حفل الأسبوع الماضي بنشاط مكثف للرئيس عبدالفتاح السيسي في مختلف المجالات، فقد طالب الوزراء الجدد في التعديل الوزاري الأخير بتحسين الأداء والتواصل مع المواطنين، وكرم الأمهات المثاليات، وتابع مشروعات الإسكان الاجتماعي والعاصمة الإدارية الجديدة، والتقى الكتاب والمفكرين وقيادات وضباط وجنود المنطقة الشمالية العسكرية، والدارسين بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، ووزراء دفاع دول الساحل والصحراء ووزير خارجية سلوفاكيا.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بتكريم الأمهات اللاتي فزن بلقب الأم المثالية من مختلف المحافظات المصرية، بالإضافة إلى الحاصلات على ألقاب «أفضل أم بديلة» و«الأم المثالية لذوي الاحتياجات الخاصة» و«الأمهات المثاليات لشهداء القوات المسلحة والشرطة»، ووجه الرئيس بمنح الأمهات المثاليات مكافآت تتمثل في مبلغ مالي قدره 50 ألف جنيه أو أداء فريضة الحج تقديرا لعطائهن، كما منح الأمهات المثاليات وسام الكمال من الطبقة الثانية.
وزار الرئيس السيسي بشكل مفاجئ مقر المجالس التخصصية، حيث التقى مجموعة من الشباب الدارسين بالدورة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وذلك للتعرف على تقييمهم لفعاليات البرنامج التأهيلي ومدى الاستفادة التي حققوها حتى الآن، ووجه بأهمية إجراء تقييم دوري للتقدم الذي يُحرزه الدارسون، والاطلاع بشكل منتظم عليه.
وأكد الرئيس، خلال لقائه بالشباب الدارسين، جدية الدولة في تولي الشباب المناصب القيادية وتمكينهم من الاضطلاع بالمسؤولية خلال المرحلة المقبلة، مشيدا بما يتمتع به الشباب من حماس وطاقات وقدرات كبيرة تحرص الدولة على تعظيم الاستفادة منها وتوجيهها إلى الطريق الصحيح في خدمة الوطن، كما أكد ضرورة بذل الشباب لأقصى الجهود خلال هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر، مشجعا شباب مصر على التفاني في العمل بما يمكّن الدولة من تحقيق النهضة التنموية التي يتطلع إليها الشعب المصري.
ووجه السيسي التهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكرى تحرير طابا، على صفحته الرسمية بموقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، وقال «نستلهم بكل التقدير والاعتزاز قوة الإرادة المصرية الصلبة التي خاضت الحرب وقدمت التضحيات من أجل استرداد الأرض وإقامة السلام»، وأعربت رئاسة الجمهورية عن بالغ الأسف وعميق الحزن لمصرع وإصابة عدد من المعتمرين المصريين جراء حادث السير الذي وقع السبت على الطريق الذي يربط بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، ووجه السيسي بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية اللازمة للمصابين وذويهم، كما أعرب عن تقديره للإجراءات السريعة التي اتخذتها السلطات السعودية الشقيقة للتعامل مع تداعيات هذا الحادث الذي تعرض له المعتمرون المصريون.
وفي اجتماع استمر 7 ساعات عقده السيسي بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أمير سيد أحمد، مساعد وزير الدفاع للمشروعات، واللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، تمت مناقشة 3 موضوعات رئيسية تتمثل في الموقف التنفيذي لمشروعات إنشاء وحدات الإسكان الاجتماعي، والإجراءات الجاري اتخاذها لإزالة العشوائيات وإنشاء وحدات سكنية حديثة ومجتمعات عمرانية متطورة، فضلا عن متابعة الأعمال الإنشائية للعاصمة الإدارية الجديدة والتصميمات المقترحة للمباني الحكومية والوزارات.
وأكد السيسي أهمية مراعاة تنفيذ وحدات الإسكان الاجتماعي وفقا لأعلى معايير الجودة، وأن يتم توفير جميع الخدمات الأساسية لها، وبالنسبة لتطوير العشوائيات بشكل كامل ومستديم وجه الرئيس الصدد بأهمية الإسراع من وتيرة تطوير مختلف العشوائيات وتوفير التمويل اللازم لذلك، مؤكدا أهمية الانتهاء من تطوير المناطق العشوائية المختلفة على مستوى الجمهورية بحلول شهر أبريل 2017، وفيما يتعلق بخطوات تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة أكد الرئيس ضرورة إنجاز المرحلة الأولى منها خلال عامين مع تطبيق أعلى المواصفات العالمية في التنفيذ.
وبحث السيسي في اجتماع موسع تعزيز صورة مصر الخارجية ومكافحة الإرهاب والفساد، وحضر الاجتماع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء التضامن الاجتماعي، والخارجية، والداخلية، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة، ومستشارة رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية.
وتناول الاجتماع عددا من الموضوعات، من بينها جهود تعزيز صورة مصر على الساحة الدولية، وتعظيم الاستفادة من عناصر القوة الناعمة التي تتمتع بها من خلال الأنشطة الثقافية أو العلمية أو التاريخية التي يُمكن أن تنظمها المؤسسات المصرية المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع المصريين في الخارج للاستفادة مما يتوافر لديهم من أفكار ومقترحات تساهم في توضيح حقيقة التطورات في مصر وما تواجهه من تحديات.
وأكد السيسي في هذا الشأن أهمية تكثيف التنسيق بين مختلف أجهزة الدولة بما يساهم في تفعيل جهود تعزيز صورة مصر دوليا أمام الرأي العام العالمي، مع التركيز على إبراز الصورة الحضارية لمصر وتوضيح ما تمثله من منارة للاعتدال وما تخوضه من حرب على الإرهاب والتطرف، فضلا عن جهودها في إطار تعزيز التفاهم والتسامح بين مختلف الأديان والحضارات.
ودعا السيسي، في اجتماع مع مجموعة من الكتاب والمفكرين، إلى تشكيل مجموعات عمل للتباحث بشأن مختلف القضايا الوطنية والتحديات وعرض توصياتهم، وعقب الرئيس على مداخلات المتحدثين بالتأكيد على أن أعظم إنجازات ثورتيّ المصريين هو القضاء على احتكار السلطة أو البقاء فيها ضد إرادة الشعب المصري، ونوه بأن الأولوية خلال المرحلة الراهنة هي الحفاظ على الدولة المصرية وصيانة مؤسساتها، مع العمل على إصلاحها.
وأكد السيسي حرص الدولة على تحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات وبين الاعتبارات الأمنية الضرورية لاستقرار الدولة ومواصلة مسيرتها، أخذا في الاعتبار مسؤولية الدولة عن مصير ومستقبل 90 مليون مصري، ونوّه في هذا الصدد بأنه تم الإفراج عن 4 دفعات من المحبوسين بمبادرات من المجلس القومي لحقوق الإنسان، وشباب الإعلاميين، كما أكد ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لتوفير ظروف إنسانية أفضل لمحدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية مثل قاطني العشوائيات، وذلك جنبا إلى جنب مع الحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها.
وأشار السيسي إلى حرص الدولة على توفير فرص العمل، موضحا أن المشروعات التنموية التي تنفذها الدولة وفرت ما بين 2 و3 ملايين فرصة عمل، ونوه بأن حرية الإعلام تستهدف منح هذا القطاع الحيوي الفرصة للتنظيم الذاتي والقيام بدوره الوطني في تلك المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن، وفي إطار أهمية دور المثقفين والمفكرين في المشاركة في قضايا الوطن، دعا الرئيس الحاضرين إلى تشكيل مجموعات عمل يضمون إليها من يرون من الخبرات المصرية للتباحث بشأن مختلف القضايا الوطنية والتحديات التي تواجه الدولة المصرية، مع طرح سُبل التصدي لتلك التحديات على أرض الواقع،.
وأوضح السيسي أنه سيلتقي الحاضرين بعد شهر لمناقشة ما تم التوصل إليه من توصيات في هذا الشأن، مشددا على إيمان الدولة المصرية بأهمية الحوار والمشاركة المجتمعية، ومنوها بأنه لا احتكار للسلطة في مصر فرئيس الدولة ذاته هو اِبن من أبناء مصر، واستقبل السيسي، فيتوريو كولاو، الرئيس التنفيذي لمجموعة فوادفون العالمية، الذي تحدث عن توسع أنشطة الشركة في مصر وما توفره من فرص عمل متزايدة، مشيدا بالفرص الاستثمارية الضخمة التي يوفرها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، فضلا عما تتمتع به من كوادر شابة وعمالة مؤهلة.
وأشار الرئيس إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع وحرصها على إحداث نقلة نوعية في مستوى وجودة خدمات الاتصالات المُقدمة للمواطنين ومختلف القطاعات الاقتصادية، ودراسة كل الأطر القانونية والتنظيمية التي تساعد على زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، كما تطرق الرئيس إلى خطط الدولة لإقامة مناطق تكنولوجية في عدد من المدن المصرية بهدف إنشاء قاعدة استراتيجية لخدمة شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يساهم في زيادة الناتج القومى الإجمالي وتوفير المزيد من فرص العمل.
وعقب التعديل الوزاري الذي ضم 10 وزراء جدد، عقد السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والوزراء ونواب الوزراء الجدد عقب أدائهم اليمين الدستورية، حيث أكد الرئيس أهمية إدراك الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة، مشددا على ضرورة التحلي بالتجرد والتفاني وإعلاء مصلحة الوطن، فضلا عن ترشيد الإنفاق والحفاظ على المال العام، ودراسة كل التفاصيل للوقوف على أهم الملفات في كل وزارة.
ونوَّه السيسي بأهمية البناء على ما تم تحقيقه من إنجازات ودراسات لاستكمالها وتنفيذها، مع الحرص على التواصل والتنسيق سواء بين الوزارات المختلفة أو بين جميع القطاعات داخل كل وزارة، وأكد أهمية مكافحة الفساد بجميع صوره وأشكاله سواء كان ماليا أو إداريا، ووجه بأهمية التواصل بين الوزراء والمواطنين من خلال وسائل الإعلام لإيضاح حقائق الموقف بكل صراحة وشفافية وإطلاع المواطنين سواء على التحديات أو الإنجازات والتطورات الجارية بشأن المشروعات والجهود التي تقوم بها الوزارات المختلفة، وأشار الرئيس إلى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق وزراء المجموعة الاقتصادية.
واستقبل الرئيس السيسي، ميروسلاف لايتشاك، نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية والشئون الأوروبية بجمهورية سلوفاكيا، وتناول اللقاء سُبل دفع وتطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لاسيما مع قرب تولي سلوفاكيا رئاسة الاتحاد خلال النصف الثاني من العام الجاري، ودورها المهم في توضيح حقائق التطورات السياسية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط بمختلف المحافل الأوروبية.
وتطرق اللقاء كذلك إلى أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية معالجة جذور تلك الأزمة من خلال التوصل إلى تسوية سياسية للنزاعات التي تشهدها بعض دول المنطقة، فضلاً عن تقديم الدعم الاقتصادي اللازم لها وتوفير البيئة السياسية المواتية التي تساعد على عودة اللاجئين إلى أوطانهم.
وعقد السيسي لقاءً مع رؤساء وفود الدول المشاركة بمؤتمر وزراء الدفاع لتجمع دول الساحل والصحراء المُنعقد بمدينة شرم الشيخ، حيث أكد الأهمية الخاصة التي يكتسبها المؤتمر في ضوء التطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، لاسيما في أعقاب العمليات الإرهابية التي شهدتها العديد من الدول، والتي باتت تهدد أمن واستقرار دول العالم كافة.
وأشار الرئيس إلى ما يساهم به تجمع الساحل والصحراء في جهود حفظ السلم والأمن بالقارة الأفريقية، معرباً عن أهمية العمل على التوصل لحلول سياسية للنزاعات القائمة بالقارة الأفريقية بما يفسح المجال لتحقيق التنمية ويلبي طموحات الشعوب الأفريقية، كما أكد أن مصر ستواصل العمل مع دول التجمع، وكذا بقية الدول الأفريقية وذلك في إطار السياسة المصرية الرامية إلى الانفتاح على القارة الأفريقية والعمل على تطوير التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة في كل المجالات، وفي هذا الإطار أعلن الرئيس عن قيام وزارة الدفاع المصرية بتقديم ألف منحة دراسية للدول الأفريقية الشقيقة في الكليات والمعاهد العسكرية المصرية.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد توجه، الجمعة الماضي، إلى المنطقة الشمالية العسكرية، حيث أدى صلاة الجمعة، وعقب ذلك عقد لقاءً مع قيادات وضباط وجنود المنطقة الشمالية العسكرية، حيث ألقى كلمة أشاد فيها بالدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة لحماية الدولة المصرية وحفظ أمنها وسلامتها، ونوّه الرئيس السيسي بأن ما تقدمه مؤسسات الدولة في المرحلة الراهنة، وفي مقدمتها القوات المسلحة، يُعد محلا للتقدير والاحترام من الجميع، لافتا إلى أن القوات المسلحة تمثل ذراعا قوية تدعم جميع مؤسسات الدولة بغية تعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدفع عجلة التنمية.
كما أجرى الرئيس حوارا مع رجال المنطقة الشمالية العسكرية والقوات البحرية، استمع خلاله إلى استفساراتهم بشأن الأوضاع الداخلية والخارجية الراهنة، مشيداً بهذا الحوار البناء الذي عكس مدى إدراك رجال المؤسسة العسكرية ووعيهم التام بالمشكلات التي تواجه المجتمع.