريخ. التسرب الهائل للبيانات السرية التي تظهر كيف ينشر الصفوة في العالم الملاذات الضريبية لحماية ثرواتهم.
وأوضح «الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين».
أن الوثائق حصلت عليها صحيفة «تسود دويتشه تسايتونج» الألمانية قبل أن يتولى الاتحاد توزيعها على 370 صحفيا من أكثر من 70 دولة من أجل التحقيق فيها في عمل مضنٍ استمر حوالى عام كامل. ولم يوضح كيف تم تهريب هذه الوثائق التي أطلق عليها اسم «أوراق بنما» إذ إنها سربت من شركة محاماة بنمية.
وقال اتحاد الصحفيين الاستقصائيين إن «الوثائق تثبت أن المصارف ومكاتب المحاماة وأطراف أخرى تعمل في الملاذات الضريبية غالبا ما تنسى واجبها القانونى بالتحقق من أن عملاءها ليسوا متورطين في أعمال إجرامية». وصرح مدير الاتحاد جيرار ريليه بأن «هذه التسريبات ستكون على الأرجح أكبر ضربة على الإطلاق ضد الملاذات الضريبية بسبب النطاق الواسع للوثائق» التي تم تسريبها.
وتكشف الوثائق علاقة أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثان، بشركة «موساك فونيسكا» عبر إرسال محامى الأمير خطاباً للتفاوض لشراء إحدى الشركات في جزر العذراء البريطانية مقابل فتح حساب في بنك الصين بـ«لوكسمبرج». وذكرت «وثائق بنما» علاقة رئيس الوزراء القطرى السابق، حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، بالشركة عبر امتلاك شركة في جزر العذراء و3 شركات في جزر الباهاما، لكنَّه حل تلك الشركات بعد عدة أعوام وبدأ في 2011 استثمارات جديدة بمشاركة أمير قطر السابق في لوكسمبرج.
وطالت التسريبات رئيس الوزراء العراقى الأسبق، إياد علاوى، وساعدته «موساك فونسيكا» ما بين 1985 و2013، في تشغيل شركته المسجلة في بنما (IMF Holdings)، وتأكَّدت إدارته لأصوله وعقاراته في إنجلترا عبر عدة شركات خارجية مجهولة. كما طالت التسريبات على أبوالراغب، رئيس الوزراء، وزير الدفاع الأردنى الأسبق، الذي امتلك شركة وهمية في جزر العذراء قبل استقالته في 2003، ثمَّ شركة أخرى في الجزر، وأخرى في سيشل. وحتَّى ديسمبر2014، امتلك أبوالراغب 3 شركات في سيشل، وعمل أبناؤه بإدارة شركات أخرى بعضها امتلك حسابا في بنك عربى للاستثمار في الأردن.
وطالت التسريبات رامى وحافظ مخلوف، ابنى خال الرئيس السورى بشَّار الأسد. كما كشفت الوثائق تورط 600 شركة إسرائيلية في إخفاء ثروات وغسل أموال، بينهم دوف فايسجلاس، مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق، إرئيل شارون، بجانب نائب رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى.
وأفادت الوثائق بأن أشخاصا مرتبطين بالرئيس الروسى فلاديمير هربوا أموالا تزيد على 2 مليار دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية، وصديق بوتين، وعازف التشيلو سيرجى رولديوجين، وبنك روسيا. وطالت الوثائق السرية العلاقات التجارية والأصول غير الشرعية لكل من الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى، ورئيس أوكرانيا بيترو بوروشنكو ورئيس وزراء باكستان، ونجل الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفى عنان، ويان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والذى توفى في 2010، ومسؤولين بريطانيين آخرين، وأخرى أجراها موظفون مقربون من الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز، واتهمت الوثائق رئيس الوزراء الأيسلندى سيجموندور جونلاوجسون وزوجته بإخفاء استثمارات بملايين الدولارات في بنوك بلاده خلف ستار شركة أجنبية سرية.
وكشفت الوثائق شركات مرتبطة بأفراد 8 من عائلة الرئيس الصينى شى جينبينج.
وشملت الوثائق أسماء حوالى 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول، بينهم لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد. وورد اسم لاعب كرة القدم الفرنسى، ميشيل بلاتينى الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة عام 2007، عندما تولى رئاسة الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما، ونجم برشلونة الأرجنتينى ليونيل ميسى الذي شارك مع والده في ملكية شركة في بنما.
