قالت وزارة الخارجية لكوريا الشمالية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بحماقة إلقاء المسؤولية عن تأزيم الموقف في شبه الجزيرة الكورية، كما تسعى لقلب الحقائق رأسا على عقب وكأننا سبب في التصعيد في شبه الجزيرة الكورية، حيث تصف إجراءاتنا الدفاعية العادلة والمنصفة لمواجهة مخططاتها الشنيعة للحرب العدوانية وضجة العقوبات والخنق بما يسمى «الاستفزاز» و«الوعيد».
وأضافت وزارة الخارجية، في بيان لها حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه من سفارة كوريا بالقاهرة، أنه في حال محاولة الولايات المتحدة الأمريكية المساس بمصالحنا العليا وسيادتنا ولو قليلا، سنجند كل الوسائل وفي مقدمتها القوة النووية لإنزال العقاب الذي لا يعرف الرحمة ونستأصل نهائيا شأفة الخطر التي تهدد سيادتنا والسلام والأمن في المنطقة.
وأكدت أن امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي وتبنيها الهجوم الاستباقي بسبب الولايات المتحدة الأمريكية وتهديداتها الواقعية وشبه المستمرة يوميًا.
وقالت: إن الولايات المتحدة خططت للهجوم النووي علينا في الخمسينيات من القرن الماضي، ففي مطلع الألفية الجديدة حددت إدارة بوش جمهوريتنا غير النووية آنذاك «محور الشر»، أما إدارة أوباما فهي الأخرى كشفت نواياها للهجوم النووي الاستباقي بشكل سافر عن طريق شطبنا من قائمة الدول التي لا تستعمل السلاح النووي ضدها، في شهر إبريل عام 2010م، ولا تزال تؤكد على ذلك بلا انقطاع.
وتابعت: كانت الولايات المتحدة ولا تزال تقوم كل سنة بالمناورات العسكرية المشتركة على النطاق الواسع، حيث حشدت أعتدة الحرب النووية بشتى أنواعها وأعدت العدة ميدانيا للهجوم النووي ضدنا نحن، مشيرة إلى أن المناورات العسكرية المشتركة «كي ريزولف»، و«فرخ النسر 16» التي تجريها هذه المرة غير مسبوقة من حيث الحجم والطبيعة الاستفزازية.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة، حسب البيان، تجند مع عملائها في جنوبي كوريا القوات الضخمة البالغ عددها 300 ألف جندي والقاذفات النووية الاستراتيجية «B-52» والغواصات النووية وتشكيلة ضاربة لحاملة الطائرات، تجنيدًا كاملًا بحيث تقوم بصورة مسعورة بتدريبات ميدانية بهدف «قلب النظام» عندنا مثل «عملية التقدم في عمق أراضى الشمال» و«عملية احتلال بيونغ يانغ» .
وأكد البيان أن الدروس التاريخية والحقائق تعلمنا أن التحلي بضبط النفس والتنازل المذل يأتي بنتائح عكسية مؤدية إلى أكبر دمار وفوضى، وتابع: طالما تضعنا الولايات المتحدة هدفا للهجوم النووي الاستباقي وتزيد من درجة التهديد النووي باستمرار وتنتهز فرصة الانقضاض علينا، فإن رد جيشنا بتوجيه الضربات النووية الاستباقية الحاسمة في حال تحركها لو قليلا، يعتبر ممارسة الحق الدفاع الصريح للدفاع عن أمن البلاد وسلامها.
وأضاف أن فرض العقوبات ذات الطابع الانتقامي هو مخالف للقوانين الدولية أيضا، خاصة أن العقوبات على شكل الحصار على الدولة ذات السيادة تتنافى تماما مع القوانين الدولية بكونها أعمالا عدوانية.
وأكدت خارجية كوريا الشمالية أنه لا يوجد طريق سوى التصدى للولايات المتحدة وجهًا لوجه من أجل الدفاع عن الكرامة العليا المقدسة والحق في السيادة والوجود، طالما أن تهديدها العسكري وأعمالها العدائية أصبحت واضحة للعيان بأنها تصرفات مسعورة تستهدف قيادتنا العليا و«قلب النظام» عندنا.
وأوضح البيان أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى وراء إلقاء المسؤولية عن حدة التوتر على عاتقنا عن طريق الضغط من جميع النواحي لحث رد أفعالنا العنيف إلا أن ذلك لا يزيد إلا من وجوهها الحقيقية، بكونها معتدية ومستفزة.
ولفتت إلى أن رجال جيشنا وأبناء شعبنا مفعمون بإرادة القضاء على العدو لممارسة حقهم الدفاعي العادل أيما العدالة في وجه مخططات الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى المعادية للمجازفة في شن الحرب النووية.