«كوبر أفضل مدير فنى أجنبى تولى القيادة الفنية للمنتخب».. بهذه الكلمات بدأ هانى أبوريدة، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم، حديثه لـ«المصرى اليوم»، وشدد على أن المدير الفنى يستحق المساندة والدعم الإعلامى والجماهيرى خلال الفترة المقبلة، وأن يقف الجميع فى ظهره، وألا يكون شوكة فى حلقه، لأنه فى النهاية مدير فنى لمنتخب مصر، وأى نجاح سيحققه سينسب فى المقام الأول لمصر، وأى فشل سيصب على الكرة المصرية، وأضاف أن «كوبر» مدير فنى متميز يعمل وفق أسس علمية حديثة وحريص جداً على مصلحة لاعبيه ومصلحة الكرة المصرية حيث يتعامل وكأنه مصرى الجنسية.
■ بداية، ما رأيك فى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب؟
- «كوبر» مدير فنى على أعلى مستوى وصاحب سيرة ذاتية جيدة للغاية، ويكفى أن أقول إننا لم نتعاقد مع مدير فنى عالمى بنفس سيرة كوبر طوال تاريخنا، وأعتقد أن الرجل نجح خلال الفترة التى قاد فيها المنتخب فى صناعة فريق جيد بمقدوره إعادة الأمجاد للكرة المصرية على المستوى الأفريقى، ويكفى أن الرجل نجح فى إفراز 35 لاعبا للمنتخب، ولا توجد لدينا أى مشكلة عند إصابة لاعب فتجد البديل جاهزا للاستدعاء على الفور مثلما حدث عندما تعرض مصطفى فتحى للإصابة وتم استدعاء مؤمن زكريا بدلاً منه.
■ ولكن البعض يرى أنه ليس هناك فارق بين كوبر وبرادلى؟
- بالعكس، هناك فارق كبير ينصب لمصلحة كوبر، حيث يعد أفضل من برادلى، فالأرجنتينى نجح فى أن يختار 42 لاعباً فقط، استقر منهم على 35 لاعباً، بعكس برادلى، الذى عمل شيئا غريبا فى عالم كرة القدم وهو قيامه بالاعتماد على أكثر من 90 لاعبا خلال فترة ولايته، وهو عدد كبير للغاية يؤدى فى النهاية لعدم الانسجام، ولا يصب فى مصلحة المنتخب.
■ ولكن البعض يتحفظ على مستوى أداء المنتخب مع كوبر؟
- كوبر له كل العذر ويجب ألا نحاسبه بالقطعة، فالرجل يعمل فى ظل ظروف غاية الصعوبة، وبالرغم من ذلك يعمل فى صمت ودون ضجيج مع مجموعة من اللاعبين يفتقدون الخبرة التى يكتسبها اللاعبون المحترفون فى الأندية الأوروبية، وبالتالى تكون لديه مشكلات عند قيادة أى مباراة بسبب عدم قدرته على خلق الانسجام بين اللاعبين فى أسرع وقت، خصوصاً فى ظل ضغط جدول مسابقة الدورى، وعدم وجود فترات توقف طويلة للمسابقة ما يدفعه لعمل معسكرات لتجهيز اللاعبين، وهذا الأمر لا تعانيه إلا مصر فقط، نظراً لعدم تواجد عدد كبير من اللاعبين المحترفين لدينا، بعكس المنتخبات الأخرى التى يعد قوامها كله من المحترفين.
■ وطالما تلمسون فائدة الاحتراف بهذه الدرجة، لماذا لا تبحثون عن وسائل لتشجيع الاحتراف؟
- نحن نعلم جيداً أهمية الاحتراف وفائدته ودوره للارتقاء بالكرة المصرية، ولدينا خطط لزيادة عدد المحترفين فى الدوريات الأوروبية، ولكن أعتقد أن الأندية ستقف عائقاً أمام هذا الفكر لرغبتها فى الاحتفاظ بلاعبيها لأكبر فترات ممكنة، وهذا أكبر خطأ، لأن اللاعب عندما يحترف فى سن صغيرة يكون بمقدوره تقديم الكثير لناديه ومنتخب بلاده.
■ ما المطلوب من صلاح والننى فى الفترة المقبلة باعتبارهما أهم المحترفين؟
- أطالب صلاح والننى بأنهم يموتوا نفسهم مع المنتخب، كما يفعلان فى إيطاليا وإنجلترا لأنهما لو لعبا بنفس الروح والقوة التى يلعبان بها مع أنديتهما سيصنعان فارقا كبيرا للمنتخب، وأعتقد أن الثنائى لديهما من الوطنية والغيرة والحماسة على بلدهما ما يجعلهما قادرين على تحقيق الطموحات والآمال المعقودة عليهما.
■ هل لو خرجنا من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية سيستمر كوبر؟
يجب أن يستمر، لكن هناك عوامل واعتبارات أخرى تحكم هذه الأمور، أهمها على الإطلاق الضغوط الإعلامية التى قد تسلط على الرجل فى حالة إخفاقه ومن ثم تأليب الجماهير عليه، ما يدفع لشن حملة قوية عليه تدفع اتحاد الكرة لتغييره وإقصائه به لإرضاء الجماهير.
■ وهل تدير الجماهير الكرة المصرية؟
- الكل يعمل داخل المنظومة من أجل إرضاء الجمهور وتحقيق أهدافه، ومن ثم فالجمهور هو صاحب الكلمة العليا فى كل شيء، وهو الذى يتحكم فى إيقاع اللعبة.
■ ولكن فى البلدان الأوروبية الجماهير وصيحاتها لا تتحكم فى مصائر المدربين؟
- يجب أن نتفق على أن اختلاف الثقافات بين مصر والدول الأخرى يصنع فارقا كبيرا فى التفكير وفى اتخاذ القرار قد يجعلنا نخسر كثيراً ونرجع خطوات للوراء دون أن ندرى رغم أننا دائماً وأبداً يجب أن نعمل من أجل المستقبل وبخطة طويلة المدى وليست خطة قصيرة المدى.
■ وهل ستخسر الكرة المصرية كوبر فى حالة رحيله؟
- كوبر من الصعب تعويضه خصوصاً أنه كما سبق أن قلت يعد أفضل سيرة ذاتية تعاقدت معها المنتخبات المصرية، وأعتقد أن تعويضه سيكون خسارة كبيرة للكرة المصرية يصعب تعويضها فى الفترة الحالية، وعلينا جميعاً أن نسانده وأن يكون المعيار لدينا هو هل اجتهد وعمل بإخلاص وتفان؟
ولذلك أتمنى أن يساند الإعلام، الرجل، خلال الفترة المقبلة، وأن يدعمه بقوة، وألا يصدر ضغوطا عليه قد تدفع بالجماهير للانقلاب عليه والإطاحة به.
■ البعض يردد أنك تتدخل فى عمل كوبر؟
- أنا بقى لى 25 سنة مشرفا على المنتخبات الوطنية، وعمرى ما اتدخلت فى عمل أى جهاز فنى سواء منتخب ناشئين، أو شباب، أو أوليمبى، ولو كوبر سابنى أتدخل فى عمله أمشيه تانى يوم من المنتخب، لأنه سيكون افتقد أهم ميزة للمدير الفنى وهى الشخصية القوية وعدم تركه للآخرين للتدخل فى قراره.
■ من وجهة نظرك، لماذا لعبت نيجيريا المباراة فى كادونا ولم تلعبها فى العاصمة؟
- «اللى كنا بنعمله فى الناس زمان عملتوا فينا نيجيريا دلوقتى»، لأننا كنا زمان لما نحب نجيب فريق وعاوزين نكسبه جونين أو تلاتة كنا نوديه يلعب فى بورسعيد، ملعب صغير وحماسة الجماهيركبيرة، كل هذه العوامل تساعد على تحقيق الهدف المرجو منه، وده بالظبط اللى عمله الجانب النيجيرى معانا لما نقلوا المباراة إلى كادونا علشان يطبقوا نفس الفكرة اللى كنا بنطبقها زمان.
■ وطالما الحكاية كده ليه وافقتوا لهم على تأخير المباراة فى كادونا ساعة؟
- لما وافقنا على التأجيل ماوافقناش علشانهم، إحنا وافقنا علشان إحنا نستفيد وموافقتنا كانت مشروطة، بأن ماندفعش أى فلوس زيادة للمطار فى كادونا بسبب تأخير الطائرة، وإنهم يضمنوا لنا أننا نطير فى نفس اليوم مانقعدش فى كادونا لليوم التالى، والتأخير كان فى مصلحتنا علشان اللعيبة بتوعنا يبعدوا عن ارتفاع درجة الحرارة الشديد المسيطر على كادونا فى هذا التوقيت.
■ ولماذا لم تتقدموا بشكوى ضد نيجيريا بسبب عدم إحضار أتوبيس للفريق لدى وصولكم لكادونا؟
- الخطأ نتقبله من أى دولة أفريقية لأننا فى النهاية مصر، ولكننا أيضاً يجب ألا نرد عليهم فى برج العرب بنفس المعاملة، وعندما يصلون إلى هناك سنوفر لهم سيارات على أعلى مستوى لرئيس البعثة والمرافقين له، وكذلك أتوبيس فايف ستارز للاعبين والجهاز الفنى، وإقامة فى أفضل الفنادق ببرج العرب، لأننا حريصون على دعم العلاقات المصرية - الأفريقية.
■ وما رأيك فيما يردده البعض بأن لجنة الأندية ستلغى دور اتحاد الكرة؟
- هذا كلام غير صحيح، لأن اتحاد الكرة هو الأب الشرعى للكرة المصرية وهو الذى يضع اللوائح التى ستسير فى إطارها لجنة الأندية التى يكون لها فقط حق إدارة المسابقات، واتحاد الكرة أيضاً بات لزاما عليه أن يدعم تلك اللجنة إذا أردنا أن نسير فى الطريق الصحيح نحو تصحيح المفاهيم الخاطئة فى إدارة المنظومة.
■ وماذا عن علاقتك بالشركة الراعية لاتحاد الكرة؟
- اسألوا حسن حمدى عن علاقتى ببريزنتيشن، فمثلما قالوا فى الماضى إننى أدعم وكالة الأهرام بسبب صداقتى لحسن حمدى، الآن يقولون إنى صاحب الشركة الراعية، وهذا أمر غير صحيح، لكننى أقف بقوة خلف كل من يدعم الرياضة المصرية وأسعى لتشجيع الاستثمار الرياضى، الذى يعد هدفا أساسيا من أهداف الاتحاد الدولى لكرة القدم.