x

عباس الطرابيلي هىَّ ناقصة؟! عباس الطرابيلي الثلاثاء 29-03-2016 20:59


قبل أن نفيق من تداعيات الطائرة الروسية، جاء حادث خطف الطائرة المصرية من مطار برج العرب - غرب الإسكندرية - لتهبط فى مطار لارناكا فى جنوب شرق قبرص.. جاء الحادث لينسف كل محاولاتنا لإنقاذ السياحة إلى مصر.. وحتى لو كان الحادث وقع لطائرة مصرية، وفى رحلة داخل مصر.. إلا أنه يشير إلى أن إجراءات الأمن تحتاج إلى انضباط أكثر.. وأن هناك خللاً متعمداً لضرب أى محاولات مصرية تقول إننا نطبق أكثر إجراءات السلامة.. فى «كل» مطاراتنا.

وسواء كان الحادث إرهابياً أم لا.. فإن المطلوب منه قد تحقق وانتهى الأمر، وهو ضرب كل ما يقوله كل مسؤول عن مطاراتنا.. بل ضرب أى حلم مصرى فى استعادة ولو نسبة بسيطة من السياحة، التى خرجت ولا يعرف أحد متى تعود.. أقول ذلك وأنا أكتب مقالى هذا ظهر أمس، وإن كنت لا أطلب رد القضاء ولكن اللطف فيه.. وسواء كان الحادث محلياً صرفاً.. أو له أصابع خارجية.. إلا أن من نفذه يعرف تماماً نتائج عمله.. ويعرف أن السياحة فيها الأمل الأول فى إنعاش الاقتصاد الوطنى.. فلماذا لا تتواصل عمليات ضرب هذا النشاط الأكثر حيوية الآن.

ولقد وقعت الجريمة.. وتحقق الهدف منها - وهو ضرب السياحة - وانتهى الأمر وتأكد لنا أن هناك مخططاً واضحاً يحقق ما يريده أعداء هذا الوطن وبأقل التكاليف.. وسوف يجد الأعداء - فى الحادث - أننا لم نفعل ما يكفى من إجراءات لتأمين المطارات ولا الطائرات.. ولا الركاب وأننا نتحدث أكثر مما نفعل، وسواء رضى الرافضون للمطلب الروسى بتواجد أمنى روسى على الأرض المصرية - بهدف تأمين الطائرات - بدعوى أن هذا المطلب فيه اعتداء أو حتى مساس بالسيادة الوطنية.. أو الذين يرون ضرورة الاستعانة بشركات متخصصة فى تأمين المطارات.. إلا أن ما يهمنا هنا - اليوم - هو أثر هذه الجريمة على السياحة إلى بلادنا.. وسواء كان الخاطف يحمل مسدساً.. أو حزاماً ناسفاً.. حقيقياً أو حتى هيكلياً.. فإن الأثر قد حدث وانتهى الأمر.

ولكننا نتساءل هنا: لماذا لم نحسم أمر تأمين مطاراتنا كما يجب.. حتى وإن الجناة قد نفذوا عملياتهم فى ميناء يقع فى أقصى مطارات مصر فى الشرق - وهو شرم الشيخ - أو فى أقصى غرب الدلتا «فى برج العرب» فإن الجريمة هى جريمة، مادامت قد خرجت من أرض مصرية.. أم يا ترى نحن نكتفى فقط بتأمين المطار الأم - نقصد مطار القاهرة - ثم تنخفض مستويات التأمين بعد ذلك فى باقى المطارات المصرية؟

ودعونى أقلها بكل صراحة: هل هناك محاولات تخريب تتعمد استمرار هذا التقصير التأمينى.. ليستمر تخريب الاقتصاد القومى.. وحتى نبدو أمام العالم أننا لا نتعلم.. ولن نتعلم، وإلا ماذا فعلنا منذ وقعت جريمة الطائرة الروسية؟.. أكاد أقول: نعم، هناك خلايا نائمة تستيقظ بين فترة وأخرى.. لتضرب فى أى مكان.. فكل حادث له توابعه.. ونتائجه، نعم لن نستطيع إنجاز تقدم بالأسلوب الحالى - بطىء الحركة - أو «مظهرى الحركة» فى كل نظمنا التأمينية.. ونظرة واحدة - مثلاً - على تأمين الدخول إلى مدينة الإنتاج الإعلامى - بكل خطورتها - فما يجرى عند بوابات هذه المدينة مجرد تأمين شكلى.. مظهرى.. يكتفى بفتح شنطة السيارة الخلفية.. ولا شىء يجرى داخل السيارة نفسها!!

ولقد حدث المطلوب تماماً فى حادث الطائرة المخطوفة إلى قبرص.. حدث وانتهى الأمر.. وسوف يستمر ضرب السياحة المصرية مهما رفعنا درجة الاستعداد.. سوف يستمر إلى أن نستيقظ ذات صباح - كما استيقظنا صباح أمس - على حادث جديد.. ليتوالى ضرب السياحة بل وضرب نظامنا الأمنى - وهذا هو الهدف الأكبر للمتآمرين سواء كانوا أفراداً أو جماعات، ذلك أن مساحة مصر تزيد على مليون كيلومتر مربع، ورغم أنه معروف عالمياً أنك لا تستطيع أن تحدد من أى مكان تأتى الضربات التالية.. والدليل تلك العمليات التى جرت مؤخراً فى بروكسل عاصمة بلجيكا.. وقبلها باريس أشهر المدن السياحية فى العالم.

** نعم.. هىَّ ناقصة!! إذ بينما نحاول أن نفعل المستحيل لإنقاذ ما بقى من سياحة إلينا.. يجىء حادث أمس ليؤكد أننا لم نفعل ما يجب كما يجب، بل ويؤكد أن مصر مستهدفة تماماً حتى تركع وترفع الراية البيضاء.. ولكن - وهذا هو الأهم - نشير إلى وجود الكثير من الخلايا النائمة وفى كل المواقع الحيوية: فى المطارات.. وفى وزارات البترول والكهرباء والتنمية المحلية.. فهل الواجب يطالبنا بالتحرك العاجل لكشف هذه الخلايا.. حتى ولو أجبرونا على إجراءات أمنية أكثر حزماً.. لأن تأمين الوطن يأتى قبل تأمين المواطن.. إذ لا أمن لأى مواطن فى وطن يعانى من خلل أمنى.. بسبب هذه الخلايا النائمة.

نعم.. هناك خيانة.. ولكن طول الصبر يعطيهم الفرصة للعمل الإجرامى ضد الوطن.. وضد المواطنين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية