لم تعد أزمة انتشار القمامة مقصورة على الأحياء الشعبية والعشوائية فقط، بل طالت أيضا شوارع الأحياء الراقية فى القاهرة والجيزة، وذلك ما كشفت عنه جولة «المصرى اليوم» فى عدد من الأحياء، ففى النزهة الجديدة وبالتحديد شارع طه حسين المجاور لحى النزهة تنتشر القمامة فى الحديقة التى تتوسط الشارع وبجوار صندوق القمامة.
وتقول نيفين إبراهيم، إحدى سكان الشارع: «حارسو العقارات المجاورة يلقون القمامة فى الحديقة المقابلة لعقارنا لأن الصناديق لا تكفى، فيأتى جامعو القمامة ليلتقطوا ما ينفعهم منها فقط، ويتركوا الأكياس مبعثرة»، وتضيف: «القمامة وصلت لدرجة إعاقتى عن مرور الشارع».
والحل من وجهة نظر «نيفين» وسكان عقارها يتمثل فى الحراسة والمراقبة، وتوضح قائلة: «نوصى حارس عقارنا كل يوم بمراقبة الحديقة ومنع أى حارس آخر من إلقاء القمامة أمام عقارنا»، وتستطرد: «كل واحد لا يهمه غير نفسه، وأهم حاجة إنه يرمى الزبالة بعيد عن بيته ومش مهم بيت مين اللى بيترمى قدامه».
ما يؤرق سكان آخرين بالنزهة الجديدة هو تركهم شققهم فى المناطق الشعبية، ودفع مبالغ طائلة فى شراء شقق بهذه المنطقة بحثًا عن النظافة، التى لم يحصلوا عليها بسبب القمامة.
لم يختلف الحال كثيرًا فى المهندسين، ففى شارع شهاب الذى يتوسطه رصيف يحمل أعمدة دعاية، تنتشر أكياس القمامة بين كل عمودين، بينما تتصدر أكوام القمامة مدخل شارع عدن بجوار مول تجارى، ويقول معتز عبد الباقى، صاحب شركة بالمهندسين: «المشكلة ليست فى القمامة فقط ولكن فى ما يترتب عليها من ناموس وفئران وأمراض»، وحمل عبد الباقى كلا من الحى والسكان مسؤولية انتشار القمامة، قائلا: «الحى لا يهتم بشارع رئيسى مثل شهاب، والسكان أيضا يهملون ويلقون القمامة فى الشوارع».
محمد رجب، جامع قمامة، استطاع أن يفسر لسكان المناطق الراقية انتشار القمامة فى الشوارع بجملة واحدة: «على أد فلوسهم» موضحًا أن شركات النظافة هى السبب الأول لما يحدث، بسبب منعه من العمل الحر، وتوظيفه براتب 300 جنيه فقط، ويقول: «كنا بنشتغل زى الفل أيام الكارو، ومفيش حد كان يلاقى ورقة على الأرض، لكن بعد ما منعونا نشتغل وشغلونا فى شركة نظافة مبقاش حد يشتغل بنفس عشان الواحد مننا كان بيحصل أضعاف المبلغ ده شهريا».
وعلى الرغم من نجاة المنيل من أزمة القمامة، حيث يحيط عمال النظافة صناديق القمامة فى ميدان الباشا، فإن موقع الصناديق عند ملف بالميدان يتسبب فى انتشار القمامة على طول الشارع أحيانا، ولفت بعض سكان الشارع إلى أن وجود الصناديق بجوار الملف يتسبب فى اصطدام بعض السيارات التى تمر بالملف بالصناديق، مما يؤدى لقلبها وامتلاء الشارع بالقمامة.
من جانبه، أرجع أحمد على، رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، انتشار القمامة فى الشارع إلى عمال الفرز الذين يجمعون البلاستيك والمواد المعدنية والورقية من داخل أكياس القمامة، وهو ما يتسبب فى بعثرة القمامة من داخل الصناديق والأكياس، مؤكدا أن الهيئة تنسق مع شرطة المرافق لمنع عمال الفرز من العمل فى القمامة.
فيما نفى المهندس أحمد نصار، رئيس هيئة النظافة والتجميل بمحافظة الجيزة، وجود قمامة بشارع شهاب وقال: «ذلك شىء غير منطقى، قد يوجد أوراق شجر أو أكياس قمامة صغيرة يضعها أصحاب المحال أمام محالهم فقط».