قال الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إنه لا سبيل لمحاربة الإرهاب والتطرف إلا بنشر فقه الحب، مشيرًا إلى أن الإرهابيين يعتمدون على ما وصفه بفقه الكراهية والغباء، على حد قوله.
وأكد «جمعة»، خلال الندوة التي أقامتها مكتبة الإسكندرية، الخميس، على ضرورة عمل مبادرات وبرامج لتعريف الناس بإخلاق الصحابة والإسلام والمواقف التي كان يقوم بها هؤلاء ومنها قصص عن الرحمة بالحيوان والإنسانية تتناقض مع ما نراه من أعمال تفجير وإرهاب واستهداف للأبرياء.
وأكد «جمعة» أننا لو كنا نشرنا فكرة الأخلاق منذ زمن وعلى رأسها الرحمة والحب لما وجدنا كل هذا الكم من الإرهاب والقتل والفساد.
وأشار إلى أن بداية حياة التفجيري هو كرهه للحياة وأنه لا يعرف الحب، والذي لو عرفه لأحب ربه ورسوله وأنبياء الله وأحب الحياه والآخر، مطالبًا بضرورة تكثيف الحديث فقه الحب في المناهج والإعلام والذي لو بحثنا في تراثنا الإسلامي لوجدنا أعلاما لهذا الفقه ومنهم جلال الدين الرومي.
وتابع: «جلال الدين الرومي صورة لابد من دراستها للوصول إلى فقه الحب وذلك بهدف دحض فقه الكراهية الذي تتبناه جماعات التطرف والذي تجعل منتسبيها يكرهون الحياة والآخرين حتى يكرهون أنفسهم في النهاية».
وأشار المفتي السابق إلى أنه يعمل مع مبادرة أخلاقنا، من خلال الـ11 خلقا التي اتفقت عليها الأمم المتحدة وقالوا انه بالبحث والاستبيان تبين ان هذه الاخلاق الاشتراك في البشر وليس اهل الاديان وليس الاسلام وليس شيئا من هذا القبيل، مشيرًا إلى ان الـ11 خلقا هذه تمت دراستها إسلاميًا وتم تأليف 5 كتب كاملة عنها، وتم تحليل موقف الإسلام منها والذي ظهر أنه لا يوافق فقط عليها بل يعتمد عليها وفي الوقت نفسه لا يرفضها أحد من البشر.
وأكد أن الـ11 خلقا هذا شيء جيد من جانب الأمم المتحدة والتي بحثت عن المشترك بين البشرية ونستطيع من خلالها الانطلاق ونفع البلاد والعباد- بحسب قوله.
وتابع: «كتبت منهجا دينيا مشتقا من الـ11 خلقا طبق في دولة الكويت، ثم قمت بعمل برنامج رمضاني عن هذه الأخلاق، وكنت أذكر المواقف من الكتاب والسنة من فعل الصحابة والرسول حول معنى كل خلق منها».
وأضاف «جمعة»، وبعد هذا جاءت فكرة أن نحول هذا المعنى إلى برنامج قومي يشمل كل قاطني مصر من المسلمين والمسحيين بنسق مفتوح يشمل البشرية كلها والتي هي الآن في بعد كبير عن الأخلاق بسبب الاتصالات والتقنيات الحديثة والتي أفقدت الإنسان شيًئا من توازنه، وبدأنا في التفكير في حملة أخلاقنا واختارنا من الـ11 خلقا 10 قيم متفق عليها، وعلى رأسها الرحمة.