وصف سامح شكرى، وزير الخارجية، زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المرتقبة إلى مصر بـ«التاريخية»، وقال إنها تمثل رمزًا للعلاقة الخاصة التى تربط البلدين.
وأضاف الوزير، فى حوار أجرته معه صحيفة «عكاظ» السعودية، أن علاقات مصر بالمملكة العربية السعودية تمتلك من الخصوصية التى تحول دون دخول أطراف أخرى وتأثيرها عليها.
وتابع «شكرى»: «زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر لم تتأخر وتم الاتفاق بين الطرفين لإتمامها عبر ترتيبات تليق بها، ولا توجد أى خلافات حول القوة المشتركة، وما طرحته السعودية من أفكار يُسهم فى تعزيز مهمتها، ومناورات رعد الشمال شأن عربى أكد قدرتنا على ردع أى تهديد ﻷمننا أو المساس بسيادتنا».
وقال: «الزيارة تاريخية بكل المعايير، ﻷنها اﻷولى منذ تولى الملك سلمان الحكم والكل ينتظرها على المستوى الشعبى، لكونها تمثل رمزًا للعلاقة الخاصة التى تربط البلدين، وستشهد الزيارة استعراضًا لكل القضايا التى تهم البلدين وكل ما يتعلق بتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات القائمة».
وأضاف: «هناك طموحات كبيرة وقيادات واعية تدرك حاجات المنطقة فى هذه اللحظة الحرجة، وهى لحظة غير مسبوقة فى تاريخ العالم العربى بما تشهده من تحديات كثيرة والاضطرابات التى تواجهها والتشاحن الإقليمى، وهى تحديات لا يمكن التعامل معها إلا إذا وقفت الدولتان مصر والمملكة صفًّا واحدًا وفى خندق واحد».
وعما شهدته العلاقات الثنائية من تطور، قال: «بالتأكيد العلاقة الاستراتيجية قائمة وتعزّزت فى ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسى وأخذت أشكالًا وصيغًا واضحة تعكس الإقرار لوضع قائم والحرص على استمرار تعزيزه».
وتابع الوزير: «ليس هناك اختلاف فى اﻷهداف، لكن هذا لا يمنع وجود تداول وتشاور وتبادل لوجهات النظر بصورة مستمرة فيما بيننا حول اﻷسلوب اﻷمثل لتحقيق هذه اﻷهداف، ولا ضرر فى ذلك ﻷننا نقوم بأدوار داعمة لبعضها البعض، وليس بالضرورة أن تتطابق وجهات نظرنا تمامًا وإنما المهم هو أن نعزّز من رؤيتنا التى تفضى إلى تحقيق مصالحنا وأهدافنا من خلال توزيع اﻷدوار فيما بيننا».
وقال: «لا نتدخل فى أى توجّه أو سياسة تراها المملكة تحقق مصلحتها والحال كذلك لمصر، ولم نرصد أى موقف سعودى يتعارض مع ما نراه يحقق مصالح مصر، ودومًا نجد أن موقف الدولتين يعكس الشراكة الاستراتيجية بينهما».
وعن بروتوكول القوة العربية المشتركة، قال: «البروتوكول ليس متعثرًا وهو عمل ضخم يتطلب المزيد من الدراسة والتشاور المستمر ونسير بخطى متأنية حتى يكون المخرج النهائى من الصلابة، بحيث يفضى إلى تحقيق الهدف الذى أنشئ من أجله وهو حماية ﻷمن المنطقة وتحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب».
وحول تأجيل توقيع البروتوكول، قال «شكرى»: «لا خلافات ولا منافسات وكل ما كان مطروحًا من آراء، خاصة من جانب المملكة، استهدف تعزيز هذه المبادرة وتذكية العناصر الضرورية لها بشكل يؤدى إلى استقرارها وتفعيل الغرض الذى أنشئت من أجله القوة، وهو عمل سوف نستمر فيه حتى تشعر كل اﻷطراف بنضوج واكتمال كل اﻷفكار والأطروحات التى تعزز منها ومن دور ومكانة هذه القوة».
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هناك وساطة لإغلاق ملف الخلافات المصرية مع تركيا وقطر، قال: «مصر كثيرًا ما تحدثت عن أنها ﻻ ترى مصلحة فى إذكاء الصراع الطائفى أو المذهبى، وهذه المقولة خارج نطاق تعاملنا تمامًا ونحن نعمل على تعزيز اﻷمن القومى العربى واستعدادنا للتصدى لأى تدخلات تستهدف المساس بهذا اﻷمن والانتقاص من سيادة أى دولة عربية، وسنستمر فى ذلك، وهو أمر أكدته المناورات المشتركة (رعد الشمال) التى استضافتها المملكة فى أراضيها وشاركنا فيها بقوة وكثافة، ونعلم أن هناك تحديات وتجاذبات بالمنطقة وتدخلات من بعض اﻷطراف الإقليمية تهدف إلى تطويع الإرادة العربية لخدمة مصالحها، وما يهمنا هو حماية المصالح العربية».
وعن دلالات مشاركة مصر فى المناورات قال: «المناورات شأن الدول المشاركة فيها ولا يجب ﻷحد أن يغضب منها لكونها عكست قدرة هذه الدول واستعدادها لحماية أمنها ومصالحها حين تكتمل إمكاناتها، وأن تصبح قوة ضخمة قادرة على ردع أى اعتداء على اﻷمن القومى العربى».
وعن الأزمة فى اليمن، خاصة فى ظل تورط إيران فى دعم الحوثيين، قال شكرى: «مصر لن تقبل بأى نفاذ أو اختراقات ﻷمن وسيادة الدول العربية ومحاولات التأثير اﻷجنبى فى أى منها، والشعوب العربية هى التى ترسم وتحدّد وتقرّر مستقبلها ونرفض تمامًا أى محاولات أو تدخلات من قوى معينة تهدف إلى دعم فريق ضد آخر أو توجه سياسى ضد اﻵخر».
وعن الحوار مع طهران، قال شكرى: «لم تتهيأ الظروف بعد لوجود حوار إيجابى يؤدى إلى تحقيق نتائج إيجابية، وهذا لا يمنع مستقبلًا من إجراء مثل هذا الحوار حال وجود تغيير فى المنهج والسياسة الإيرانية إزاء المنطقة والسعى إلى بناء علاقات على أسس من التعاون والاحترام المتبادل واحترام استقلال وسيادة الدول العربية على أراضيها وعدم التدخل بها والكف عن السعى لفرض النفوذ، ولا مجال حاليًا لإطلاق أى حوار».
وردًا على سؤال حول وجود «فيتو» خليجى لا يحبذ تطوير العلاقات مع إيران، قال: «هذا أمر غير صحيح إطلاقًا، ولا توجد أى اعتبارات تحكم قرار مصر سوى مصالحها ومصالح أشقائها بالخليج».