تواجه أول انتخابات ديمقراطية في غينيا تهدف إلى إتمام العملية الديمقراطية واستعادة الحكم المدني في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا مصيراً غامضاً حال عدم إجراء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة الأحد بعد قرار لجنة الانتخابات تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
وتفاقمت الأوضاع الأمنية في أنحاء غينيا والعاصمة كوناكري وتفشت أعمال السلب والنهب وتوسع نطاق أعمال العنف بين أنصار المرشحين الرئاسيين بعد تأجيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، وبعد شائعة بتعمد تسميم بعض أنصار أحد المرشحين مما أدى إلى تدخل الشرطة لفض المواجهات بالقوة وإطلاق الذخيرة الحية.
وقال سكان وشهود عيان إن قوات الأمن في العاصمة كوناكري أطلقت الذخيرة الحية في محاولة لوقف اشتباكات وأعمال نهب في الوقت الذي تفجرت فيه أيضاً أعمال عنف في عدة مدن أخرى بعد تأجيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.
وتفاقمت التوترات بسبب شائعات انطلقت الجمعة الماضية حول تعرض مجموعة من المؤيدين لأحد المرشحين للتسمم بشكل متعمد، وقال مسؤول كبير بالشرطة طلب عدم ذكر اسمه «اندلعت اشتباكات في كل مكان بعد انتشار هذه الشائعة».
وكان من المقرر إجراء جولة الإعادة بين رئيس الوزراء السابق «سيلو دالين ديالو» ومنافسه «ألفا كوندي» الأحد، لكن الاستعدادات للانتخابات شابتها خلافات داخل مفوضية الانتخابات وأعمال عنف بالشوارع، وقال «مصطفى نايت» المتحدث باسم كوندي، إن شخصاً لقي حتفه وأصيب أكثر من 100 آخرين بالتسمم.
وأضاف أن تحقيقاً أولياً أظهر أن مادة حمضية وضعت في مشروبات أنصار كوندي أثناء تجمع انتخابي بينما قالت الشرطة أنه لم يتسن التأكد من أنباء التسمم لكن تحقيقاً بدأ لمعرفة الحقيقة.
وقال أحد السكان في كوناكري، «انتشرت قوات الأمن وتدخلت. سمعنا أصوات أعيرة نارية وهرع الناس إلى المنازل»، وأفادت أنباء بوقوع اشتباكات حول سوق مدينة أكبر سوق بكوناكري وهو بؤرة توتر محتملة وفي بلدتي كانكان وسيجيوري، وقال شهود إن الهدوء عاد بعد فترة توتر.
ورأي شاهد حوالي 60 شخصاً يعالجون في قسم الطوارئ في مستشفى «ايناس دين» وقال مصدر أمني نقلاً عن شاهد قوله إن فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً كانت شربت الماء أثناء اجتماع كوندي لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن تقيأت دماً، كما أصيب العديد من الأشخاص بجروح في أعمال عنف الليلة الماضية، بعد أن استغل أشخاص أعمال العنف لنهب بعض المتاجر».
وأرجأت اللجنة الانتخابية،التي يرأسها حالياً رجل من مالي بسبب شكوك حول نزاهة الرئيس السابق للجنة، مساء الجمعة الانتخابات إلى أجل غير مسمى. ولم يتقدم أياً من المعسكرين المتنافسين بشكوى من التأجيل.
وفي محاولة لاحتواء التوتر، دعا «سيلو دالين ديالو» و«ألفا كوندي» مرشحا الانتخابات الرئاسية المواطنين إلى التحلي بالهدوء، وحث أنصارهما على عدم إثارة التوترات العرقية.
وتهدف الانتخابات إلى إكمال عملية استعادة الحكم المدني في غينيا بعد نحو عامين من انقلاب في أكبر دولة مصدرة للبوكسايت في العالم.
وستكون هذه أول انتخابات حرة منذ استقلال البلاد عن فرنسا في 1958، وكانت الجولة الأولى جرت في 27 يونيو الماضي وحصل فيها «ديالو» على 43.69% من الأصوات فيما حصل «كوندي» على 18.25%.