ليس من قبيل المفارقة أن يحدد اليوم العالمي لسرقة البنوك على خلفية سيرة ذلك اللص، وهي سيرة تحيلنا إلى أفلام الويسترن الأمريكية في الستينيات، ولذلك فلم يكن مستغرباً أن تشكل قصة حياته إغواء للسينمائيين في بعض من تلك الأفلام، وذلك اللص يأتي على شاكلة سيرة (أرسين لوبين في الغرب )، وأدهم الشرقاوي في مصر ولا يقف أمر افتتان السينما الغربية بسيرة هذا اللص المثيرة عند فترة الستينيات، بل إن السينما العالمية خرجت عن حدود استلهام قصة هذا اللص الأسطورى، وأنتجت فيلماً في عام 2007 عن حياته أما هذا اللص فهو جيسي جيمس.
و«جيسي» هو مولود في الخامس من سبتمبر عام ١٨٤٧م في ولاية ميسوري، وتزوجت أمه بعد وفاة والده أكثر من مرة. وقد حارب جيسي بشكل غير رسمي في الحرب الأهلية الأمريكية مع عصابة بلودى بيل أندرسون، وبعد نهاية الحرب استسلمت الجماعات المقاتلة، ولكن قيل إن «جيسىي» جُرح بطلق نارى من الشماليين تحت غطاء الهدنة، فانقلب إلى حياة الجريمة، وأعلن خارجاً عن القانون في ١٨٦٦، وظل مطلوبا حيا أو ميتا لستة عشر عاما حتى وفاته، وأسس عصابته في عام ١٨٦٧، التي قامت بسرقة المصارف والقطارات، وهاجمت عربات البريد والمحال والناس، ولكنهم تفاخروا بأنهم لم يسرقوا صديقاً أو قساً أو جنوبياً أو أرملة.
وفي ١٨٨١، رصد حاكم ميسوري، توماس كريتندن، مكافأة قيمتها ١٠ آلاف دولار لمن يقبض على «جيسي» حياً أو ميتاً، وبينما كان «جيسي» يعيش في سانت جوزف تحت اسم مستعار هو توماس هوارد، و«زي النهارده» في ٣ إبريل ١٨٨٢، وهو العام الذي تزامن مع الثورة العرابية في مصر، قتله من الخلف أحد أعضاء عصابته وأكثرهم إعجابا به أيضا، وهو روبرت فورد من أجل الجائزة.
وكان «جيسي» في حياته ومماته محط إعجاب الفقراء البيض، وأغلب السود في أمريكا، حيث رأوا فيه لصا نموذجا على غرار أرسين لوبين في الغرب وأدهم الشرقاوى عندنا في مصر كنصير للفقراء والضعفاء المستذلين، أما عن الفيلم الذي أنتجته هوليوود عام ٢٠٠٧م عن قصة حياة هذا اللص فكان بعنوان اغتيال جيسي جيمس، والفيلم كتبه وأخرجه أندرو دومينيك عن رواية رون هانسن، الصادرة في ١٩٨٣، والتي تحمل الاسم نفسه، وقد جسد النجم «براد بيت» شخصية «جيسى جيمس».
أخبار متعلقة
