x

سمير فريد نظرية «المسامير» وهل يحتاج المصرى إلى تأشيرة لدخول المنيا؟! سمير فريد الأحد 27-03-2016 21:10


قمت بشراء رف جاهز للكتب مصنوع فى ألمانيا وله 6 مسامير توضع فى 6 ثقوب واضحة، ويتم تركيبها فى دقائق معدودة.

وإيماناً بأن لكل صنعة أصولها المهنية، طلبت من أحد النجارين أن يقوم بتركيب الرف، استغرق التركيب أكثر من 20 دقيقة، ولم أرتح لشكل الرف من بعيد، تقدمت نحوه ووجدت أنه لم يركب سوى 4 مسامير، ودار هذا الحوار:

- لماذا لم تركب المسمارين الناقصين وهما أمامك.

- أصل الألمان «محبكين» الحكاية أكثر من اللازم.

- ولكن ماذا تخسر لو قمت بتركيب كل المسامير.. إنه مجهود بسيط جداً.

- مش حكاية مجهود.. ومع ذلك أنا تحت أمرك وسوف أركبهما.

وبعد أن تم استكمال تركيب كل المسامير، انضبط الرف بالطبع.

أتذكر هذا الموقف دائماً حتى أصبحت لدى نظرية اسمها «نظرية المسامير»، هذه هى «الثقافة» الكارثية التى تعانى منها مصر فى كل المجالات، ولا أمل فى المستقبل من دون تغييرها، وأن تعود مرة أخرى إلى «تحبيك» كل الأمور كما يفعل كل العقلاء.

تذكرت هذه النظرية الأسبوع الماضى مرتين: المرة الأولى فى تكريم جريدة «الجمهورية» لقدامى الصحفيين، وذلك عندما قرئ اسم الزميل محيى الدجوى، وقالت مذيعة الحفل إننا مع الأسف لم نعثر على عنوانه أو تليفونه، فهل لا يوجد عنوانه أو تليفونه فى ملف عمله فى الجريدة، ولا فى ملفات نقابة الصحفيين، ولا حتى فى هيئة التأمينات؟.. قلت لنفسى لقد طارت كل المسامير إذن!

والمرة الثانية عندما قرأت فى صحف غير مصرية عن افتتاح متحف تل العمارنة فى المنيا، الذى كان آخر إنجازات وزير الآثار السابق ممدوح الدماطى، ولا أدرى لماذا يسمى «مركز» تل العمارنة، الذى يضم 950 قطعة أثرية منها تماثيل لإخناتون ونفرتيتى، ومساحته عشرة آلاف متر وتكلف 44 مليون جنيه مصرى، ويتكون من طابقين ويتضمن كافيتريا ومكاتب إدارية وحديقة مكشوفة، وتل العمارنة هى المدينة التى أنشأها إخناتون لتكون عاصمة الدولة فى عصره، ولاتزال بقاياها قائمة حتى الآن، واسمها مستمد من قرية بنى عمران، والتى كان يطلق على سكانها العمارنة.

هل يعقل ألا تنشر ولا كلمة واحدة فى الصحف المصرية وألا تذاع ولو دقيقة واحدة فى قنوات الراديو والتليفزيون المصرية عن افتتاح هذا المتحف يوم الأربعاء الماضى، رغم طوفان الكلام عن السياحة وأزمة السياحة؟.. وهل يحتاج المصرى إلى تأشيرة لدخول المنيا، أم أن كل المسامير قد طارت؟!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية