x

مظهر أبوالنجا: عندما كنا 30 مليوناً كانت المسارح محترمة

الإثنين 25-10-2010 08:00 | كتب: اخبار |
تصوير : اخبار

اشتهر الفنان الكوميدى مظهر أبوالنجا بعبارته الشهيرة «يا حلاوة» التى ظلت «إفيه» كوميدياً خاصاً به، بعد أن عرفه الجمهور من خلالها فى فيلم «شياطين إلى الأبد» الذى اشترك فيه مع الفنان عادل إمام، وكانت بداية ظهوره على شاشة السينما عام 1974، وتوقع الكثيرون أن يكون قاسما مشتركا فى أفلام «إمام» بعدها وهو ما لم يحدث، حيث انطلق إلى عالم المسرح المحبب إليه، الذى حقق فيه ما يرجوه من نجاح- بحسب تعبيره- بعد أن أصبح قاسما مشتركا لغالبية أشهر المسرحيات التى مازالت عالقة فى أذهان الجمهور ومنها «عش المجانين» مع الفنان محمد نجم، وعدد آخر من المسرحيات مع صديق عمره الفنان سيد زيان.

«أبوالنجا» أحد عشاق «الثغر» ويقضى معظم أوقاته التى يكون فيها دون ارتباطات فنية بها، مستمتعا بهوايته بـ«الصيد»، ولعبت المصادفة دورها فى إجراء هذا الحوار لـ«إسكندرية اليوم» الذى تم على أحد مقاهى «منطقة كرموز»، بسبب وجوده فى الحى لحضور عقد قران نجل أحد أصدقائه القدامى.. وإلى نص الحوار:

كيف كانت بداياتك الفنية؟

- أنا من محافظة الدقهلية أساساً، وعشت فى الإسكندرية 10 سنوات خلال الفترة من عام 1957 إلى عام 1967، وأعرف كل شارع وحارة بها لأننى كنت أعمل فى شركة «كابو» للمنسوجات وأمارس هوايتى فى التمثيل مع فريق مسرح الشركة وفرقة إسكندرية المسرحية التى كان من ضمن ممثليها الفنانة سميرة عبدالعزيز ومدحت مرسى، قبل أن أقدم استقالتى وأتفرغ للتمثيل وأنتقل للقاهرة، وفى تلك الفترة كان الفنان وحيد سيف نجم مسارح الإسكندرية بلا منازع قبل ذهابه هو أيضا للقاهرة.

واكتشفنى المخرج حسن عبدالسلام فى إحدى المسرحيات المشاركة فى مهرجان الإسكندرية المسرحى، وشجعنى للذهاب للقاهرة والاستقالة من الوظيفة، وقدمنى فى أول عمل احترافى لى فى مسرحية «سيدتى الجميلة» مع فؤاد المهندس وشويكار عام 1967، مقابل 15 جنيها فى الشهر، كنت أصرف منها 9 جنيهات وأدخر الباقى.

ما أول بطولة لك على خشبة المسرح فى الإسكندرية؟

- كانت مسرحية «الفهلوى» فى بطولة ثانية مع صديق عمرى الفنان سيد زيان، الذى أتمنى له الشفاء، والفنانة نبيلة السيد فى أوائل الثمانينيات على مسرح سيد درويش، الذى شهد تكريم زملائى فى ختام مهرجان الإسكندرية السينمائى، والذى قمت بالتمثيل على خشبته فى أدوار صغيرة مع عميد المسرح العربى يوسف وهبى فى بداياتى.

كيف كانت مسارح «الثغر» فى الماضى؟

- كانت الحركة المسرحية ممتدة طوال العام، فى الشتاء كانت تعرض كل 21 يوماً مسرحية جديدة على مسرح سيد درويش التابع للدولة، وفى الصيف كانت توجد عروض لقرابة 10 فرق مسرحية، أتذكر منها فرقة الريحانى التى كنت أحد أعضائها، وكانت تضم عبدالمنعم مدبولى وهدى سلطان ونبيلة السيد وسيد زيان، بالإضافة لفرقة الفنانين المتحدين التى كانت تضم عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكى، وفرقة الفنان حسن يوسف، وفرقة إسماعيل يس التى كانت تضم الكاتب فايز حلاوة وتحية كاريوكا، وفرقة جلال الشرقاوى فى مسارح المنتزه، كانت «الثغر» مزدهرة مسرحيا صيفاً وشتاء، وأتمنى أن تعود تلك الأيام الجميلة.

هل اختلف الوسط الفنى والمسرحى الآن عن الماضى الذى عاصرته؟

- كثيرا وللأسف اختلاف للأسوأ، فوقت أن كان تعداد مصر30 مليونا، كانت جميع المسارح «كومبليت»، وحالياً تعدادنا 85 مليونا والمسارح ودور العرض السينمائى خالية وعددها بعدد أصابع اليد، بسبب التوسع فى إنشاء «المولات التجارية»، وهدم المسارح القديمة وبناء أبراج سكنية مكانها، وأتذكر مسرح وسينما «الهمبرا» بمحطة الرمل زمان كان به 1500 مقعد، وحالياً دور العرض والسينما لا يتجاوز عدد مقاعدها 300 كرسى.

والوسط الفنى زمان كان مليئاً بالحب والانتماء والود، وكان جميع الفنانين المشاركين فى العروض المسرحية الموجودة فى الإسكندرية بعد انتهاء عروضهم يجلسون على أحد مقاهى الكورنيش يوميا، والفنانون القدامى «ردوا» كل ما كسبوه من أموال إلى الفن مرة أخرى بإنتاجهم أعمالاً سينمائية ومسرحية خلدتهم، بعكس فنانى هذه الأيام. رمسيس نجيب قدم نجوما لأنه منتج فنان، ولم يكن موجوداً وقتها المنتج الجزار أو السباك أو «بتاع البليلة»، كما يحدث حالياً.

وأنا الفنان الوحيد فى مصر الذى يقدم عروضه المسرحية فى جميع المحافظات لـ«الصعايدة والفلاحين»، فى جولات فنية تستمر أسبوعاً بكل محافظة، وأتحايل فى بعض الأحيان على عدم وجود مسارح فى بعض المحافظات بإقامة سرادقات.

ما المسرحية التى عرضت فى الإسكندرية وتعتبرها «وش السعد» وسبب شهرتك؟

- مسرحية «مين ميحبش زوبة» عام 1979 وكانت مع سيد زيان وفاروق فلوكس وإبراهيم سعفان، والفنانة المعتزلة نورا، التى كانت فى قمة الالتزام والاحترام على خشبة المسرح، ثم مسرحية «الملاك الأزرق» مع عبدالمنعم مدبولى وهدى سلطان، أما العمل السينمائى الذى أعتبره «وش السعد» فهو فيلم «شياطين إلى الأبد» عام 1964 مع الفنان عادل إمام، الذى اشتهرت فيه بسبب لزمة «يا حلاوة».

البعض توقع أن تكوّن ثنائياً ناجحاً مع عادل إمام بعد هذا الفيلم.. ماذا حدث؟

- السينما تغيرت والمنتجون أيضا أصبحوا يهتمون بالنجوم أولا ثم باقى فريق العمل والبطولات الثانية، ولم تعد السينما كما الماضى الذى ارتبطت فيه أسماء كثير من نجوم الصف الأول بنجوم الصف الثانى، مثل فريد الأطرش وإسماعيل يس، وعبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسى، ونسبة المنتج والمخرج الفنان حاليا لا تتعدى 5%، وأتذكر أننى شاهدت المخرج الراحل حسن الإمام يقوم بطرد فنان كبير من الاستديو بسبب تأخره 5 دقائق عن ميعاد التصوير.

من يضحكك من فنانى الكوميديا الحاليين من الشباب؟

- «محدش بيضحكنى»، لكنى ضحكت من قلبى لأداء سميرة أحمد ومحمود يس الراقى فى مسلسل «ماما فى القسم» بسبب جديتها الشديدة الراقية و«فطست» على روحى من الضحك، واتصلت بـ«محمود يس» وهنأته على أدائه، وحضرت ختام تكريم مهرجان إسكندرية السينمائى لتهنئته بالمسلسل والتكريم.

ما أزمة فن الكوميديا فى مصر حاليا من وجهة نظرك؟

- نجوم الكوميديا عليهم عبء كبير فى هذه الأزمة، لأنه عندما يصبح الفنان نجما، يفترض اختياره للمؤلف والمنتج، وفنانو المسرح مسؤولون عن تدهور فن المسرح، لأننا خشينا على أموالنا ولم نعد ننتج أعمالنا، وأصبح المنتجون هم المتحكمين فى الأعمال التى تعرض، لذلك لابد من وضع «قواعد» لعودة النهضة المسرحية لمصر مرة أخرى، ولابد أن يتنازل النجوم عن جزء من أجورهم مقابل نسبة من الإيراد، وتخفيض أسعار التذاكر، حتى يعود «المسرح» لسابق عهده، وقت أن كان «بنوار المسرح» يحجز لشهر مقدما، وكان رواد «المسارح» عائلات بأكملها، بالإضافة لـ«الموظفين» الذين يستحيل أن تجدهم بين المتفرجين حاليا لأنهم «غلابة»، ولابد أن تعود «الدولة» لدعم «المسرح» كسابق عهدها، وأن تدفع إعانات للفرق الخاصة مثلما كان يحدث فى الماضى، حيث كانت هيئة تنشيط السياحة تراقب أسعار كافيتريات المسارح، ولابد أن يخفض التليفزيون أسعار الإعلانات، بالإضافة لوجود لجنة نصوص واعية بأهمية دور المسرح فى المجتمع.

لماذا يقال دائما إن فنانى الكوميديا أكثر الناس حزنا وتجهما؟

- ربما لأنهم يحملون على عاتقهم إسعاد الجمهور وانتزاع ضحكاته، وهم غالبا جادون جدا فى منازلهم وفى الحياة أيضا، والضحك اختلف عن زمان وأصبح «غالياً» و«صعباً»، ومرة سيدة من الجمهور قالت لزوجتى: «يا بختك تلاقى مظهر طول النهار بيضحكك وبيقولك نكت»، فردت عليها زوجتى قائلة: «دا مبيضحكش فى البيت ودايما ساكت»، لكنى ضد أن الكوميديان «يكشر» فى «وش» الناس فى الشارع مهما كانت ظروفه، حق الجمهور «ضريبة» لابد أن يدفعها الفنان، وأنا مسؤول عن إضحاك الجمهور فى المسرح، و«بازعل» من نفسى جدا لو الجمهور خرج من المسرحية «مش مبسوط».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية