x

ماريا التي تحولت من طفلة إلى ضحية لـ «الإهمال الطبى»

السبت 23-10-2010 21:46 | كتب: نشوي الحوفي |

رغم الحزن، لم تجد الأسرة سبيلاً لإنقاذ مئات المتعاملين مع مستشفيات وزارة الصحة سوى أن تروى وبمنتهى الأسى ما حدث لصغيرتهم ماريا، التى لم تتجاوز السنوات الأربع، وراحت ضحية رعونة سائق وإهمال طبيب، لتتحول ماريا إلى مجرد رقم فى دفاتر الوفيات، ومجرد حالة ضمن مئات غيرها أودى بهن الإهمال فى المستشفيات الحكومية.

القصة، كما روتها الجدة، بدأت مساء الجمعة 15 أكتوبر، عندما غادرت ماريا سيارة خالها فى الشيخ زايد لتطيح بجسدها الصغير سيارة مسرعة.. من وقتها لم تفق ماريا، وبحكم أنها الأقرب لموقع الحادث بدأ جسد ماريا الصغير رحلته بمستشفى الشيخ زايد التخصصى.. فى البداية أكد الأطباء وجود مكان لها فى الرعاية المركزة،

وحسب تأكيد الجدة: «بعد الفحص سمعنا نقاشاً بين الأطباء يرفض كل منهم تحمل مسؤولية دخولها المستشفى وهى فى هذه الحالة، التى وصفوها بأنها ميؤوس منها، وطلبوا منا نقلها إلى أى مستشفى آخر لأنه لا يوجد لها مكان فى الرعاية، ورغم عدم تصديقنا لهم سارعنا بالبنت إلى مستشفى دار الفؤاد، وأيضاً رفضوا استقبالها بعد علمهم بالحالة، وبعد رحلة طويلة بين المستشفيات تم نقلها إلى مستشفى فى 6 أكتوبر يدعى الوادى،

وفى هذه الأثناء كان والدها الذى يحمل الجنسية الألمانية قد اتصل بالسفارة الألمانية يستنجد بها، فأرسلت طائرة إسعاف لنقل ماريا إلى ألمانيا وعلاجها فى مراكز متخصصة هناك، وبالفعل حضرت طائرة إسعاف ودخلت الرعاية لنقل البنت، وأثار شكل غرفة الرعاية وزحام العاملين فيها طبيبة الإسعاف الألمانية، لدرجة أنها سألت زوج ابنتى: دى غرفة رعاية مركزة ولا مسرح؟!».

لم تنته قصة ماريا بسفرها، بل اتضح فيها فصل الإهمال عندما أعلن الأطباء الألمان وفاتها، بعد فشلهم فى إنقاذ خلايا المخ من التليف والارتشاح، حيث أكد التقرير الطبى الصادر لها أن منحها أكسجين عقب الحادث مباشرة كان كافياً لإنقاذ حياتها، وقالت الجدة: «لكن المستشفيات الثلاثة التى دخلناها لم تفكر فى إنقاذ حياة البنت، زى ما فكرت فى إخلاء مسؤوليتها من الوفاة».

د. حافظ محمد حافظ، مدير مستشفى الشيخ زايد التخصصى، أكد أن اتهامات الأسرة له بالتقصير لا أساس لها من الصحة، وقال: «تابعت حالة ماريا منذ وصولها المستشفى وبذلنا كل ما فى وسعنا معها، وللأسف لا يوجد فى العناية المركزة سوى 12 سريراً وكلها مشغولة، وإذا كان المستشفى الألمانى الذى تعالج به يقول إن ضمور 90٪ من مخ ماريا عائد لعدم تزويدها بالأكسجين عقب وقوع الحادث لها، فهذا ممكن حدوثه فى الفترة التى تم نقلها فيها من مكان الحادث للمستشفى لأنها وبمجرد دخولها المستشفى تم عمل اللازم لها، بالإضافة إلى أن تدمير 90٪ من المخ يعنى أن الحادث كان شديداً، ولم يقل أى طبيب معالج لماريا عبارة الحالة ميؤوس منها لأننا لا نملك الأعمار، فهى بيد الله».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية