قال شريف سامى، رئيس هيئة الرقابة المالية، إن الهيئة لم تبت حتى الآن فى مصير صفقة استحواذ «بلتون»، المملوكة للمهندس نجيب ساويرس، على بنك الاستثمار «سى آى كابيتال»، سواء بالرفض أو الموافقة، فيما قال إيهاب سعيد، عضو جمعية المحللين الدوليين، إن لكل واحد وجهة نظر تحترم، ولا يصح أن يتخذ محافظ المركزى إجراءات توحى بأن الأمر فيه تعقيد، حيث لم يؤكد أو ينف توجيه البنك الأهلى بالدخول فى الصفقة، داعيا العقلاء للتدخل وإجراء مصالحة بين الطرفين.
وأضاف «سامى»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أنه حال اتخاذ قرار سيكون خبرا جوهريا، وستلتزم هيئة الرقابة بإعلانه على شاشة البورصة بشكل مباشر، لأن تسريب مثل هذا الخبر بشكل غير رسمى يعرض الأطراف المعنية للمساءلة القانونية.
وتابع: «الأطراف فى الصفقة يمثلها 3 شركات مدرجة فى البورصة ومرتبطة بإعلان قبول الهيئة أو رفضها للصفقة».
وحول التراشق بين طارق عامر، محافظ المركزى، ونجيب ساويرس، منفذ صفقة الاستحواذ، بشأن عراقيل إتمام الصفقة، أوضح سامى أن هذا التراشق يعود إلى أسباب مصرفية كما نقرأ، مستدركا: «إن شاء الله الأمر هيخلص قريب».
وأشار إلى أن ما تراجعه هيئة الرقابة المالية فى هذه الصفقة لا يمكن إعلانه، كما لا يمكن الاستفسار عنه، لأنه لا يصح سؤال الطبيب عن عمله لتشخيص حالة مرضاه.
وتابع: «لا نقوم بالإفصاح عن الصفقات قبل إعلان رأينا فيها، وهذا ما حدث فى صفقات كثيرة منها شراء شركة (بسكو مصر)، وغير ذلك من الأمور المشابهة».
وحول الطروحات المعلن عنها لحصص البنوك العامة، أكد سامى أنه «عندما يأتى وفد البنك المركزى ومسؤولو البنوك التى ستطرح حصصا لها فى البورصة سنعلن ذلك، وفقا لإعلان محافظ البنك المركزى عن طروحات قادمة بعد لقائه رئيس الجمهورية قبل شهرين».
وأوضح أن عملية الطرح يسبقها التعاقد مع استشارى ثم فحص ناف للجهالة، ومذكرة تقييم ثم الاجتماع مع هيئة الرقابة المالية بحضور ممثلين عن أصحاب الطرح من المستشارين الفنيين والماليين، ويعرضون الأمر من باب التشاور، وهو ما حدث فى حالات «سى آى كابيتال» وطرح «إعمار» و«إيتيدا» و«دومتى».
وشدد على أن قيادات الهيئة وفقا للأعراف تجلس مع أطراف أى صفقة كبيرة تهم السوق، للخروج بأنسب الطرق وأفضلها، ولم يتحدث أحد مع الهيئة على طروحات البنوك.
وقدر فترة تنفيذ الطروحات، التى لن تقل عن شهرين، لاختيار البنوك العامة مستشار الطرح، وإجراء الفحص وباقى الشروط، كما أن هناك اعتبارات عملية يجب مراعاتها، لتعظيم عائد الطرح، منها قدوم شهر رمضان ودخول الصيف، وبالتالى يجب اختيار التوقيت المناسب والأفضل للطرح.
وفى سياق متصل، سيطرت مخاوف على مستثمرى الأوراق المالية بسبب مشاكل هذه الأزمة، والتراشق بين محافظ المركزى وساويرس، خاصة عقب تأثر أسهم شركتين من أكبر شركات البورصة.
وقال إيهاب سعيد، عضو جمعية المحللين الدوليين، إن لكل واحد وجهة نظر تحترم، ولا يصح أن يتخذ محافظ المركزى إجراءات توحى بأن الأمر فيه تعقيد، حيث لم يؤكد أو ينف توجيه البنك الأهلى بالدخول فى الصفقة، ثم قراره بتقييد عمليات الاستحواذ ثم رفض بنك مصر تمويل الصفقة، ثم قرار المديرين التنفيذيين. وتابع: «قرار المركزى حول ضبط تمويل البنوك للاستحواذات، دون سداد المستثمر والاعتماد على القروض- أمر إيجابى وله الحق فيه، خاصة أن المستثمر ليست لديه الخبرة فى مجال بنوك الاستثمار، وفقا لما أعلنه عامر، وبالتالى تمثل مخاطرة».
ولفت إلى أنه فى الناحية الأخرى يرى ساويرس أن الدولة تنافس فى صفقات لا يجب أن تنافس فيها بالأموال العامة للمواطنين، فى إشارة إلى عرض البنك الأهلى.
وشدد «سعيد» على أن هذا الأمر ليس فى مصلحة مناخ الاستثمار، ولابد أن يتدخل عقلاء بين الأطراف، وساويرس لديه لوبى فى الحكومة والسياسة والاقتصاد، والبلد سيكون الخاسر، خاصة أن ساويرس قال إن «أرض الله واسعة» وهى تصريحات تضر بالمناخ الاستثمارى.