اعترف هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب، بتأخره فى إجراء التغييرات فى مباراة نيجيريا الأخيرة، لافتاً إلى أنه كان من الأجدى به أن يبدأ تغييره بداية من الشوط الثانى.
أخبار متعلقة
وأضاف أن لاعبى المنتخب كانوا رجالاً فى تلك المباراة وتحملوا ما لا يتحمله بشر، من ارتفاع درجة حرارة وسوء أرضية ملعب، فضلاً عن زحف الجماهير بطريقة غير مسبوقة إلى ملعب المباراة.
وأشار إلى أنه جاهز لتحقيق الفوز على النسور فى موقعة «الثلاثاء»، بملعب برج العرب، وأنه سيسعى لتلقين النسور النيجيرية درساً لن ينسوه فى كرة القدم.
ورفض كوبر الاتهامات التى وُجِّهت لتريزيجيه عقب المباراة، وقال إنه كان من أفضل اللاعبين على الإطلاق، وإنه لاعب مميز لا يمكن بأى حال من الأحوال الاستغناء عنه، ووصف إنقاذ حمادة طلبة الكرة الخطرة قبل أن تتخطى خط المرمى بـ«قُبلة الحياة» التى أعادت للفريق بريقه ورونقه، وفتح كوبر قلبه لـ«المصرى اليوم» فى الحوار التالى.
■ البعض اتهمك بأن تشكيلك كان خاطئاً فى البداية؟
- أولاً يجب أن يعلم الجميع أننى عندما أقوم باختيار تشكيلة معينة من اللاعبين لخوض مباراة وأخرى يكون ذلك نابعا من اعتقادى بأن تلك المجموعة سوف تحقق خطتى التى وضعتها على أفضل ما يرام ولا أتوقع أبداً أنها لن تلتزم بتأدية ولو جزء بسيط من خطتى، لذلك فإن التشكيل الذى وضعته فى البداية وخضت به المباراة كان بناءً على التدريبات التى تمت قبل المباراة وعلى المستوى الذى ظهر به اللاعبون خلال تلك التدريبات.
■ لكن بعضهم ظهر بعيداً عن مستواه؟
- عدم الظهور بالمستوى أو بالنتيجة التى كنت أراها ليس لى دخل فيه، لأننى لا أعلم الغيب قبل المباراة، ولذلك أقوم بإجراء تغييرات لتصحيح أى أخطاء فى التشكيل لتعديل وضعنا داخل الملعب، وهذا ما حدث بالفعل أمام المنتخب النيجيرى، فقمت ببناء خطتى على أداء اللاعبين فى التدريبات الأخيرة وتعاملت بعد ذلك مع الأخطاء التى طرأت على مستوى فريقى لتعديل أوضاعنا، وهذا هو حال كرة القدم.
■ ما تقييمك لأداء الفريق أمام المنتخب النيجيرى؟
- نحن قدمنا مباراة متميزة تكتيكية وخططية على أعلى مستوى، فى الشوط الأول، إلى أن وقعنا فى بعض الأخطاء الدفاعية والتى تسببت فى اهتزاز مرمانا فى الشوط الثانى، والتى سنسعى لتصحيحها قبل مباراة «الثلاثاء»، لنتمكن من تحقيق الفوز على المنتخب النيجيرى، والاقتراب من التأهل لكأس الأمم الأفريقية فى الجابون.
■ لكنك عقب كل مباراة تقر بأنك ستقوم بتصحيح الأخطاء ولا يحدث؟
- لا تنسوا أننا لعبنا أمام المنتخب النيجيرى، الذى يضم بين صفوفه مجموعة من أفضل اللاعبين الذين يلعبون فى أعظم أندية العالم، والأخطاء أمامه وأمام غيره واردة، وإذا نظرتم إلى عدد الأهداف التى سكنت شباكنا خلال 11 مباراة ستجدوها 4 أهداف فقط، وهذه نسبة قليلة مع منتخب فى طور الإحلال والتجديد.
■ هل سنظل كثيراً نتحدث عن الإحلال والتجديد؟
- الإحلال والتجديد هذا أمر ليس من اختراعى، ولكن هو الواقع التى تعيشه الكرة المصرية، وانظروا إلى الجيل الحالى ستجدون اثنين أو ثلاثة لاعبين على الأكثر من المجموعة الموجودة معى حالياً هى التى سبق لها أن شاركت فى بطولات الأمم الأفريقية، وهذا أمر صعب جداً على أى مدرب فى العالم، وعندما تهتز شباكنا أربع مرات فى 11 مباراة فإذن نسبة الخطأ ليست بالكبيرة، ولكننا نقرها ونعترف بها لنصوبها.
■ البعض تحفظ على مستوى «تريزيجيه» فى تلك المباراة؟
- تريزيجيه من أفضل اللاعبين الموجودين مع المنتخب فى الفترة الحالية ولاعب مميز ذو إمكانيات عالية يحتاجها الفريق، وكان عنصراً أساسياً إلى أن تعرض لإصابة كبيرة مع المنتخب أبعدته لفترات طويلة وأنهى فترة إعداده بنجاح، وعاد وانتظم بالمنتخب، واعتمدت عليه بسبب احتياجى لسرعاته ولطريقة لعبه المتميزة وأعتقد من وجهة نظرى أنه قدم واحدة من أفضل مبارياته.
■ ما رأيك فى أداء عبد الله السعيد؟
- عبد الله السعيد من اللاعبين الذين يؤدون أدوارا قتالية وصعبة ولا يشعر بها إلا الجهاز الفنى، فعبد الله أدى التعليمات التى كلف بها على أكمل وجه ونجح فى أدواره الدفاعية فى الحد من خطورة المنتخب النيجيرى فى وسط الملعب، ولولا وجوده فى الملعب والدور الذى لعبه لفاز المنتخب النيجيرى علينا وبفارق كبير من الأهداف.
■ لكن البعض انتقد تأخرك فى إجراء التغييرات؟
- فعلاً أعترف بأنى مخطئ بتأخير تغييراتى، وكان من الأجدى أن أجرى تغييرا على الأقل مع بداية الشوط الثانى، ولكنى حسبتها خطأ وتداركتها بعد ذلك، وكانت النتيجة أننا نجحنا فى اقتناص نقطة ثمينة من المنتخب النيجيرى على ملعبه ووسط جمهوره، والتغييرات أنا لى وجهة نظر فيها، وخصوصاً التى تتم فى الشوط الثانى، حيث أرى أن اللاعبين بعد نهاية الشوط الأول بيكونوا حصلوا على راحة ربع ساعة، فأفضل أن أدفع به بداية الشوط الثانى ليلعب 15 دقيقة أخرى بعدما يكون التقط أنفاسه ويعود بعد ذلك لإفادة المنتخب ربع ساعة جديدة، وبعد ذلك أقوم بسحبه من الملعب وهذه استراتيجيتى فى التغيير، ومن الممكن أن تكون صحيحة، ومن الوارد أن يجانبها التوفيق فى بعض الأحيان.
■ بالمناسبة ما رأيك فى الجمهور النيجيرى؟
- أول مرة فى حياتى أرى الجماهير متواجدة داخل الملعب بتلك الكثافة الرهيبة والتى كانت أصواتها تهز المدرجات، وهذا لا يحدث فى أى مكان فى العالم، وبالطبع كانوا عامل ضغط سلبيا على لاعبى فريقى، ولكم أن تتخيلوا وأنتم تلعبون مباراة وداخل الملعب آلاف الجماهير.
■ لماذا لم تطالب بعدم خوض المباراة فى تلك الأجواء؟
- أنا كل تفكيرى كان منصبا على شىء واحد فقط وهو كيفية الخروج من المباراة بنتيجة إيجابية، واعتقدت أنى نجحت فى الفوز بنقطة التعادل، والأمور الأخرى لم أشغل بالى بها كثيراً، وكنت على يقين بأن المباراة ستمر بسلام وفقاً لرؤيتى لأخلاق الشعب النيجيرى الذى تعاملنا معه طوال الـ72 ساعة التى سبقت المباراة فترة تواجدنا فى كادونا.
■ ما رأيك فى أداء لاعبى المنتخب؟
- اللاعبون كانوا رجالاً وأدوا مباراة رائعة، وعلينا جميعاً أن نقدم لهم التحية على المجهود الذى بذله فى وسط تلك الأجواء الصعبة من ارتفاع درجة الحرارة وسوء أرضية الملعب، والزحف الجماهيرى الرهيب حول الاستاد، وبالرغم من كل ذلك قدموا واحدة من أفضل مبارياتهم.
■ ما رأيك فى الهدف الذى أنقذه حمادة طلبة؟
- هذه اللعبة بالتحديد هى نقطة عودتنا للمباراة، فلولا حمادة طلبة، فى منع دخول الهدف الثانى مرمانا، لتحطمت معنويات لاعبينا وبات من الصعب التعويض والمباراة غير متبقٍ عليها سوى 15 دقيقة فقط، لذلك تلك اللعبة كانت من وجهة نظرى بمثابة قبلة الحياة بالنسبة لنا، وأعتقد أنه يجب الإشادة بذلك اللاعب الذى من وجهة نظرى يعد لاعبا من فولاذ، فبالرغم من تجاوزه الرابعة والثلاثين من عمره لكنه لديه المقومات البدنية على أعلى مستوى وتجعله يتفوق على أقرانه فى مركزه.
■ هل تعرض فريقك للظلم بسبب حرمان الحكم الزامبى محمد صلاح فرصة الانفراد بالمرمى فى آخر المباراة؟
- عمرى ما اتكلمت عن حكم أدار لى مباراة، سواء عند تولى مسؤولية الإدارة الفنية لمنتخب مصر أو خلال تاريخى ومشوارى التدريبى كله، ولكن ما فعله الحكم يستوجب الوقوف أمامه، فهو لم يحرم المنتخب فقط من تلك الهجمة التى كان من الممكن أن تمنحنا التفوق والعودة للقاهرة بالنقاط الثلاث، ولكنه نجح فى تحجيم لاعبى المنتخب المصرى، باحتساب الفاولات بدون مبرر عليهم وتجاهل احتسابها لصالحهم، ولذلك فأنا أؤكد أن الحكم الزامبى ظلم المنتخب المصرى، وأقول له راجع نفسك جيداً، وحاول أن تشاهد شريط المباراة أكثر من مرة.
■ ما رأيك فى اتهامات «سياسيا» المدير الفنى للمنتخب النيجيرى بأن المنتخب المصرى يفتقد الروح الرياضية؟
- «سياسيا» ولاعبوه هم من يفتقدون الروح الرياضية، وقبل أن يطالبنا بأن نتوقف عن اللعب ولاعبه مصاب داخل الملعب كان من الأجدى عليه أن يقول ذلك للاعبيه عندما وقع عبد الله السعيد على الأرض وواصل لاعبوه اللعب، فى محاولة لإحراز هدف فى مرمانا، ولكنها فى النهاية تصريحاته وهو حر فيها.
■ لكنه يتوعد المنتخب الوطنى بالشراسة الهجومية فى مباراة العودة ببرج العرب؟
- كيف ذلك؟ هل سيلعب مثلاً بـ6 رؤوس حربة، أعتقد أن المنتخب النيجيرى طريقته لن تتغير عن التى لعب بها أمامنا فى كادونا، فهو بالفعل لعب مهاجماً، ولكن لاعبى المنتخب المصرى أفقدوه قدراته الخاصة فى السيطرة على اللعب وتناقل الكرة فى وسط الملعب ونجحوا فى إحراجه وسط أرضه وجمهوره، وأعتقد أننا فى مباراة العودة سنكون قادرين على تحقيق الفوز عليه واقتناص ثلاث نقاط مهمة وإبعاده عن المنافسة نهائياً على بطاقة التأهل لبطولة الأمم الأفريقية فى الجابون.
■ ما رأيك فى الأوضاع داخل المجموعة؟
- الأوضاع داخل المجموعة متشابكة للغاية، ولن يحسم الفريق المتأهل إلى الجابون إلا بعد الجولة الأخيرة للتصفيات.
