x

كيلي ماكبيرد لـ«المصري اليوم»: علينا حماية خطاب الكراهية «حقنا للدماء»

نائبة رئيس معهد بوينتر للصحافة: قضية صحفيي «الجزيرة» أضرت بسمعة مصر عالميا.. و«ترامب» يشكل خطرا على الديمقراطية الأمريكية
الخميس 31-03-2016 22:50 | كتب: محمد ماهر |
كيلي ماكبيرد كيلي ماكبيرد تصوير : اخبار

يعد معهد بوينتر في مدينة سان بطرسبرج، بولاية فلوريدا الأمريكية، أحد أهم بيوت الخبرة ومراكز تعليم الصحافة، ليس في أمريكا فحسب، بل في العالم كله.

ويحظى المعهد بمكانة مرموقة في عالم الصحافة بالولايات المتحدة، كتلك التي تمتلكها مدرسة كولومبيا لتعليم الصحافة في جامعة كولومبيا في نيويورك، ومدرسة نورث ويست في ولاية شيكاغو.

وفي شارع هادئ في وسط مدينة سان بطرسبرج، يقع على ضفاف خليج تامبا مباشرة، التقت «المصري اليوم» كيلي ماكبيرد، نائبة رئيس المعهد، لتتحدث عن كيفية التصدي لخطابات الكراهية، ورأيها في أوضاع حرية الرأي والصحافة في مصر، وقضية صحفيية قناة «الجزيرة» القطرية.

وشددت كيلي خلال حوارها مع «المصري اليوم» على أن تصريحات المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب المناهضة للمسلمين والعرب «لا يعاقب عليها القانون الأمريكي»، وحذرت من أن مخاطر إغلاق المجال العام أمام التصريحات العنصرية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى أكبر من أي مخاطر أخرى. وإلى نص الحوار..

  • ما رأيك في وضع الصحافة بمنطقة الشرق الأوسط؟

نتابع باهتمام التطورات السلبية على وضع الصحافة في الشرق الأوسط، وفي القلب منه مصر، حيث تأثرت حرية الصحافة سلبا بالتطورات السياسية والاضطرابات في المنطقة، ومن المؤكد أن المنطقة بعد نحو 5 سنوات من ثورات الربيع العربي أصبحت أسوأ المناطق في العالم بالنسبة للعمل الصحفي حيث شهدت سوريا وحدها عشرات حالات القتل والاختطاف لصحفيين أثناء ممارسة عملهم، والوضع في إيران وتركيا ومصر والسعودية يشهد تطورا سلبيا كل عام.

  • ولماذا مصر؟

قضية صحفيي «الجزيرة» ضربت سمعة مصر عالميا في مجال حرية الصحافة في مقتل، حيث تابعت الميديا الأمريكية والعالمية تلك القضية باهتمام بالغ نظرا لاهتمام الرأي العام العالمي بها، لكن يمكن القول إنه طالما لم تلجأ الحكومة الحالية في مصر لقطع الإنترنت أو حجب المواقع، وطالما أن الحكومة تتيح للناس استعمال الهواتف الذكية، يمكن القول إن الحد الأدنى من حرية الوصول للمعلومات موجود، ومن ثم الحد الأدنى من حرية العمل الصحفي موجود.

كيلي ماكبيرد

  • يستقبل المعهد العديد من الطلاب العرب والدوليين للدراسة به.. ماذا عن الطلبة والصحفيين المصريين؟

المعهد يستقبل ما بين 50 إلى 100 طالب من الطلاب العرب كل عام، يمكن القول إن اغلبهم من مصر والسعودية، وأغلب البرامج الدراسية التي يشاركون بها عادة ما تكون ممولة من وزارة الخارجية الأمريكية، وبعض الطلبة يحصل على دراسة مكثفة في البداية للغة الانجليزية.

  • هل يمكن للمؤسسات الصحفية في مصر أو الجامعات أو حتى الاشخاص التعاون مع المركز للحصول على برامج تدريبية بالمعهد؟

يمكن بطبيعة الحال التواصل معنا عبر موقعنا للتفاهم حول هذا، لكن بشكل عام في المعهد نفضل التعاون مع المؤسسات الصحفية.

  • ما نصائحك للصحفيين الذين يعملون في الشرق الأوسط؟

الشرق الأوسط أصبح أخطر الأماكن للعمل الصحفي في العالم، وحتى مصر والسعودية اللتان تنعمان باستقرار نسبي لم تعد أوضاع الصحافة بهما في أفضل حال، لذلك يجب على الصحفيين في الشرق الأوسط توخي أقصى درجات الحذر، وعليهم تذكر أن سلامتهم الشخصية تأتي في المرتبة الأولى دائما، ويمكن للصحفيين في المنطقة أن يظلوا صحفيين وفي ذات الوقت يحافظوا على سلامتهم الشخصية، وإذا تعارض عملهم مع سلامة حياتهم الشخصية يمكن مغادرة بلدانهم الأصلية فورا والبحث عن منصات للنشر من خارج دولهم، ولدينا على سبيل المثال مواقع تغطي أخبار سوريا من الولايات المتحدة الأمريكية مثل «سوريا ديبلي».

كيلي ماكبيرد

  • صناعة الصحافة تشهد تطورات مهمة وتحولات عملاقة والاتجاه يشير إلى التوسع في الصحافة الإلكترونية في مقابل انكماش الصحافة الورقية.. هل نحن بصدد اختفاء الصحف المطبوعة؟

كل المؤشرات تشير بالفعل إلى تناقص حجم الطلب على الصحافة المطبوعة، في مقابل تنامي الطلب على الصحافة الالكترونية، وهذا ليس في أمريكا فحسب، بل في العالم كله، واستخدام الهواتف الذكية في متابعة الصحف كان نقطة محورية في تنامي الطلب على الصحافة الالكترونية، يمكن أن تشهد الفترة القليلة المقبلة انهيار الصحف الصغيرة بشكل كامل والاكتفاء بمواقعها الالكترونية، لكن الصحف الكبرى يمكن أن تصمد لفترة قد تتراوح بين 20 و30 عاما إذا سارت الأمور على هذا المنوال، لكن أي تطور هنا أو هناك يمكن أن يقضي على ما تبقى من الصحف المطبوعة في أي وقت.

  • هل تعتقدين أن حرية الصحافة والإعلام مهددة في الولايات المتحدة مع الصعود المتنامي للمرشح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية؟

ترامب ليس خطرا على حرية الإعلام فحسب، بل هو خطر على الديمقراطية الأمريكية نفسها، في كل الأحوال الديمقراطية قد تكون خطرة أحيانا، لأنها ترتكز في الأساس على مسؤولية الإفراد ووعيهم.

كيلي ماكبيرد

  • لدينا في مصر قوانين تجرم التحريض على العنف أو ازدراء الأديان أو خطاب الكراهية وتعاقب مرتكبيه.. لماذا لا يتم العمل بمثل هذه القوانين في الولايات المتحدة؟

دعني أؤكد لك أن مخاطر إغلاق المجال العام عن طريق مثل هذه القوانين تكون عادة اخطر من تصريحات المتطرفين نفسها، فخطاب الكراهية يجب أن يحظى بالحماية القانونية على المستوى السياسي، ويجب أن يتسع المجال العام لحتى التصريحات المحرضة على العنف، في أوروبا توجد مثل تلك القوانين في بعض الدول لكنها لم تغلق الباب أمام النعرات المتطرفة بل على العكس منحتها شعبية أكثر، ولذلك يجب حماية خطاب الكراهية بدلا من المعاناة من آثار سلبية يمكن ان تصل في أحيان كثيرة إلى حد الحروب الأهلية، ما يعني باختصار أن علينا حماية خطاب الكراهية حقنا للدماء.

  • هل يعني ذلك أن القانون الأمريكي لن يعاقب ترامب لو دعا إلى قتل المسلمين مثلا؟

على المستوى السياسي إذا قال ترامب هذا لا يوجد ما يدينه قانونيا، لكن في نفس الوقت القوانين الأمريكية صارمة ضد أي فعل يمكن أن يشكل جريمة، وعادة القانون لا يتسامح ولا يتعامل بسهولة مع جرائم الكراهية، لكن السلطة تعتبر التدخل ومنع خطاب الكراهية ليس من صلاحياتها، وإنما من صلاحية المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية وهكذا، ودعني أؤكد لك أن الشعب الأمريكي يخوض حروبا كل صباح عن طريق الإعلام والصحافة منذ 200 عام تقريبا، بعد أن جرب مرة الاحتكام للسلاح خلال الحرب الأهلية، وذاق الويلات، ونأمل إلا يتكرر هذا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية