x

خالد أباظة استجابة سريعة.. وصديق جديد ! خالد أباظة الأربعاء 23-03-2016 22:17


ردود أفعال عديدة.. وصلتنى فى أعقاب نشر مقال الأحد الماضى تحت عنوان «نجاح.. ولكن!» الذى تناولت فيه بعض السلبيات التى رأيتها -وعشتها- فى معرض «أوتوماك-فورميلا» والتى كان أهمها وأبرزها من وجهة نظرى الحالة «المتردية» لمركز القاهرة للمؤتمرات الذى ذكرت أنه بعيداً جداً عن لقب «دولى».. وأنه غارق فى «المحلية» والفشل والتخبط وسوء المستوى.. وأقل ما يقال عنه إنه «شاخ» ويجب فوراً إطلاق «رصاصة الرحمة عليه» !.. فى ساعة مبكرة من صباح الأحد.. وصلتنى مكالمة «على المحمول» من رقم لا أعرفه.. كنت لا أزال نائماً ولكننى استقبلت المكالمة: - أستاذ خالد.. صباح الخير - صباح الخير.. مين معايا ؟ - أنا محمد سامى ! - محمد سامى مين يا فندم ؟ - أنا رئيس هيئة المعارض ومركز المؤتمرات الدولى.. أو الغارق فى المحلية والفشل والتخبط وسوء المستوى.. على حد وصفك فى مقال اليوم. - عرفت أن المكالمة لا يمكن أن تبدأ وتنتهى.. وأنا «فى السرير» !.. سارعت بأخذ المحمول والذهاب لغرفة المعيشة.. رديت: - أهلاً وسهلاً يا محمد بيه.. فرصة سعيدة !.. - للحظة فكرت أن الرجل سيرد علي قائلاً: - «سعيدة ؟.. دى فرصة منيلة بنيلة.. هوه إنت مش واخد بالك من النقد العنيف اللى كاتبه عن المعرض فى جورنال النهاردة» !.. رد الرجل جاء محترماً جداً.. بعكس توقعاتى.. فقال: «لا أستطيع أن أنكر أن كلامك كان جارحاً جداً بالنسبة لى.. وسبب لى وجعاً حقيقياً وألماً عميقاً.. ورغم ذلك فأنت -للأسف- ذكرت الحقيقة كاملة.. بشكل صادم.. ولكنها الحقيقة.. لا عندنا مؤتمرات.. ولا نستحق صفة الدولية أصلاً.. ولكن حضرتك ذكرت أننى استلمت مهمتى ومنصبى الجديد منذ عدة أسابيع.. والحقيقة أننى استلمته قبل معرض السيارات بستة أيام فقط.. وأقسم أننى بذلت فى هذه الأيام القليلة جداً جهداً خارقاً ليقام المعرض أصلاً.. بسلبيات وليس كوارث ولا فضائح» !.. أكمل الرجل كلامه قائلاً: «بقدر ألمى من مقالك ولكننى سعيد به.. فأنا أمام قلم صحفى جرىء ومحايد وقوى.. أنت لا تعرفنى ولكننى من قراءك ومتابعيك منذ سنوات عديدة من خلال ملحق سيارات أخبار اليوم عندما كنت مشرفاً عليه.. أعرف تماماً خبرتك الطويلة فى هذا المجال.. وأنك لا تجامل أحدا.. حتى أصدقاءك المقربين فى سوق السيارات.. ولن تصدقنى إذا قلت لك إننى كنت بصدد التحدث معك وتحديد موعد للقائك فى أقرب وقت.. للتعرف عليك والاستماع لنصائحك.. ولكنك –بعد نشر المقال- سرعت بالتأكيد بالمكالمة والتعرف عليك» على مدار ما يزيد عن ساعة وربع الساعة.. امتد حوارى مع الرجل.. والذى أعترف –بل أقسم- أنه فاجئنى بشخصيته وأفكاره وخططه -السريعة والمستقبلية- وكذلك الـC.V الخاص به.. فهو قادم من شركات دولية وعالمية.. وفى مناصب متميزة.. ومسألة تقدمه بأوراقه فى «الامتحان» الخاص بتعيين رئيس جديد للهيئة.. بدون «واسطة».. وفى كادر حكومى.. تستحق الإعجاب.. والدهشة أيضاً.. و«اختياره» يحسب بالتأكيد لصالح من وافقوا على تعيينه من بين مئات المتقدمين.. ويدل على أننا -على الأقل- نجيد حالياً عملية جذب الكفاءات وإعطاء فرص حقيقية لها.. داخل وظائف الحكومة !.. الحديث بيننا -كما قلت- كان طويلاً.. احتوى على العديد من التفاصيل.. مشاكل بالجملة ذكرها لى.. يعكف حالياً على حلها ومواجهتها وليس الهروب منها.. ينوى الاستفادة المطلقة من «جيش» العاملين فى الهيئة وهو يؤكد أن عدد كبير منهم يمتلك كفاءات ومهارات نادرة يجب تطويعها لصالح «البلد» فى المقام الأول.. وهو يرى انهم قادرون بالفعل على تحقيق ذلك وانجازه فى احسن صورة. واضح أن لديه تعليمات وأوامر من رئيسه المباشر -وزير الصناعة والتجارة الحالى- أن يحول «الهيئة» لشكل مختلف وآداء راقى.. فى غضون فترة قصيرة قد لا يتخيلها البعض -وأنا منهم- ولكن يبدو أن هذا هو الهدف والخطة والطموح.. وأن هناك «تيم عمل» برئاسة «الوزير» ومعه رئيس الهيئة ومجلس الإدارة.. وجميعهم «أعلنوا التحدى» لإنجاز هذه المهمة الانتحارية.. فى زمن قياسى ! وعدت الرجل أننى لن أنشر أى تفاصيل.. ولن أكشف خطة التطوير.. ولا طرق ومواعيد التنفيذ.. اتفقنا على لقاءات عديدة ستتم بيننا بالتأكيد.. الرجل أنهى حواره معي بجملة قصيرة فى محتواها.. وكبيرة جداً فى معناها.. قال لى: «أعرف أنك تحب هذا البلد.. وأنا أعشقه.. كل هدفى أن أحقق إنجازاً حقيقياً لبلدى فى مجال عملى.. صدقنى.. بعد فترة لن تشعر بالخجل والكسوف من مركز المؤتمرات.. الشكل سيتغير.. وكذلك الآداء.. سيعود دولى من جديد بما تعنيه الكلمة.. وحاسبنى على كلامى.. فقط اعطونى بعض الوقت.. وسترون النتيجة بأعينكم» !.. قبل أن أنهى المكالمة سألته سؤالاً عابراً جاء على «بالى».. قلت: «هذه الخبرة الطويلة والثقة بالنفس.. والتفكير المنظم.. والعشق للبلد.. يجعلانى أسألك سؤالاً قد لا يكون فى سياق حديثنا.. حضرتك عمرك كام سنة» ؟ - رد الرجل: «47 سنة» !.. - أشكرك.. بجد براڤو.. عمار يا مصر.. أنا سعيد بمعرفتك.. وبصداقتك !

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية