العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وبريطانيا، وموعد استئناف الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ، وما تم إحرازه من خطوات تامين المطارات المصرية، والعلاقات العسكرية بين البلدين، ورأيه في اداء البرلمان المصري ومسار الديمقراطية في مصر إضافة إلى ما يحدث في ليبيا وسوريا.. كل ذلك وغيره كان محور حوارنا مع ستيفن فيليبس، عضو مجلس العموم البريطاني، وأحد أهم البرلمانيين البريطانيين المتابعين للأحداث في مصر والشرق الأوسط.
• أين تقف العلاقات بين مصر وبريطانيا اليوم؟
- سياسيا، كانت مصر وستظل صديقا مقربا من بريطانيا، وطالما قدمت بريطانيا الدعم لمصر لمساندة دورها في المنطقة، ورغم ذلك لم تكن العلاقات بين الدولتين توافقية طوال الوقت، فقد قدمنا تساؤلات لمصر حول ملف حقوق الانسان، وكان من المهم ان نناقش الحكومات المصرية المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية حول هذا الملف بالذات، لكن هذا لا يمنع إدراك بريطانيا لأهمية الدور المصري في المنطقة كشريك لحفظ استقرارها.
اقتصاديا، وصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين إلى 20 مليار دولار حسب تقديرات البنك الدولي، لذا فمصر شريك اقتصادي مهم، ونقدر هذه الشراكة وندعم الشعب المصري الذي يستحق استقرار وقوة الاقتصاد الوطني وسنستمر في فعل ذلك عبر البرلمان البريطاني.
ستيفن فيليبس عضو مجلس العموم البريطاني • كيف يمكن لبريطانيا ان تساعد مصر في حربها ضد الإرهاب؟
- ما نستطيع تقديمه الان هو التدريب، مصر دولة مستقرة وحليف مهم بالنسبة لنا، واعتقد انها لو طلبت مساعدة في قتال داعش في سيناء، طالما ان هذا الطلب لا يصل إلى درجة ارسال قوات بريطانية أو أي معدات عسكرية أو وحدات بريطانية، فاعتقد ان مصر ستحصل على ما تطلب.
• جماعة «الاخوان» لديها مقر كبير في لندن وهناك اعتقاد بانكم تدعمونهم؟
- هذا خطأ كبير لان الاخوان يمتلكون فروعا في دول اوروبية أخرى تم استغلالها للعب دور سياسي في الغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، و«الاخوان» تنظيم اسلامي، لكننا نعتقد ان المصريين على دراية اكبر بطبيعة تنظيم الاخوان، واستطيع القول انه ليس هناك أي اتصال رسمي بين الاخوان والحكومة البريطانية منذ عام 2009، وقد نشر احد اعضاء المجلس الاسلامي في بريطانيا حينها مقالا يدعم فيه مساندة حركة حماس بالاموال والاسلحة، فقررت الحكومة الريطانية قطع كل صلاتها بتنظيم «الاخوان»، الذي يتخذ من المجلس الاسلامي واجهة له، وبعد ذلك اعلن رئيس الوزراء عن اجراء مراجعة حول فكر الاخوان، واجرت الحكومة البريطانية تلك المراجعة عام 2014، والمؤكد انه لا توجد اتصالات حالية بين الحكومة البريطانية والاخوان، ولا تحظى باي شكل من اشكال الدعم الحكومي على الاطلاق، وتريد الحكومة البريطانية ان تنأى بنفسها تماما عن أي من الاعضاء المتشددين لتنظيم الاخوان في مصر وكذلك حركة حماس المحظورة في بريطانيا.
• هل تعتقد بإمكانية التعاون بين مصر وبريطانيا لحل المشكلة الليبية؟
- ليبيا تشكل تهديدا خطيرا لمصر التي تقع بين شطري ساندويتش يتشكل من فصائل داعش، احدهما في سيناء والاخر في ليبيا، وحتى حسم المعركة ضد داعش ستستمر معاناة مصر من تهديدات أمنية جادة. ونعمل مع الحكومة والجيش المصريين لقتال داعش سواء في سيناء أو في ليبيا، وقد عززت مصر مؤخرا من قواتها على الحدود الليبية لقطع طرق امدادات داعش بالاسلحة والاموال وهذه القوات كبيرة، حقا أننا لا نريد ان نرى تدخلا عسكريا بريا لمصر في ليبيا، لكن في حالة ارتكاب هذا التنظيم المتشدد لاي جرائم أو تنفيذ هجمات كبيرة ضد المصالح المصرية فقد يؤدي ذلك إلى هذا التدخل الذي لا احد يريده على الاطلاق.
• هل هناك رؤية بريطانية لوضع حد للحرب الاهلية في ليبيا؟
- أعتقد ان الحكومة البريطانية قررت بالفعل ارسال مستشارين عسكريين لتقديم النصيحة للحكومة الليبية، المشكلة في ليبيا هي ان سقوط معمر القذافي انتج فراغا كبيرا، وتمكنت الجماعات الجهادية المتشددة من ملء ذلك الفراغ، وما زلنا لا نستطيع توقع ما ستكون عليه ليبيا خلال العامين أو الخمسة اعوام المقبلة، لذلك على الدول الغربية بشكل عام ان تقدم الدعم اللازم للحكومة الليبية كي تسطيع اعادة بناء مؤسساتها وفرض الامن في جميع انحاء ليبيا، خاصة في الشرق حيث تظهر بوضوح مشكلة داعش التي تشكل خطرا محدقا على مصر، ومع ذلك علينا انتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمعرفة طبيعة السياسة الخارجية التي ستنتهجها الإدارة الجديدة في يناير المقبل.