x

مظاهرات غاضبة تمنع تصوير فيلم «أنجلينا جولى» فى «سراييفو»

الإثنين 18-10-2010 19:09 | كتب: ريهام جودة |
تصوير : اخبار

زياراتها المتكررة إلى البوسنة وتفقدها لما خلفته الحرب الصربية فى منطقة البلقان كان وراء انفعال «أنجلينا جولى» بالقصص الإنسانية التى عاشها البوسنيون، وتحمسها لتقديم فيلم يتناول تلك الحرب، من خلال قصة حب بين صربى وبوسنية.


فعبر مؤسستها الخيرية «جولى بيت» التى أسستها بالتعاون مع صديقها الممثل «براد بت» تبرعت «جولى» بملايين الدولارات للجمعيات الإنسانية العاملة هناك لتوفير الأطباء والدواء، كما قضت أياما عديدة فى أبريل الماضى مع مجموعة من الأشخاص من بين 120 ألف شخص لا يزالون ينامون فى العراء ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم التى تهدمت من القصف العسكرى.


ورغم محاولات «جولى» لمداواة آثار تلك الحرب- التى استمرت فى الفترة من 1992 وحتى 1995– فإن المقربين منها أكدوا استياءها لتذكير البوسنيين بتلك الحرب من خلال الفيلم، إلا أنها عبرت عن ارتياحها لإدانة الحرب سينمائيا وكشف ما حدث للمدنيين الأبرياء على حد وصفها، ومحاولة لنكء جراحهم.


الفيلم الذى كتبت له السيناريو وتنتجه وتخرجه «جولى» فى أولى تجاربها كمخرجة بدأ تصويره الأسبوع الماضى فى هنجاريا، وكان من المفترض تصوير بعض مشاهده فى مدينة «سراييفو» الأسبوع المقبل، إلا أن السلطات البوسنية رفضت التصريح بالتصوير، لأسباب أمنية كما وصفتها فى تقرير صادر عنها، دون الكشف عن تلك الأسباب، والتى ربطت بمظاهرات غاضبة من قبل عدد من النساء البوسنيات اللائى وقفن أمام مكتب وزير الثقافة البوسنى فى مدينة «سراييفو» ليعلن اعتراضهن ورفضهن للفيلم الذى يتناول قصة حب بين امرأة بوسنية ومغتصبها الصربى،

وقامت مجموعة منهن بزيارة مكتب الوزير لتقديم احتجاج رسمى له يطالبن خلاله بعدم مساندة أسرة الفيلم بأى شكل، وذلك على خلفية مريرة عانتها النساء البوسنيات طوال سنوات الحرب من جرائم اغتصابهن على يد الجنود الصرب، وهو ما دفع وزير الثقافة البوسنى للتراجع عن منح أسرة الفيلم التصاريح اللازمة للتصوير فى العاصمة البوسنية احتراما لمشاعر البوسنيات المحتجات، ورغم محاولات «جولى» التوصل إلى أعضاء المجموعة التى التقت بوزير الثقافة ودفعته لمنع تصوير الفيلم فى سراييفو، فإنها لم توفق فى إقناعهن، لكنها طلبت منهن عدم الحكم على عمل لا يزال تحت التصوير، ولم يعرض بعد.


إلا أن «جولى» لم تيأس وعبرت عن أملها فى تصوير الفيلم فى الأماكن الحقيقية التى وقعت بها الحرب، مشيرة إلى رغبتها فى تراجع السلطات البوسنية عن قرارها والسماح بتصويره فى سراييفو.


وفى الوقت الذى بدأت فيه المجموعة البوسنية حربا إعلامية ضد الفيلم قالت «بكيرة هاسيك» المتحدثة باسم المجموعة لصحيفة «لـــــوس أنجلـــوس تايمز» الأمريكية إن الفيلم لا يتناول فقط امرأة بوسنية، بل أيضا علاقة غرامية مع جندى مختلف عنها فى ديانتها وكذلك هو من رجال العدو الذى اغتصب النساء المسلمات، حتى لو لم يكن ذلك الجندى قام بجريمة اغتصاب، ومن غير المنطقى أن تقع فى غرامه، بل يستحيل حدوث ذلك.


«واندا تروزنيسكا» الباحثة فى حقوق الإنسان علقت من جهتها: الحرب بعد 15 عاما بالنسبة للبعض ليست ذكرى، بل واقعا لا يزال عالقا فى أذهانهن ولن يستطعن تجاوزه.


وقالت «جولى» فى بيان صادر عنها: الفيلم ليس وثائقيا، بل روائيا، وأتمنى من الناس أن يكفوا عن الحكم عليه لحين عرضه ومشاهدته.

ويبدو الموقف فى صربيا لا يختلف كثيرا عنه فى سراييفو، فمنذ إعلان «جولى» عن تقديمها للفيلم فى أغسطس الماضى، هاجمت صحف التابلويد الصادرة فى مدينة «بلجراد» الفيلم وأسرته، واتهمتهم بـ«معاداة الصرب» على غرار المصطلح الشهير «معاداة السامية» فى إشارة إلى الجريمة الكبيرة التى ارتكبتها «جولى» على حد وصف صحيفة «داناس» الصادرة هناك، والتى نشرت تقريرا عن احتواء الفيلم على مشاهد تسىء للشخصية الصربية وتقدم الجندى الصربى وهو يقطع ثدى إحدى النساء البوسنيات بسكين حاد قبل اغتصابها على حد قولها.


يلعب بطولة الفيلم ممثلون محليون من البوسنة وهم «زانا مارجانوفيتش» و«ريد سيربيديجا»، وقالت «جولي» إنها استعانت بطاقم محلى من الباحثين أيضا لتزويدها بالمعلومات عن الناس فى تلك المنطقة، وتأمل أن يكون فيلمها ليس فقط استمرارا لجهودها الإنسانية كسفيرة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، بل أيضا للتذكير بما حدث، ولفت الانتباه للناجين من تلك المذابح، وأكدت أنها فى انتظار مراجعة السلطات الأمنية فى سراييفو لقرار منع تصوير الفيلم الذى لم يستقر على اسمه بعد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية