يُعد فهم أصول الأمراض ونشأتها أمرًا بالغ الأهمية لقياس مخاطر العدوى البشرية المستقبلية وإيجاد طرق العلاج والوقاية، لذا؛ قرر عدد من الباحثين في جامعة بنسلفانيا اتباع نهج جديد في محاولة لفهم مرض الملاريا، بدراسة الكائنات المسببة له في عدد من القردة العليا والشمبانزي.
تُعد الملاريا واحدة من أكثر الأمراض فتكًا بالبشر، فقد أودت بحياة 584 ألف شخص في عام 2013، ويُسبب المرض مجموعة من الطفيليات تُدعى المتصورات، التي تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية، تسكن؛ كلها، أجساد القردة العليا والشمبانزي.
ويستخدم الفريق البحثي، الذي يقوده الدكتور «بياترس هان» أستاذ الطب وعلم الأحياء المجهرية بجامعة بنسلفانيا، تقنية لتضخيم تسلسل الجينوم في دماء الشمبانزي، للعثور على أدلة حول تطور المتصورات، ومعرفة سبب تحولها إلى قاتل للبشر.
ويقول «بياترس» في تصريح صحفي نقله موقع الجامعة إن دراسة جينات القردة- التى يصفها بأولاد عم الإنسان- تسمح يفهم آليات اختباء الطفيليات في الجهاز المناعي للمضيف، وهو ما سيؤدي لفهم أفضل يقود العالم لمجموعة من الأدوية الجديدة واللقاحات التي تُساهم في الحد من الأمراض التي تُسببها تلك الكائنات.
ويؤكد الفريق البحثى أن جينوم الشمبانزي يحتوى «على منجم ذهب من المعلومات» حول الأصول التطورية للطفيليات المُسببة للملاريا، كما أنها تزود بمعلومات جديدة ستتبعها نتائج «هي الأولى من نوعها» لدراسة تأثيرات المتصورات على النطاق الجينومي، وهو الأمر الذي سيكشف نقاط الضعف التي يُمكن استغلالها لمكافحة الملاريا البشرية.