سريعاً تم استدعاء «تان تان»، بطل سلسلة «مغامرات تان تان» لـ«هيرجيه»، وعبَّر أصدقاء «تان تان» عن تضامنهم مع مدينته «بروكسل» برسومات كاريكاتورية، ظهر فيها الصحفى المغامر والدموع تتساقط من عينيه حزناً ووجعاً على بلاده.
ضرب الإرهاب بلجيكا تداعى لها سائر الجسد العالمى بالسهر والحمى، بللت دموع «تان تان» صفحات الفيس بوك، وتتالت التغريدات تشد من أزر المواطن البلجيكى الذى استهدفه الإرهاب الأسود.. امسح دموعك يا تان تان!!.
وهنا يضربنا الإرهاب ليل نهار، وحصيلة الشهداء فى حرب الإرهاب جد مروعة، ولا أحد يتضامن مع الولد الحبوب «سمير»، ولا نشطاء يزورونه فى صفحاتهم، ولا مغردون يغردون متعاطفين، ولا أحد مد يده الكريمة يمسح دموع «سمير» التى سالت على خدوده حزناً ووجعاً على بلاده!.
ورغم أن القضية واحدة وعادلة، ودموع سمير سبقت ولاتزال تحفر أخدودا فى الخدود، لا نحسن تسويق قضيتنا، ولا تصويرها، ولا حشد الرأى العام الدولى من حولها، لا أحد تذكر سمير، شهداء المصريين لا بواكى لهم!!.
ندفع ضريبة الإرهاب فى صمت، ونبتلع دموعنا فى تبتل وخشوع، ولا نتاجر بشهدائنا، ولا نعلن الحداد، لو أعلنا الحداد سيكون حداداً مقيماً، مصر تكتوى بنار الإرهاب دون أن تند عنها آهة، أو تصرخ من الألم، ولا تصور للعالم كيف يستهدف الإرهاب جد ووالد وشقيق وعم «سمير» كلهم هناك مشاريع شهداء على الحدود؟!.
لماذا نجحت بلجيكا بالخبرة الفرنسية فى تسويق خسائرها من الضربات الإرهابية، كيف استطاعت حكومة بلجيكا أن تحشد العالم وراء قضيتها العادلة، لماذا سمح العالم الحر لبروكسل من بعد باريس بإجراءات جد قاسية لتوقى ضربات إرهابية محتملة، حقوق «تان تان» أهم من حقوق الإرهاب؟
كل ذلك يسمح به الضمير العالمى فى أوروبا إذا مسها الضر، لكنه فى الحالة المصرية يستيقظ دعاة حقوق الإرهاب باعتبارها كذباً من حقوق الإنسان، لماذا يسمح للشرطة البلجيكية بكل هذه الإجراءات العسكرية داخل المدن، حزمة التدابير الأمنية التى تعمل بها فرنسا، ومطبقة الآن فى بلجيكا تحبس الأنفاس فى الصدور، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لماذا هنا صوت المعركة خافت، لماذا تعلو أصوات الإرهابية فوق صوت المعركة؟
هنا وببجاحة من يدافع عن حقوق الإرهابيين، ويستنكف توقيفهم، وينعى على قوات الشرطة تصفيتهم، وتمدد المحاكمات حتى يضيع أثر الجريمة، وتشيه ملامحها، وينفض السامر من حول الضحايا، جثامين الضحايا تتحلل، وأسماؤهم تصير ذكرى، والجناة فى أقفاصهم كالحيوانات المفترسة يتلمظون للبراءة!!.
فى بلجيكا يسحقون الإرهابيين، وهنا «نعلف» الإرهابيين، فى فرنسا طبقوا قوانين استثنائية ونحن أسرى الإجراءات الجنائية، اللهم لا اعتراض، لم تقدم فرنسا أو بلجيكا قدر ما قدمته مصر من ضحايا فى حرب الإرهاب، لماذا هم قادرون على جلب التعاطف، ونحن نفتقد التعاطف، لماذا لا يحتشد العالم هنا، ولماذا يحتشد هناك؟
نحن للأسف نكفى على الخبر ماجور، وهم يصورونه صوتا وصورة على الشاشة حتى المطاردات من شارع إلى شارع، ومن شقة إلى شقة، هم يحسنون تسويق قضيتهم العادلة ونحن نخجل من إحصاء عدد الضحايا، ونحن ندفن قضيتنا بأيدينا.
ما جرى فى بروكسل وقبلها فى باريس لا يمثل معركة واحدة فى سيناء، عملية واحدة قبالة مديرية أمن الدقهلية، ولكن هناك من يستثمر فى معركته ويستدعى «تان تان» إلى قلب المعركة، وهنا من يتاجر فى الخسارة، وينسى على الطاولة أن هناك أوراق لعب أخرى، منها كارت «سمير» بطل مجلة سمير يبكى أخاه «تان تان» فى صمت ويبلغه تعازيه!!.