x

السعودية: اقتراح رابطة الجوار يؤشر لتآكل الدور الإقليمي للعرب

الأربعاء 20-10-2010 15:38 | كتب: خليفة جاب الله ‏ |
تصوير : other

كشف مندوب السعودية الدائم فى جامعة الدول العربية السفير أحمد قطان عدم التوصل إلى توافق عربى خلال القمة العربية الاستثنائية التى عقدت فى مدينة سرت الليبية فى 9 أكتوبر الجارى، حول إقامة رابطة للجوار العربى، وقال قطان لـ«المصرى اليوم»: إن غالبية الدول العربية تحفظت على هذا الموضوع، فيما رفضته الدول الأخرى، مضيفا أن بلاده رفضت أيضا قرار القمة حول تطوير منظومة العمل العربى المشترك، وطالبت الجامعة العربية بعقد اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين لإعادة بحث الموضوعين.

وتابع: «لم يحدث توافق بين الدول العربية بشأن المقترح الذى تقدم به عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية والخاص بإقامة رابطة لدول الجوار العربى»، ولفت إلي أن الاجتماع الوزارى التحضيرى لقمة «سرت» ناقش هذا الموضوع بشكل مستفيض وكان واضحا للجميع وجود تحفظات من غالبية الدول العربية بل أحيانا الرفض لموضوع إقامة رابطة أو منتدى لدول الجوار.

وحول أسباب رفض الدول العربية للمقترح قال قطان: إن بعض الدول العربية ترى ضرورة التركيز أولا على وحدة الصف العربى وتوفير الحد الأدنى المطلوب للمصالح العربية وذلك قبل التفكير فى الرابطة، فيما رأت دول أخرى أنه موضوع خلافى يسبب المزيد من الانقسامات.

وأوضح أن بعض الدول طالبت بالتركيز على رابطة الجوار عبر بند العلاقات العربية مع التجمعات الدولية دون الحاجة لإنشاء أطر أو مؤسسات أخرى.

وقال قطان: رغم عدم وجود توافق على فكرة «رابطة دول الجوار»، إلا أنه صدر قرار من القمة بتشكيل لجنة وزارية مفتوحة العضوية برئاسة رئيس القمة لمواصلة دراسة المقترح من كافة جوانبه، والتوقيت الملائم لإقامته.

وحول الموقف الذى أعلنته بلاده من الرابطة قال: إن وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل رئيس وفد المملكة للقمة العربية الاستثنائية فى سرت أكد خلال المناقشات أن بلاده ترى ضرورة أن نوفر لهذا النوع من العلاقة المميزة متطلباتها من خلال معالجة المعوقات والإشكالات التى تعترض قيام نظام عربى فاعل وقادر على التعامل مع دول الجوار ككتلة متجانسة وموحدة، خاصة أن غياب الدور العربى الفاعل قد خلق فراغا إستراتيجيا يتم استغلاله من قبل العديد من الدول المجاورة.

وأضاف أن المملكة أكدت أنه ينظر إلى هذا الاقتراح باعتباره نابعا من شعور بتآكل الدور الإقليمي للنظام العربى فى محيطه ومركزه مقارنة بتصاعد دور بعض الدول الأخرى، بالإضافة إلى استمرار التحدى الإسرائيلي.

وتابع قطان: أن الفيصل أشار فى الاجتماع إلى أن واقعنا العربى بات يفرض علينا تدشين حقبة جديدة فى تاريخ علاقة النظام العربى بمحيطه الجغرافى على اعتبار أن هذا الأمر يقصد من وراءه توفير أساليب وآليات مبتكرة تجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات الراهنة والمقبلة وإحداث نقله نوعية فى النظام العربى تمنحه الفاعلية والحيوية بدلا من الركود والجمود.

وأشار إلى أن المملكة أكدت أن هذه المبادرة هامة للغاية وجديرة بالاهتمام والعناية وأنه لا يخالجها شك فى الأهداف النبيلة التى تسعى إليها المصلحة التى ترمي إلى تحقيقها، ولكن الأمر يتعلق بتوقيت طرحها وطبيعة العلاقات المتوترة مع دول مجاورة الأمر الذى لا يساعد على بلوغ غايتها.

وأوضح أن بلاده أوضحت خلال المناقشات أن الخوض فى موضوع يتناول ترتيب علاقات النظام العربى الذى مازلنا بصدد ترميمه وإصلاحه مع جوار جغرافى قد لا يكون مهيئين للتعامل معه مما يستدعى الهيئة له جيدا فى إطار البيت العربى أولا.

وحول الموضوع الآخر الذى بحثته القمة بشأن تطوير منظومة العمل العربى المشترك قال  قطان: إن المملكة لم تتحفظ على قرار قمة سرت كما يردد البعض بل إنها رفضته، موضحا أن وفد المملكة الدائم لدى الجامعة العربية تقدم رسميا للأمانة العامة، بطلب عقد اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين بدلا من وزراء الخارجية لمناقشة قرار قمة سرت بشأن تطوير منظومة العمل العربى المشترك، وإقامة رابطة الجوار.

وأضاف : فى حال التوصل إلى اتفاق كامل على كافة التوصيات التى خرجت بها اللجنة الخماسية العليا يتم عقد الإجماع على المستوى الوزارى لوضع اللمسات النهائية لها، مؤكدا أن المملكة لن تشارك فى أى اجتماع تدعوا إليه الأمانة العامة لمناقشة سبل تنفيذ هذا القرار لأنها فى الأساس رفضته وأبلغت الجامعة رسميا بأنها لا توافق عليه ولا تلتزم به ولا بأى نتائج تترتب عليه.

وأكد قطان أن الوفد الدائم للملكة لدى جامعة الدول العربية قد طلب أيضا أن يعقد الاجتماع الخاص بالقرار المتعلق بسياسة الجوار العربى على مستوى المندوبين الدائمين وبمشاركة الخبراء والسياسيين والاقتصاديين.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية