x

مقاهى غزة: مواطن ومخبر و«زنانة» .. و«إسرائيل» تنشر طائرات التجسس فى السماء

السبت 07-08-2010 00:00 |

«ذات مرة، جلست فى المقهى، وتكلمت مع الرجل الملتحى الجالس عن يمينى، فاكتشفت أنه مخبر يعمل لصالح حماس، فاستدرت للرجل الخمسينى الجالس عن يسارى، فاكتشفت أنه يستدرجنى لكتابة تقرير لصالح السلطة فى رام الله، رفعت رأسى إلى السماء متأففا، فرأيت طائرة «الزنانة» الإسرائيلية تصور كل ما يحدث فى القطاع!».. بهذه العبارة المأساوية يلخص «أحمد أبوردينة»، 42 سنة، من سكان رفح الفلسطينية الوضع المأساوى فى قطاع غزة، ويؤكد أنه منذ ذلك اليوم بات يتردد على المقاهى أقل مما مضى، ويمضى وقته فى ملاحقة دخان الشيشة بعينيه، ومتابعة الطائرات الإسرائيلية دون طيار «الزنانة» التى تجوب سماء غزة ليلا ونهارا.

«أبوردينة» يقول بخفة دم تميز أهل غزة: «فى البدء كنا نعرف طائرة استطلاع إسرائيلية دون طيار، تصور كل صغيرة وكبيرة فى القطاع، وصرنا نسميها الزنانة، بسبب الضجيج والأزيز الذى تحدثه لحظة مرورها على ارتفاع منخفض، أما اليوم فصرنا نعرف نوعا آخر من الزنانات البشرية، مخبرين تابعين لحماس يحملون كاميرات صغيرة ويدعون أنهم صحفيون، ويكتبون تقارير عن فلان قابل فلاناً، وفلان سافر إلى رام الله، وفلان لا يتردد على المسجد، وفلان رافق فلانة، ولا يتركون شاردة ولا واردة إلا وكتبوها».

يلتقط مروان قاسم طرف الخيط، ويقول: «المقاهى لم تعد مكانا آمنا، فى البداية كانت برلماناً شعبياً أما الآن فلو أفلت من الزنانة الإسرائيلية والزنانة الحمساوية، فأين تذهب من زنانة فتح؟!.. فالمخبرون التابعون لمحمود عباس ينتشرون فى كل مكان أيضا، ويكتبون تقارير عن كل شخص أطلق لحيته بشكل مثير للانتباه، وكل شخص يلعب على الحبلين يحصل على راتب من السلطة، ويؤجر أرضه لحركة حماس لكى تحفر نفقا على الحدود».

«الزنانة» هى طائرة استطلاع إسرائيلية دون طيار، تستخدمها تل أبيب فى رصد كل ما يجرى فى غزة لما تتمتع به من قدرات إلكترونية متطورة، تنحصر فى مجال التجسس، والتصوير الدقيق، وتحديد الأهداف، وترتبط بغرفة تحكم مركزية فى القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلى.

ويفرق رواد المقاهى فى غزة بين ثلاثة أنواع من الزنانة: الأولى تراقب كل كبيرة وصغيرة، والثانية تطلق الصواريخ، وتنفذ عمليات الاغتيال، والثالثة تحلق فى سماء غزة، وتصدر ضجيجا شديدا، لإصابة السكان بالذعر، خوفا من انطلاق صاروخ يقتل عشرات المدنيين، ومن النوع الثالث اشتق الغزاويون اسم «الزنانة». ويؤكد قاسم أن الفلسطينيين يدققون جيدا فى اختيار ألفاظهم فهم يطلقون على مخبرى «فتح» و«حماس» اسم «الزنانة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية