x

«روشتة علمية» لمواجهة تلف محصول الطماطم

الأحد 24-10-2010 22:00 | كتب: أحمد علي |
تصوير : thinkstock

اقترح خبراء ومتخصصون فى مجال الزراعة «روشتة علمية» لمواجهة أسباب تلف محصول الطماطم، الذى أدى لقلة المعروض منه وزيادة أسعاره مؤخراً، مؤكدين أن «عدم اعتراف وزارة الزراعة بوجود حشرة (صانعة الأنفاق) فى مصر وتخليها عن تقديم المساعدات وتوفير المبيدات المناسبة للمزارعين وإلغاء دور الإرشاد الزراعى أدى إلى تفاقم المشكلة، الأمر الذى يهدد بإصابة العديد من المحاصيل واختفاء أخرى».

وطالبوا خلال الاجتماع الثانى للجنة التنمية الزراعية بالمجلس الشعبى المحلى لمحافظة الإسكندرية، برئاسة يوسف جابر، السبت، وحضره أساتذة ومتخصصون فى الزراعة، بضبط الأسواق والتحكم فى الأسعار وعدم تمكين الوسطاء من السيطرة على الأسواق وإنشاء شركات خاصة لتسوق الخضروات.

قال الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس قسم الخضر، بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إن من أسباب نقص محصول الطماطم الذى تقدر بـ7 ملايين طن سنويا زراعته فى مساحة نصف مليون فدان، إضافة لقيام بعض المزارعين بتبكير أو تأخير زراعة الطماطم عن المواعيد المحددة لها، فضلا عن موجة الحر الشديدة التى تعرضت لها البلاد، والتى أصابت عروات زراعة الطماطم بدودة أتلفت كميات كبيرة من المحصول. وأرجع ارتفاع الأسعار خلال شهر أكتوبر الجارى إلى أن هذه الفترة تقع بين محصولى العروتين المحيرة والخريفية، علاوة على إصابتها بدودة ورق القطن وديدان أخرى والذبابة البيضاء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.

وطالب بتوفير الأسمدة والتقاوى والبذور الجيدة والابتعاد عن المستورد منها، خاصة المعدل وراثيا وتحسين أسعارها للمزارعين وضرورة التحكم الجيد فى التسويق بإنشاء شركات خاصة بتسوق الخضروات، إلى جانب عدم تمكين الوسطاء من السيطرة على الأسواق والتحكم فى الأسعار، كما طالب بتطوير منظومة تداول الخضروات بالأسواق التى زادت أسعارها، بهدف تقليل الفاقد، بعد أن تسبب تعدد وسائط النقل فى فقدان أكثر من 60% من المحصول، والاهتمام بتصنيع و تحسين طرق التخزين واستعمال السيارات المبردة والاهتمام بمعاملات ما بعد الحصاد.

وشددت الدكتورة نبيلة صابر، رئيس قسم المبيدات بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، على التنسيق بين مراكز ومعاهد البحوث الزراعية والحجر الزراعى والإدارة المركزية للمكافحة والإرشاد الزراعى ولجنة المبيدات وكليات الزراعة لوضع برامج متكاملة للمكافحة، مؤكدة أن الحل يكمن فى عمل برامج مقاومة متكاملة للمكافحة، بداية من اختيار البذرة وحتى جنى المحصول، فضلا عن استخدام الدورة الزراعية فى تتابع زراعة المحاصيل لزيادة الإنتاج وتحسين خصوبة التربة.

وأكد الدكتور سمير الديب، أستاذ المبيدات بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أن سياسات السوق الحرة أدت لاحتكار شركات تجارة المبيدات فى مصر، وساعد ذلك على التلاعب والغش بالعبوات وارتفاع أسعارها إلى جانب ارتفاع نسبة استهلاكها دون أى ضابط أو رادع.

وقالت الدكتورة سناء سليمان، باحثة بمدينة مبارك للأبحاث العلمية «لا يوجد اختلاف علمى على الاسم العلمى للحشرة التى تصيب الطماطم والعائلة الباذنجانية وهو توتا أبسليوتا، إلا أن الخوف يكمن فى إمكانية انتقالها إلى محاصيل أخرى»، مشيرة إلى تشكيل لجان من مدينة مبارك أكدت انتشارها بصورة كبيرة فى المزارع.

وأشارت سناء إلى أن مدينة مبارك للبحوث نجحت فى إنتاج مركّب حيوى له قدرة عالية على القضاء على حشرة توتا أبسليوتا بعد إجراء العديد من الأبحاث والدراسات لمدة تجاوزت ثلاث سنوات، وللأسف لم تفّعل حتى الآن بسبب انتظار الموافقات الرسمية رغم تسجيل براءة اختراعه.

وحذر نبيل عبدالحميد، مدير المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية بغرب الدلتا، من توزيع أى مركّبات أو مبيدات على المزارعين قبل اعتمادها من الهيئات العلمية المتخصصة أو إقرارها من وزير الزراعة شخصيا أو تسجيلها الذى يستغرق من 2 إلى 3 سنوات.

وأضاف: «يجب على المزارعين اتباع الإرشادات والتخلص من الثمار المصابة بالدفن ووضع مصايد للفراشات إلى جانب استخدام المبيدات بالشكل والوقت المناسبين وإلا ستفقد فاعليتها»‏.

وطالب بتوفير مستلزمات الإنتاح سواء بالاستيراد أو بالإنتاج المحلى إلى جانب تكثيف حملات التفتيش على بيع المبيدات الزراعية، مشيرا إلى «أن غياب دور الدولة فى الرقابة والإشراف أدى لتزايد ما يسمى المبيدات المغشوشة ومنتهية الصلاحية والمحظورة فى الأسواق».

ووصف يوسف جابر، رئيس لجنة التنمية الزراعية بالمجلس المحلى للمحافظة، الوضع بـ«الخطير» مؤكداً أن الحشرة الجديدة لا يوجد برنامج لمكافحتها‏ لذلك فاقت خسائرها أى آفات مشابهة، ولابد من مراقبة الزراعة يوميا ومكافحة أماكن الإصابة فوراً.

وأضاف: رغم تأكيدات المزارعين والمتخصصين بوجودها وانتشارها بالمزارع فإن «الحجر الزراعى» رفضت الاعتراف بوجودها داخل البلاد مما تسبب فى انتشارها وتأخر مكافحتها وتفاقم المشكلة، مشيراً إلى أن الثمار التى نجت من الإصابة بالدودة لم تمر بمراحل النمو الطبيعية التى تمر بها عادة ثمار الطماطم فأنتجت ثمار متداولة فى السوق بها عيوب كبيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية