تواصلت المحادثات غير المباشرة، الأربعاء، بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، فيما تتجه الأنظار إلى موسكو التي يصلها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أمل دفع محادثات السلام حول سوريا قدما بعد انسحاب جزئي للقوات الروسية ولتعزيز الهدنة الهشة في أوكرانيا، فيما باتت قوات الجيش السوري على مشارف مدينة تدمر الأثرية بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي وذلك بهدف استعادتها من تنظيم «داعش» الذي يسيطر عليها منذ أغسطس الماضي.
وبدأ الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اجتماعاته بلقاء مع الوفد الحكومي السوري، وقال بشار الجعفري، رئيس الوفد ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إنه سيسلم دي ميستورا تصورهم عن جدول أعمال المفاوضات التي تنطلق جولتها المقبلة في إبريل المقبل، واعتبر أن عدم الاتفاق على جدول الأعمال «يعيق التقدم بشكل رئيسي» في جنيف، لكنه أضاف: «أستطيع أن أقول إننا اقتربنا إلى حد ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائما في الجولة الأولى من ناحية الشكل وليس الجوهر».
وانتقد الجعفري انتقائية الوفود الأخرى في مقاربتها للقرار 2254، الذي قال إنه «واسع وشامل ويجب أن نراعيه بكل أحكامه، فهو يتحدث عن مكافحة الإرهاب ويجب أن نتطرق إلى ذلك، ويتطرق إلى حوار سوري سوري دون تدخل خارجي وشروط مسبقة»، ونفى وجود أي ضغوط روسية على بلاده لدفع مفاوضات جنيف.
وشدد على أن أولوية الوفد الحكومي في الجولة المقبلة هي بحث «محاربة الإرهاب»، مؤكدا أن حل النزاع الذي تشهده سوريا يبدأ حكما بـ«مكافحة الإرهاب، ونحن محتاجون إلى تضامن العالم معنا».
ومن جانبه، قال دي ميستورا إن «الحل اللازم لمكافحة الإرهاب يمر بالتوصل إلى صيغة للانتقال السياسي في سوريا»، وهو ما يرفض وفد دمشق الخوض في تفاصيله مشددا على أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد «ليس موضع نقاش» في جنيف.
وفي سياق متصل، قال وزير خارجية ألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير، إن الأمر يتطلب حلا في سوريا يبقي عليها كدولة علمانية يمكن أن تتعايش فيها كل الجماعات، وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، أنه «لا مجال لإهدار الوقت في مفاوضات السلام السورية وحث كل الأطراف على عدم تعطيل المحادثات، ولا أعتقد أن الرئيس السوري، بشار الأسد، يمكن أن يكون في المستقبل رئيسا مقبولا لكل السوريين»، وطالبت الجامعة العربية مختلف الأطراف السورية سواء في الحكم أو في المعارضة بالعمل على ضرورة أن تحسم أمرها وتدرك أن إنقاذ سوريا هو بأيديها وليس بأيدي غيرها.
من ناحية أخرى، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن طائرة من طراز (إيليوشين إيل-76) تحمل على متنها 160 عسكريا روسيا شاركوا في مهمة القصف الجوي لعناصر إرهابية في سوريا، غادرت قاعدة (حميميم) الجوية عائدة إلى الوطن، فيما قالت مجموعة من المدونين الروس يراقبون حملة بلادهم في سوريا ويعملون تحت اسم «فريق مراقبة الصراع» إن جنديا روسيا سادسا قتل في العملية العسكرية التي تنفذها بلاده في سوريا في فبراير، لكن وفاته لم تعلن رسميا، وشنت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، 25 غارة جوية على مواقع مسلحي تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.