داخل قطار متجه من محافظة المنيا إلى القاهرة يجلس «وائل يحيى محمد»، الموظف بديوان المحافظة الجنوبية، بصحبة ابنه «ياسين» وزوجته، الطفل - الذى لا يتعدى عمره الثلاثة أعوام- مُصاب بعيب خُلقى نجم عنه انسداد فى القنوات المرارية أدى إلى تليف كامل بالكبد.
اكتشف الأب إصابة الطفل بينما كان عمره عامًا واحدًا، وخلال السنتين الماضيتين، استشار عددًا من الأطباء فى محافظته، إلا أن العلاج بات متعثرًا مع تدهور حالة نجله الصحية، وأصبح الحل الوحيد يتمثل فى جراحة زراعة كبد.
بعد استشارات عدة فقد الأب خلالها الأمل فى إتمام تلك العملية داخل مصر، بسبب صعوبة إجراء الجراحة للأطفال، نصح العديد من الأطباء «وائل» بالتوجه بالطفل إلى الخارج لإجراء عملية الزرع التى تتكلف آلاف الدولارات، إلا أن ضيق الحال حال بينه وبين السفر، وأصبح الطفل على وشك فقدان الحياة.
قبل نحو 10 سنوات، فقد «وائل» ابنه طارق- الذى كان يبلغ من العمر وقتها عامين ونصف العام- بسبب نفس العيب الخُلقى، الأمر الذى دعاه إلى إجراء عدد من المحاولات مع «ياسين» عبر التواصل مع عدد من كبار أطباء الكبد فى مصر، إلا أن صعوبة حالة الطفل خيبت جميع الآمال «لفيت بيه كتير، لكن الأمل كان شبه معدوم لحد ما سمعت عن دكتور بيعمل العملية فى المستشفى الجوى التخصصى التابع للقوات المسلحة بالمجان». على الفور ذهب الأب إلى المستشفى، وأجرى جميع الفحوصات اللازمة لطفله، وقرر الأطباء إجراء عملية زرع الكبد، بعد أن وافق الأب على إعطاء جزء من كبده للطفل «لما الأطباء قالوا عايزين متبرع قررت فورًا أدى لابنى حته من كبدى، والحمد لله، إحنا فى طريقنا لإتمام العملية».
تتكلف عملية نقل وزراعة الكبد نحو 250 ألف جنيه مصرى، تكفلت وزارة الصحة بجزء من المبلغ فيما تحملت إحدى الجمعيات الخيرية الجزء الآخر.
«العقبة الوحيدة اللى واجهتنى كانت تكاليف التحاليل اللى عملها ياسين، زادت عن 25 ألف جنيه، عملت قرض بيهم، والحمد لله الأمور مشيت» يقول الأب، الذى يتمنى نجاح الجراحة كى يعود نجله إلى حياته الطبيعية.
حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، يحتاج نحو 1.5 مليون مصرى لزراعة كبد بسبب التليف الناجم عن الأورام والفيروسات الكبدية، وبسبب الصعوبات التقنية والفنية والقانونية فى جراحات زراعة الكبد، ينأى الأطباء بأنفسهم عن إجرائها، إلا أن الدكتور «عمرو عبدالعال» أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس، قرر التصدى لتلك العمليات، وكون فريقا من 50 طبيًا فى محاولة لإجراء تلك العمليات بشكل منتظم وفعال.
بدأ «عبدالعال» زراعة الكبد قبل نحو 15 عامًا، وخلال تلك الفترة، لم يتوقف الطبيب الشاب عن إجراء جراحات الزراعة فى معهد ناصر والمستشفى الجوى التخصصى، بالمجان- بشكل كامل- لغير القادرين.
عبدالعال أكد فى حديثه لـ«المصرى اليوم» على وجود نقص حاد فى عمليات زراعة الكبد فى مصر؛ فمنذ عام 2001 وحتى الآن أجريت نحو 3 آلاف عملية زراعة كبد، وهى النسبة التى يصفها بـ«الهزيلة» فالمرضى المحتاجون لإجراء الجراحة «مئات أضعاف ذلك العدد» على حد قوله، والمريض المُصنف ضمن قوائم وجوب الزراعة «لا يجدى معهم العلاج الدوائى.. ويموتون فى غضون عام إذا ما فشلوا فى إجراء الجراحات».
فى مصر، يحتاج المرضى بالتليف الكبدى متبرعا حيّا للحصول على جزء من كبده السليم، وزراعته عوضًا على العضو التالف، وهو الأمر الذى يُصعب من عمليات الزراعة، فالعثور على المتبرعين الأحياء المتفقين فى الصفات البيولوجية مع المريض أمر فى غاية الصعوبة، أما فى الخارج، تُجيز القوانين زراعة الكبد من حديثى الوفاة، ويقول الدكتور «عمرو عبدالعال» إن هناك دولاً عربية، المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، تقوم بنقل أكباد المتوفين حديثاً، والذين أوصوا قبل موتهم بالتبرع بأعضائهم للمرضى المصابين بالتليف الكامل فى الكبد، وهو ما يُسهل إجراء جراحات زراعة الكبد، على عكس مصر، التى تشترط الحصول على العضو من المتبرعين الأحياء.
فى عام 2010، أصدر مجلس الشعب القانون رقم 5 لسنة 2010 بشأن تنظيم زراعة الأعضاء البشرية، وهو القانون الذى يصفه الدكتور مصطفى عبده، أستاذ مساعد الجراحة بجامعة عين شمس، وأحد أفراد الفريق الطبى الذى يقوم بعملية زراعة الكبد، بالجيد، إلا أن الثورة عطلت صدور لائحته التنفيذية، وبالتالى لم يُنفذ القانون الذى يرى «مصطفى» ضرورة وضع لائحته التنفيذية لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المرضى «لكننا، نعمل بالقانون السارى حاليًا لحين تنفيذ القانون الجديد».
استضافت مصر فعاليات اليوم العالمى لالتهاب الكبد العام الماضى، بعد أن أظهرت مستوى عاليًا من الالتزام بالمعالجة الشاملة لالتهاب الكبد فى خطة عملها للوقاية والعلاج للأعوام 2014- 2018، حسب تقرير منظمة الصحة العالمية الذى يقول إن وزارة الصحة أنشأت 32 مركزًا متخصصًا فى علاج الالتهاب الكبدى الوبائى من النوع C وأدخلت عددًا من الأدوية التى تساعد على علاج عدد من الفيروسات الكبدية، وعززت الوقاية من التهاب الكبد؛ إلا أن العلاجات المتداولة حديثًا، والتى تصل نسبة الشفاء بها إلى نحو 95% لا تغنى عن جراحات نقل الكبد، حسب الدكتورة إيمان فوزى منتصر أستاذة الباطنة بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو الفريق الطبى الذى يقوم بزراعة الكبد، والتى تؤكد أن عمليات الزراعة تأتى بعد استنفاد الوسائل التقليدية فى العلاج «إحنا بنزرع لما يكون ده الأمل الوحيد، المريض اللى عنده تليف كامل لا يُعالج بمضادات الفيروسات، ولكن يحتاج إلى زراعة». وترى «إيمان» أن الاستراتيجيات العلاجية الجديدة لعلاج الفيروسات الكبدية ستساهم إلى حد كبير فى خفض نسب مرضى الزراعة فى المستقبل، إلا أنها تعود وتؤكد ضرورة ترتيب أولويات النظام الصحى لتشمل جميع المرضى على السواء.
هناك العديد من الأسباب التى تستدعى زراعة الكبد، منها الفشل الكبدى الناتج عن التليف فى الكبد بسبب فيروسى، أو الأورام السرطانية فى الكبد الناجمة عن الخلايا الكبدية ذاتها، أو بسبب جينى، حسب الدكتور «جاد محمد جاد» مدرس الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس، والأصغر عمرًا من أفراد الفريق، الذى يؤكد أن توقيت الزراعة هام للغاية، فكلما تأخرت حالة مريض التليف باتت العملية أصعب «طبعًا فى حالات كتير مستنية فى قوائم الانتظار، خصوصًا إن عدد المراكز اللى بتعملها فى مصر قليل جدًا».
تتمتع قوائم الانتظار لمرضى التليف الكبدى بـ«الديناميكية» على حد وصف الدكتور محمد أبو النجا، مدرس الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس وأحد أفراد الفريق، الذى يؤكد أن أولوية الحالة وخطورتها تُشكل العوامل التى تُحدد دور المريض فى إجراء العملية «لما ييجى شاب عنده فشل حاد مفاجئ فى وظائف الكبد بنديله الأولوية وبنحطه على رأس القائمة، فيه حالات ممكن تستنى وحالات صعب تنتظر، وأحنا بنبذل قصارى جهدنا فى كل الأحوال».
تُعد عمليات زراعة الكبد إحدى أصعب العمليات فى مجال الجراحة، فعندما يصاب الإنسان بالتليف، يبدأ النسيج التالف فى التوغل فى كامل الكبد، ويعوق العضو الهام عن أداء وظائفه بالشكل التقليدى، ويعجز الكبد عن تنقية الجسم من السموم، فتتراكم فى الدورة الدموية، ويفشل الكبد فى إنتاج المواد التى توقف النزيف الدموى، ما يستدعى عددًا من الإجراءات قبل إجراء العملية، حسب الدكتور أحمد مختار، أستاذ التخدير بجامعة القاهرة، الذى يؤكد أن تحضير المريض لعملية الزراعة يستدعى عددًا من الخطوات التى تبدأ فور وصول المريض إلى المستشفى وتنتهى مع خروجه بعد نحو 3 أسابيع من العملية.
ويقول الدكتور «مختار» إن تلك الإجراءات تشمل الفحص الكامل للمريض لتحديد مدى خطورة الأمراض المصاحبة للتليف الكبدى، وفحص صحة القلب والصدر، ثم قياس وزنه لتحديد جُرعة المُخدر اللازمة، ودراسة مدى قدرته على تحمل فترة التخدير التى قد تمتد لتصل إلى 18 ساعة متصلة «أعمل مع ثلاثة أطباء تخدير أثناء العملية، ونبقى مع الجراحين داخل غرفة العمليات حتى تنتهى الجراحة بالكامل ويفيق المريض».
العثور على متبرع تتوافق فصيلة دمه وأنسجته مع المريض واحدة من أصعب مراحل الجراحة، حسبما يقول الدكتور عمرو عبدالعال الذى يؤكد أن معظم المتبرعين تربطهم صلة قرابة بالمريض «اللى بيتبرع غالبا بيكون أب لابنه أو العكس، أو زوج لزوجته، أو قريب من الدرجة الأولى»، فى تلك الحالة يخضع المتبرع الذى يجب أن يتراوح عمره بين 21 و45 عاماً لمجموعة من الفحوصات الطبية، علاوة على جلسات للتأهيل النفسى يُجريها متخصصون فى الطب النفسى «لازم نتأكد إن المتبرع بيعمل العملية بإرادته دون إجبار»، وفى حالة تردد المتبرع يتم وقف الإجراءات فورًا مهما كانت حالة المريض «ساعات بيجيلنا ابن لمريض صعبان عليه والده، وأهله بيجبروه على التبرع، لما المتبرع بيصارحنا بده، بنوقف الإجراءات، وبنقول للمريض وأهله إن فيه عذر طبى يمنع التبرع للحفاظ على الروابط الأسرية». بعد الخضوع للتأهيل النفسى والبدنى، يبدأ إعداد المتبرع للجراحة «بنفحص المتبرع وبنتأكد من عدم وجود أى أمراض مزمنة، لأن صحة المتبرع تهمنا أكثر من المريض بحكم أنه اختار بكامل إرادته أن يخضع للجراحة رغم كونه سليما».
هناك عدة أنواع للخلايا فى الجسد البشرى، النوع الأول هو الخلايا التى لا تستطيع تجديد نفسها أو النمو مرة أخرى، أما الثانى فهى الخلايا التى تُجدد نفسها ويُمكن أن تنمو لمرة أخرى، وتُعد الخلايا الكبدية من النوع الثانى، فحتى مع استئصال 70 % من الكبد، تنمو الخلايا ويعود الكبد ليعمل بكفاءة خلال ثلاثة أسابيع فحسب، وهو ما يجعل التبرع بالكبد عملية آمنة، يقول الدكتور «عمرو عبدالعال» إن عملية زراعة الكبد تختلف تماماً عن زراعة الكلية «فلو خدنا كلية يمنى أو يسرى من مريض الوظيفة بتاعتها بتنتهى، رغم إن الإنسان يقدر يعيش بربع كلية، إلا أن الوظيفة بتتأثر، فى الكبد الموضوع مختلف، فهو قادر على تجديد نفسه خلال أسابيع معدودة».
فى تمام الخامسة فجرًا، يبدأ الفريق إجراء عمليات الزراعة، ينقسم الأطباء إلى قسمين، فى البدء يدخل المتبرع إلى غرفة العمليات، ويقوم الجراحون بنزع جزء من الكبد فى عملية تستغرق من 4 إلى 6 ساعات، وفى تمام السادسة؛ يدخل المريض إلى حجرة العمليات المجاورة، يشق الفريق الثانى من الجراحين البطن، ليستخرجوا كبده التالف، وأثناء عملية الاستخراج، ينتهى الفريق الأول من انتزاع جزء من كبد المتبرع، ليضعه فى الثلج لساعات معدودة لحين الانتهاء من المريض «يجب ضبط التوقيتات بدقة، فكلما كانت الفترة التى قضاها الكبد فى الثلج أقل، عاد لكفاءته أسرع» يقول الدكتور عمرو عبدالعال، مشيرًا إلى أن العملية تستغرق نحو 9 ساعات كاملة، وقد تمتد لتصل إلى 18 ساعة حسب حالة المريض والمتبرع «بنتأكد إن كل الوصلات والشرايين الكبدية شغالة بكفاءة الكبد العادى، وبيكون معانا أخصائى فى الأشعة التداخلية لعمل أشعة تليفزيونية على كبد المريض، ولو لقينا مسار غلط بنراجع كل حاجة، وعشان كده بنبدأ بدرى عشان يكون معانا وقتنا».
زراعة الكبد للأطفال أصعب بكثير من عمليات الزراعة فى الكبار، حسبما يقول الدكتور عمرو عبدالعال، الذى يؤكد أنهم أول فريق طبى يقوم بعمليات زراعة الكبد للأطفال فى مصر «عملنا فى المستشفى الجوى 7 حالات فى أقل من 6 شهور، ونأمل إننا نعمل حالتين كل أسبوع».
تكمن مخاطر زراعة الكبد فى الأطفال فى كون شرايينهم أدق، ما يتطلب تقنيات أدق وتركيزا أكبر «وعشان كده بنعملها فى المستشفى الجوى التابع للقوات المسلحة لتوافر كل التقنيات اللازمة فيه».
لا ينفصل المسار البحثى عن المسار العملى عند الدكتور عمرو عبدالعال، الذى يؤكد أنه قام بمشاركة الفريق، بنشر أكثر من 40 ورقة بحثية فى كبريات المجلات العلمية العالمية، آخرها بحث حول عملية نقل كبد لمريض من اثنين من المتبرعين «ودى واحدة من الحالات النادرة جدًا، وأول مرة تتعمل فى مصر والشرق الأوسط، والحالة دى بتتعمل فى مستشفى واحد بس فى العالم موجود فى كوريا الجنوبية».
قبل نحو شهرين، قابل الفريق الطبى مريضا يتسم بطول القامة وثقل الوزن، كانت العقبة الرئيسية فى العثور على متبرع يستطيع إعطاء 1400 جرام من الكبد للمريض، عرضت ابنته على الفريق الطبى أخذ الكمية من كبدها، إلا أن الفحوصات أكدت استحالة الأمر. وأثناء أحد الفحوصات الاعتيادية للمريض عرضت ابنته أخذ جزء من كبدها وجزء من كبد ابنة خالتها وزراعة الجزأين فى جسد والدها. يقول الدكتور عمرو «كانت بتهزر، لكن أنا قولتلها إن ده ممكن وبيحصل فى كوريا الجنوبية» لم تتردد الابنة ولا ابنة الخالة بالتبرع، وبعد استيفاء جميع الشروط، استعد الفريق الطبى للجراحة.
بدأ التحضير لمجموعة من الاجتماعات مع جميع أفراد الفريق الطبى، وطالب الجراحون المستشفى بتجهيز غرفة عمليات ثالثة فى سابقة هى الأولى من نوعها، وبعد سلسلة طويلة من الدراسة، قسم الفريق أنفسهم إلى ثلاث مجموعات بدلاً من اثنتين، دخلت الابنة فى أول غرفة، وبعد ساعة دخلت ابنة الخالة، ثم المريض، وأجرى الأطباء الجراحة التى استغرقت نحو 18 ساعة، بنجاح كبير، بحسب الدكتور عمرو عبدالعال، الذى يقول: «المريض والمتبرعتان بصحة جيدة، وخرج المريض من المستشفى وبيتابع معانا من الخارج فى الوقت الحالى». ويستعد الآن الفريق الطبى لإجراء جراحة مشابهة داخل معهد ناصر الشهر الحالى، لمريض يزن 134 كيلوجراما «العملية دى فتحت باب الأمل لمرضى كتير بيعانوا من السمنة كان مقفول عليهم الباب».
التمريض، جزء لا يتجزأ من نجاح العمليات الجراحية الكبرى، حسب «جمال على» الممرض بالفريق الطبى. يستقبل فريق التمريض الحالة بمجرد دخولها إلى المستشفى، ويقوم بسحب العينات اللازمة لعمل التحاليل والفحوصات المخبرية، مع تهيئة المريض نفسيًا للعملية. قبل يوم من إجراء الجراحة، يساعد طاقم التمريض المريض على الاستحمام بماء دافئ يعقبه الاستحمام بالسوائل المُطهرة. وبعد خروج المريض من غرفة العمليات، تبدأ المهمة الكبرى للطاقم، فمثبطات المناعة التى يتناولها المريض لمنع لفظ العضو المزروع تجعل مناعته فى أدنى مستوياتها، وبالتالى؛ يجب على طاقم التمريض منع العدوى «بأى وسيلة» باستخدام وسائل التعقيم الاعتيادية بدقة عالية ودون أى أخطاء.
تتراوح نسب نجاح عمليات زراعة الكبد فى الخارج بين 80 و85% ويؤكد الدكتور عمرو عبدالعال أن الفريق الطبى تجاوز تلك النسب «وصلت نسب نجاح عمليات الزراعة اللى بنعملها لأكثر من 95%». ويرى «عبدالعال» أن الوصول لتلك النسبة يرجع إلى التجانس بين أفراد الفريق الطبى المكون من 50 جراحًا وطبيبًا فى شتى التخصصات «كل واحد له دور بيعمله بدقة، والخطأ مش مسموح عندنا فى جراحات الزراعة.. الغلطة بيروح فيها المريض».
«الرحلة طويلة ومتعبة وصعبة.. وأتمنى تنتهى على خير» يقول «وائل يحيى» والد الطفل «ياسين» الذى سيقوم بالتبرع بجزء من كبده خلال أيام للطفل الذى يبلغ من العمر ثلاث سنوات، متمنيًا ألا يتقاطع مصير ابنه مع أخيه الذى توفى جراء نفس المرض، إلا أنه يعود ليشكر الله على تمكنه من العثور على الفريق الطبى القادر على إجراء الجراحة لطفله العزيز.. وبالمجان.